أخبار عاجلة
أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025 -
أسعار سبائك الذهب BTC اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025 -
لهذا السبب....روبي تتصدر تريند جوجل -

التبوريدة التقليدية تستقطب الشباب وتواجه تحديات الدعم وتقلص الفضاءات

التبوريدة التقليدية تستقطب الشباب وتواجه تحديات الدعم وتقلص الفضاءات
التبوريدة التقليدية تستقطب الشباب وتواجه تحديات الدعم وتقلص الفضاءات

يحرص عدد من المهتمين بفن “التبوريدة” على تنظيم مهرجانات الفروسية التقليدية خلال العطلة الصيفية بمناطق متفرقة من المغرب، احتفاء بهذا الفن العريق الذي يُعد رمزا راسخا في الثقافة المغربية، لما يجسده من تلاحم بين المهارة الفروسية والبعد الاحتفالي، ولما يعكسه من ارتباط تاريخي عميق بين المغاربة والخيل، وهو ما يضفي على التبوريدة مكانة متميزة في الموروث الشعبي ويجعلها حاضرة بقوة في وجدان الأفراد والجماعات.

ورغم ما تواجهه “التبوريدة” من إكراهات تختلف من منطقة إلى أخرى، إلا أنها تظل وفية لروحها الأصيلة، ساعية نحو التطوير والانفتاح على آفاق جديدة على يد فئة الشباب، فيما يحرص ممارسوها والمنظمون لمهرجاناتها على صون هذا الموروث وضمان استمراره من جيل إلى جيل، من خلال البحث عن سبل التأهيل والتجديد وتجاوز الإكراهات، بما يضمن مواصلة التألق ومواكبة التحولات التي يعرفها المشهد الثقافي المغربي.

التبوريدة بين الأجيال

عبد الرحمان رجراجي، شاب ممارس لفن التبوريدة التقليدية، قال إن “هذا الفن المغربي يشكل جزءا أصيلا من هوية البلاد وتراثها اللامادي، الذي ورثناه عن الأجداد والآباء”، مشيرا إلى أن “الجيل الجديد يسعى جاهدا للحفاظ عليه، إدراكا منه لما يحمله من دلالات تاريخية وثقافية تعكس علاقة المغاربة بالخيل ومظاهر الفروسية”.

وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “حب الخيل والموروث يدفعنا لتحمل مشاق كبيرة، تشمل تربية الحصان والوفاء بمسؤوليات كثيرة، سواء من حيث المصاريف أو الرعاية أو المشاركة في التظاهرات الفروسية”، مبرزا أن “هذه الجهود تتواصل طيلة الموسم، في ظل غياب آليات الدعم التي يمكن أن تخفف من الأعباء الثقيلة”.

وشدد رجراجي على أن “التبوريدة ليست مجرد فرجة، بل هي تعبير رمزي عن تاريخ المغرب، ومصدر فخر واعتزاز جماعي”، مؤكدا أن “الممارسين يحرصون على نقل هذا المشعل للأجيال المقبلة بكل إخلاص ومسؤولية”، معتبرا أن “الحفاظ على استمرارية هذا الفن يتطلب وعيا جماعيا بقيمته الرمزية والحضارية”.

وأكد أن “التبوريدة المغربية تمثل تراثا وهوية وطنية بامتياز، تستحق منا كل الجهد لضمان استمراريتها”، مضيفا أنها “تظاهرة ترفيهية وثقافية ورياضية واجتماعية وتنموية في آنٍ واحد، ما يمنحها مكانة خاصة في الذاكرة الشعبية المغربية، ويعزز ارتباط الشباب بها رغم الصعوبات”.

ولفت عبد الرحمان رجراجي إلى أن “الشباب الممارسين يواجهون تحديات متعددة، على رأسها غياب الدعم المادي، ما يدفعهم للاعتماد على مجهوداتهم الشخصية لتغطية التكاليف المرتفعة، سواء المتعلقة بتربية الخيول أو التنقل والمشاركة في مختلف المواسم الفروسية المنتشرة عبر ربوع المملكة”.

كما سجل أن “غياب التأمين عن الأخطار التي يتعرض لها الفرسان يُعد من أبرز العوائق، خاصة في ظل الحوادث المتكررة التي تقع بساحات التبوريدة”، مضيفا أن بعضها “ينتهي بإصابات بليغة أو حتى وفيات، وهو ما يستوجب إرساء منظومة حماية تضمن السلامة الجسدية للمشاركين”.

وختم رجراجي تصريحه بالإشارة إلى أن “التوسع العمراني في عدد من المناطق ساهم في تقلص الفضاءات المخصصة لمهرجانات التبوريدة”، داعيا الجهات المعنية إلى “التدخل من أجل حماية هذا الموروث الوطني، وضمان استمراره داخل المشهد الثقافي المغربي، بما يليق بقيمته التاريخية والاجتماعية”.

تحديات ومطلب الدعم

رشيد غرباوي، “مقدم” سربة خيالة المنصورية للتبوريدة بإقليم بنسليمان، قال إن “المجهودات التي نقوم بها تستهدف تأطير الأبناء من أجل الحفاظ على فن التبوريدة، من خلال تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطفال والشباب، تشمل جوانب نظرية وأخرى تطبيقية، حتى يتعرفوا على هذا الفن ويتقنوا ممارسته وفق أصوله”.

وأوضح غرباوي، في تصريح لهسبريس، أن “من أبرز الإكراهات التي تواجه الممارسين، ارتفاع أسعار مادتي الحبة والبارود، إلى جانب قلة الفضاءات المخصصة للمحرك، خاصة في المناطق التي اجتاحها العمران وأصبحت تعاني من ندرة الأراضي المناسبة، ما يحدّ من فرص التدريب وتنظيم المهرجانات”.

وأشار إلى أن “هناك جمعيات وطنية مهتمة بالتبوريدة، إلى جانب الشركة الملكية لتشجيع الفرس، تعمل على تشجيع الفرسان ودعم استمرار هذا التراث، كما أن وزارة الصناعة التقليدية تبذل مجهودات للمحافظة على صناعة السروج والملابس التقليدية المرتبطة بالتبوريدة، لكن نشطاء التبوريدة بحاجة إلى دعم أوسع من مختلف القطاعات المهنية”.

وشدّد المتحدث على أن “سنوات الجفاف الأخيرة أثّرت بشكل واضح على مربي الخيول، ما يستدعي دعما من وزارة الفلاحة لتوفير الأعلاف المدعّمة، لأن هذه الخيول وُجدت للتبوريدة، وإذا لم يتمكن أصحابها من رعايتها فلن يستطيعوا الاستمرار”.

وأكد غرباوي أن “التبوريدة تراث لا مادي يستحق العناية والتثمين، ومن الضروري تنظيم دورات تكوينية منتظمة لتعريف الأجيال الصاعدة بمقومات هذا الفن، وتمكينهم من حمل مشعل الاستمرارية حفاظا على هذا الإرث الثقافي المغربي الأصيل”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. بيان مهم لـ حالة الطقس اليوم السبت 2 أغسطس 2025 وتحذيرات عاجلة
التالى حاتم الجهمي يكتب: «الإخوان في تل أبيب ..خيانة كاملة الأركان»