تبرز صناعة الشاحنات كأحد القطاعات الحيوية التي تشهد نموًا متسارعًا، مدعومًا بسياسات طموحة لتوطين الصناعة وزيادة القيمة المضافة المحلية، ومع تزايد الطلب على وسائل النقل التجاري في ظل النهضة الاقتصادية التي تعيشها مصر، أصبحت الشاحنات لاعبًا رئيسيًا في دعم قطاعات اللوجستيات والبنية التحتية.
ويستعرض هذا التقرير، من بانكير، واقع صناعة الشاحنات في مصر لعام 2025.
أرقام تروي قصة الانتعاش
وتشير التقارير الصادرة عن مجلس معلومات سوق السيارات في مصر (أميك) إلى نمو ملحوظ في مبيعات الشاحنات خلال عام 2025، فقد سجلت مبيعات الشاحنات ارتفاعًا بنسبة 93.2% في يناير 2025، حيث بلغت 1822 شاحنة مقارنة بـ943 شاحنة في يناير 2024.
كما شهدت الفترة من يناير إلى فبراير 2025 زيادة بنسبة 84%، مسجلة 3623 شاحنة مقابل 1969 شاحنة في الفترة نفسها من العام السابق.
وهذا النمو اللافت يعكس الطلب المتزايد على الشاحنات، خاصة في فئات الشاحنات الصغيرة التي استحوذت على 58% من السوق، تليها الشاحنات الخفيفة المتوسطة بنسبة 30%.
خطوة استراتيجية نحو الاكتفاء الذاتي
وفي مايو 2025، أعلنت الحكومة المصرية عن توسيع استراتيجية توطين صناعة السيارات لتشمل الشاحنات والأتوبيسات، بهدف تحقيق نسبة 60% من القيمة المضافة المحلية وإنتاج 100 ألف مركبة سنويًا.
وهذه الخطوة تأتي في إطار رؤية مصر 2030 لتعزيز الصناعة الوطنية وتقليل الاعتماد على الواردات، وقد ساهمت هذه السياسة في زيادة مبيعات الشاحنات المجمعة محليًا بنسبة 89.1% خلال الربع الأول من 2025، مسجلة 4700 شاحنة مقابل 2400 شاحنة في العام السابق، بينما ارتفعت مبيعات الشاحنات المستوردة بنسبة 55.1%، وهذا التوجه يعزز القدرة التنافسية للمنتجات المصرية ويفتح آفاقًا للتصدير إلى الأسواق الإقليمية.

العلامات التجارية الرائدة
وتتصدر العلامة التجارية شيفروليه سوق الشاحنات في مصر بحصة سوقية بلغت 76% في الربع الأول من 2025، مسجلة بيع 4053 شاحنة.
وتلتها مرسيدس MCV بحصة 6.1% (326 شاحنة)، ثم ميتسوبيشي بنسبة 5.1% (274 شاحنة)، وJMC بحصة 4.2% (225 شاحنة)، وتويوتا بنسبة 3.2% (168 شاحنة).
وهذا التوزيع يعكس تفضيل السوق المصري للعلامات التي تجمع بين الجودة والتكلفة المناسبة، مع استحواذ خمس علامات تجارية على 94.1% من إجمالي المبيعات في أول شهرين من 2025.
تقلبات السوق والواردات
وعلى الرغم من النمو القوي، تواجه صناعة الشاحنات في مصر تحديات، أبرزها تقلبات أسعار العملات الأجنبية التي تؤثر على تكلفة الشاحنات المستوردة.
وفي 2024، انخفضت مبيعات الشاحنات المستوردة بنسبة 38.5% خلال الأشهر العشرة الأولى، بينما ارتفعت مبيعات الشاحنات المجمعة محليًا بنسبة 11.6%، وهذا الانخفاض يعكس التوجه نحو الإنتاج المحلي، لكنه يشير أيضًا إلى الحاجة إلى استقرار اقتصادي لدعم استثمارات القطاع الخاص في خطوط الإنتاج.
الشاحنات الكهربائية
وفي خطوة طموحة، أسهم البحث المصري-السعودي في تطوير تقنية "من السيارة إلى الشبكة" (Vehicle-to-Grid - V2G)، التي تحول الشاحنات الكهربائية إلى محطات طاقة متنقلة، مما يدعم استقرار الشبكة الكهربائية في أوقات الذروة.
وهذه التقنية، التي أجريت تحت إشراف باحثين من معهد بحوث الإلكترونيات وجامعة حلوان، تمثل نقلة نوعية في دمج الشاحنات الكهربائية ضمن منظومة الطاقة النظيفة، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار.
وتشهد صناعة الشاحنات في مصر في 2025 نهضة حقيقية، مدفوعة بسياسات التوطين، نمو المبيعات، والابتكارات التكنولوجية، ومع استمرار الاستثمارات في الإنتاج المحلي وتطوير تقنيات مستدامة، يتوقع أن يصبح هذا القطاع أحد ركائز الاقتصاد المصري.
ومع ذلك، يتطلب تحقيق الاستدامة والنمو المستمر معالجة التحديات الاقتصادية وتعزيز الشراكات الدولية، حيث إن صناعة الشاحنات في مصر ليست مجرد سوق تجاري، بل قصة طموح وطني يعيد تشكيل مستقبل النقل والصناعة في المنطقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.