قال الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، إن مصر تُعد قلب الأمة العربية النابض، ومهدًا للتكامل العربي في شتى المجالات، وعلى رأسها القطاع الدوائي والصحي الذي يُمثل أحد ركائز الأمن القومي لأي دولة، ومن هذا المنطلق، يبرز دور صيادلة مصر كمحور رئيسي في تحريك عجلة التعاون العربي الدوائي، سواء من خلال خبراتهم العلمية أو عبر مؤسساتهم النقابية والمهنية، بقيادة نقابة صيادلة مصر ونادي صيادلة مصر، في دعم التوجهات القومية نحو توطين الدواء وتعزيز الإنتاج العربي المشترك.
أضاف الدكتور محمد عصمت، أن الأحداث الإقليمية والدولية الأخيرة أثبتت أهمية التكتلات المهنية العربية، خاصة في قطاع الدواء، الذي شهد اضطرابات في سلاسل الإمداد والتوزيع بسبب الأزمات العالمية، ووسط هذه التحديات يطرح نادي صيادلة مصر رؤيته من خلال دبلوماسية فاعلة وموقعه الريادي، ويدعو إلى تأسيس إطار عمل عربي موحد تحت مظلة وزارة الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية، يجمع صيادلة الوطن العربي من أجل التعاون الفني، وتبادل الخبرات، وتوطين الصناعات الدوائية، وتعزيز الاعتماد المتبادل بين الجهات التنظيمية في الدول الشقيقة.
أكد الدكتور محمد عصمت أن هذا التوجه يأتي إيمانًا من مصر بأن تحقيق الأمن الدوائي القومي العربي لا يمكن أن يتم إلا عبر منظومة متكاملة تبدأ من التكوين العلمي للصيادلة العرب، وتمر بتمكينهم من أدوات البحث والتطوير، وتنتهي بتكامل استثماري وتصنيعي يضمن توفر الدواء الآمن والفعال بأسعار عادلة في كل الدول العربية، دون حاجة دائمة للاستيراد من الخارج.
أوضح أن صيادلة مصر بخبراتهم الممتدة، وبتجاربهم الثرية في التنظيم والتدريب والحوكمة الدوائية، قادرون على قيادة هذا التحول العربي، سواء عبر تنظيم مؤتمرات علمية دورية على المستوى الإقليمي، أو عبر مبادرات مشتركة للتدريب الموحد على المعايير الدولية، أو حتى من خلال إن اتحاد الصيادلة العرب يتبنى قضايا المهنة ويعزز الشراكات بين الدول.. كما أن موقع مصر الجغرافي، وبنيتها التحتية القوية، وامتلاكها لمراكز بحثية ومدينة دواء حديثة، يجعلها بوابة حقيقية لتكامل دوائي عربي يلبّي احتياجات الشعوب العربية ويُسهم في تقليل الفاتورة الدوائية عبر التصنيع المشترك، وتبادل المواد الخام، وتوحيد سياسات التسجيل والتسعير.
وفي ضوء ذلك، يجدد نادي صيادلة مصر مطالبته ودعوته لكافة الكيانات الصيدلانية والنقابية في الدول العربية الشقيقة للعمل يدًا بيد تحت راية العمل العربي المشترك، وبإشراف رسمي من وزارة الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية، وصولًا إلى منظومة دوائية عربية موحدة تليق بطموحات شعوبنا، وتحصن أمننا القومي في وجه الأزمات.