سجل الدولار الأسترالي تعافيًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الإثنين، مستقرًا عند مستوى 0.6479 دولار أمريكي، بعد ارتفاع بنسبة 0.8% يوم الجمعة، في أعقاب صدور تقرير وظائف أمريكي أضعف من التوقعات، مما عزز التقديرات بشأن خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال سبتمبر المقبل.
وأنهى الدولار الأسترالي بذلك سلسلة خسائر استمرت ست جلسات، وقلّص من خسائره الأسبوعية إلى 1.4%، بعد أن كان قد بلغ أدنى مستوى له في ستة أسابيع عند 0.6419 دولار.
وفي السياق ذاته، استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5918 دولار أمريكي، بعد صعوده بنسبة 0.5% يوم الجمعة، متعافيًا من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 0.5857 دولار، رغم أن خسائره الأسبوعية لا تزال عند 1.6%، مع وجود دعم فني قوي حول مستوى 0.5850 دولار.
تقرير الوظائف الأمريكي يغير توقعات الفائدة
أدى تقرير الوظائف الأمريكي، الذي جاء دون التوقعات للمرة الأولى منذ عدة أشهر، إلى تراجع كبير في شهية المستثمرين للدولار. فقد أضاف الاقتصاد الأمريكي عدد وظائف أقل من التقديرات خلال يوليو، وارتفع معدل البطالة، فيما جرت مراجعة سلبية للبيانات السابقة، ما يشير إلى تباطؤ ملموس في سوق العمل.
وساهمت هذه البيانات في انخفاض الثقة الاقتصادية، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة رئيس مكتب الإحصاءات، ما زاد من حالة الغموض في السوق.
وسرعان ما تسارعت رهانات الأسواق على تيسير السياسة النقدية، إذ قفزت احتمالات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر إلى 90% مقارنة بـ40% قبل صدور التقرير، وتشير العقود الآجلة الآن إلى خفض إجمالي قد يصل إلى 65 نقطة أساس قبل نهاية العام.
تداعيات على السياسة النقدية في أستراليا ونيوزيلندا
امتد تأثير هذا التحول في توقعات الفائدة الأمريكية إلى منطقة آسيا-المحيط الهادئ، حيث ترجّح الأسواق الآن قيام بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، مع وجود توقعات لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس رغم تأكيد البنك التزامه بنهج تدريجي ومدروس.
وفي نيوزيلندا، تسعّر الأسواق حاليًا خفضًا محتملًا للفائدة بنسبة 80% خلال اجتماع البنك المركزي في 20 أغسطس، مع ترقب بيانات التوظيف للربع الثاني المقرر صدورها يوم الأربعاء، والتي من المتوقع أن تُظهر ارتفاع معدل البطالة إلى 5.3%.
السندات الحكومية تتفاعل
شهدت السندات الحكومية في البلدين مكاسب لافتة، حيث تراجع العائد على سندات الحكومة الأسترالية لأجل ثلاث سنوات بمقدار 10 نقاط أساس إلى 3.295%، وهو أدنى مستوى منذ أوائل يوليو، بينما هبط العائد على السندات النيوزيلندية لأجل عامين بمقدار 7 نقاط أساس إلى 3.223%، وهو الأدنى منذ عام 2022.
آفاق العملات
ويرى محللو بنك "تي دي سيكيوريتيز" أن ضعف البيانات الأمريكية قد يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم قوة أداء سوق الأسهم الأمريكية، التي دعمت سابقًا ارتفاع الدولار، مشيرين إلى أن هناك فرصة لصعود عملات مثل الدولار الأسترالي، واليورو، والدولار الكندي، والين الياباني، معتبرين أنها أصبحت أكثر جاذبية للشراء في المرحلة الراهنة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.