واصلت احتياطيات الغاز في الجزائر، خلال العام الماضي، استقرارها دون أيّ تغيير ملحوظ عن مستواها منذ 20 عامًا، وسط مساعٍ لاستكشاف المزيد من الموارد خلال الآونة الأخيرة.
وتوضح قاعدة البيانات لدى وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) أن احتياطيات الجزائر من الغاز الطبيعي استقرت عند 4.504 تريليون متر مكعب بنهاية العام الماضي، وهو المعدل نفسه تقريبًا المسجل منذ 2005.
ويشار إلى أن الجزائر اكتشفت أول حقل غاز لديها عام 1954، ثم عثرت على حقل حاسي الرمل بعدها بعامين (1956)، قبل أن تكتشف حقل حاسي مسعود في العام ذاته.
ويحتوي حقل حاسي الرمل على احتياطيات مؤكدة تبلغ 85 تريليون قدم مكعبة (2.4 تريليون متر مكعب) من الغاز الطبيعي، ما يعادل أكثر من نصف إجمالي احتياطيات الجزائر من الغاز، ويمتد من وسط البلاد إلى الشمال الغربي، حيث يوجد حقل حاسي مسعود النفطي.
بينما تقع احتياطيات الغاز الأخرى سواء المصاحب أو غير المصاحب في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد، ومنها حقل أحنات للغاز، وحقل عين تسيلا المكتشف عام 2012.
احتياطيات الجزائر من الغاز
على مدار 25 عامًا، سجلت احتياطيات الجزائر من الغاز أعلى معدل لها خلال تلك المدة في عام 2003، ثم تراجعت في عام 2005 إلى المستوى الذي ماتزال تدور حوله حتى الآن، وفقًا للأرقام التالية:
- (2000- 2002): 4.52 تريليون متر مكعب.
- (2003 - 2004): 4.54 تريليون متر مكعب.
- (2005 - 2024): 4.5 تريليون متر مكعب.
توضح الأرقام السابقة أن احتياطات الغاز في الجزائر ارتفعت من مستوى 4.523 تريليون متر مكعب المسجل في عام 2000 إلى 4.545 تريليون متر مكعب في عام 2003، أي بمعدل زيادة 22 مليار متر مكعب.
وظلّت الاحتياطيات مستقرة عند هذا المستوى حتى العام التالي (2004)، قبل أن تنخفض في عام 2005 بمقدار 41 مليار متر مكعب، لتصل إلى 4.504 تريليون متر مكعب، وهو المعدل المسجل حتى نهاية 2024.
وترصد الخريطة التالية -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطور احتياطيات الجزائر من الغاز الطبيعي منذ عام 2000 إلى 2024:
ويشار إلى أن الجزائر هي ثاني أكبر الدول الأفريقية امتلاكًا لاحتياطيات الغاز، بعد نيجيريا التي ارتفعت احتياطاتها من الغاز إلى 5.97 تريليون متر مكعب نهاية العام الماضي.
وتعمل الجزائر على زيادة مواردها من النفط والغاز عبر طرح مناطق جديدة للتنقيب على شركات أجنبية، مع سعي البلاد لاستغلال بعض موارد الغاز الصخري الهائلة التي تواجه صعوبات في تطويرها، بسبب المعارضة الشعبية ونقص البنية التحتية.
وتبلغ احتياطيات الغاز الصخري غير المستغلة في الجزائر والقابلة للاستخراج نحو 707 تريليونات قدم مكعبة (20 تريليون متر مكعب)، وهي ثالث أكبر احتياطيات في العالم بعد الصين والأرجنتين.
سوق الغاز في الجزائر
تُصنَّف الجزائر أكبر دولة أفريقية إنتاجًا للغاز الطبيعي، إذ وصل إنتاجها المحلي إلى 103.96 مليار متر مكعب في عام 2024، مقابل 104.27 مليار متر مكعب في 2023.
وتوضح أحدث البيانات المتاحة لدى وحدة أبحاث الطاقة أن إنتاج الغاز في الجزائر تراجع خلال شهر مايو/أيار 2025 إلى 7.85 مليار متر مكعب، مقابل 8.05 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من 2024.
ويشار إلى أن الجزائر هي أول مصدّر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، إذ تعود أولى شحناتها من ذلك الوقود لعام 1964، واقتنصتها المملكة المتحدة.
وبحسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في النصف الأول من 2025" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، تراجعت صادرات الجزائر من الغاز المسال إلى 4.79 مليون طن خلال المدّة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، مقابل 6.25 مليون طن في المدّة نفسها من 2024.
ويعود انخفاض صادرات الجزائر من الغاز المسال إلى تنفيذ البلاد عمليات صيانة واسعة النطاق في منشآت سكيكدة وأرزيو، بالتزامن مع تراجع إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي.
ومع انتهاء الصيانة، ارتفعت الصادرات في الربع الثاني من العام الحالي إلى 2.55 مليون طن، لكن ميزان النصف كاملًا ظلَّ منخفضًا، وفقًا لما يوضحه الرسم التالي من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
){kind=link}