عادت الفضة لتتصدر المشهد الاستثماري كأحد أبرز الملاذات الآمنة، مدعومة بتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأميركية، وارتفاع الطلب الصناعي العالمي، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية غير المستقرة.
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث، فقد شهدت السوق المحلية تراجعًا في أسعار الفضة خلال الأسبوع الأخير، رغم الأداء القوي عالميًا، حيث انخفض جرام الفضة عيار 800 من 53 إلى 52 جنيهًا، وسجل عيار 999 نحو 65 جنيهًا، وعيار 925 نحو 60 جنيهًا، فيما بلغ سعر جنيه الفضة عيار 925 حوالي 480 جنيهًا.
على الصعيد العالمي، تراجعت أوقية الفضة من 38 إلى 36.96 دولارًا بفعل الضغوط الاقتصادية، قبل أن تتلقى دعمًا قويًا بعد صدور بيانات الوظائف الأميركية لشهر يوليو، التي جاءت أضعف من التوقعات، مما زاد من فرص خفض الفائدة بنسبة 82% في سبتمبر، وفقًا لأداة مراقبة الاحتياطي الفيدرالي.
شهر يوليو.. الفضة تسجل أعلى مستوى في 13 عامًا
حقق المعدن الأبيض أداءً لافتًا خلال يوليو 2025، حيث ارتفعت الأوقية من 36 إلى 39.37 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011، كما صعد جرام الفضة عيار 800 من 50.50 إلى 54 جنيهًا، مدعومًا بمخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي وتوجهات الاستثمار في الطاقة الخضراء والتكنولوجيا النظيفة.
الطلب الصناعي يعزز صعود الفضة
أشار التقرير إلى أن الفضة باتت تلعب دورًا محوريًا في قطاعات مثل الطاقة الشمسية، المركبات الكهربائية، والإلكترونيات الدقيقة، حيث تواجه الأسواق تقلصًا في المعروض العالمي واضطرابات في سلاسل التوريد.
ووفقًا لتقديرات بنك سيتي، قد تصل الفضة إلى 40 دولارًا خلال الأشهر الـ6 إلى 12 المقبلة، وتُرجّح التوقعات أن تتجاوز 46 دولارًا في الربع الثالث من عام 2025، مع إمكانية الوصول إلى 63 دولارًا إذا تم استعادة التوازن النسبي مع الذهب.
الفضة كأصل استثماري دفاعي
رأى التقرير أن الفضة تستعيد مكانتها كأصل استثماري دفاعي وسط التحديات العالمية، مؤكداً أن تقلبها الأعلى مقارنة بالذهب يمنحها فرص نمو أقوى، وبتكلفة دخول أقل، ما يجعلها جذابة لكل من المستثمرين الأفراد والمؤسسات الباحثين عن تنويع المحافظ المالية.
الفرص الاستثمارية في السوق المصري
مع توسع مصر في مشروعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، تبرز الفضة كمعدن استراتيجي في البنية الصناعية المستقبلية، ويوصي التقرير المستثمرين المصريين بتخصيص ما لا يقل عن 10% من محافظهم للفضة ضمن خطة تنويعية متوازنة.
وتُشير توقعات معهد الفضة الدولي إلى تجاوز الطلب العالمي حاجز 1.2 مليار أوقية بحلول 2025، ما يعزز احتمالات تحقيق الفضة لموجة صعود جديدة.
