يواصل “التغيير المادي” الذي لحق لائحة الناجحين في الامتحان الكتابي للمباراة الوطنية المشتركة لولوج المدارس العليا للمهندسين (CNC 2025)، متسبّبا في حذف أسماء حوالي 30 طالبا منها، إثارة الكثير من الجدل في صفوف هؤلاء الذين يتمسّكون رفقة أسرهم بـ”الكشف عن حيثيات هذا الموضوع بالتفصيل”.
ووصل هذا الملف إلى ردهات المحاكم، حيث بُرمجت أولى جلسات البت فيه اليوم الخميس، إثر لجوء بعض المعنيين به إلى تكليف محامٍ لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بتاريخ 7 يوليوز الجاري، وفق ما أكّده مصدر عليم لجريدة هسبريس الإلكترونية.
ووفقا للمعطيات المتوفرة بشأن المباراة المذكورة التي أوكلت مهام تنظيمها للمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك ENSEM فإن أب أحد الطلبة رفع تظلّما، قبل أيام، إلى مصالح مؤسسة “وسيط المملكة”، التي أكّدت انكباباها على دراسته ومعالجته.
وبرز هذا الملف إلى العلن بتاريخ السادس والعشرين من شهر يونيو الماضي، بعدما تم نشر لوائح الناجحين في الاختبار الكتابي للمباراة الوطنية المشتركة لولوج المدارس العليا للمهندسين، قبل أن يتم تحيينها في اليوم نفسه؛ ليفاجأ 30 طالبا من الناجحين إثر ذلك بعدم ورود أسمائهم ضمن اللوائح المُحيّنة.
ومنذ ذلك الوقت سلك آباء وأولياء أمور هؤلاء الطلبة مجموعة من السبل بغرض الوصول إلى “الحقيقة”، إذ جرى توجيه مراسلة إلى مدير المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك، فضلا عن إيداع شكاية لدى كل من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قبل طرق باب “وسيط المملكة” والقضاء أيضا، وفقا مضامين وثائق طالعتها الجريدة.
وصرّح أب أحد الطلبة المعنيين بهذا الملف للجريدة قائلا: “آمل أن يضع هذا المسلسل المؤلم أوزاره قريباً حتى أتمكن من تسجيل ابني في أي مؤسسة تعليمية، خاصة أن حالته النفسية مازالت متدهورة نتيجة هذا الظلم”.
وفي المقابل سبق للمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك، باعتبارها الجهة المنظمة للمباراة محل النقاش، أن أوضحت، ضمن بيان، أنه “عندما كان يتم تجهيز قوائم المرشحين المقبولين للنشر نشر الفريق المسؤول عن هذه العملية قوائم المرشحين المؤهلين عن طريق الخطأ، التي تحتوي على 30 مرشحا غير مقبول بسبب عدم تفعيل عامل التصفية في برنامج Excel”، موضحة أنه “تم تدارك الأمر بعد حوالي ساعة، إذ نُشرت اللوائح المصحَّحة والرسمية”.
وقُدّمت المعطيات نفسها من قبل مدير المدرسة ذاتها، خلال اجتماع جمعه بالجهة المشتكية من التغيير الذي لحق النتائج الأولية للناجحين، إذ برّر الأمر بـ”خطأ ارتكبه مسؤول المعلوميات الذي أغفل تفعيل العتبة الدنيا في 4/20 بالنسبة للمواد العلمية”، مفيدا بأن “التمرين الأول، على سبيل المثال، يحظى بمعامل مرتفع ويُحتسب بشكل خاص”، وبأن “الطلبة الذين لم يولوه الاهتمام الكافي حصلوا على نقطة 0، ما أدى إلى إقصائهم”، وفق ما ذكره مصدر الجريدة.
ورُفضت هذه المقاربة من قبل الطلبة المحذوفة أسماؤهم من لائحة الناجحين، وأبائهم أيضا، إذ أبدوا استغرابهم من هذه الطريقة في التنقيط التي لم يُعلن عنها سابقا، “ولم تكن موضوع أي بلاغ رسمي”، وفق ما كشف عنه المصدر نفسه.