تواصل شركة ساوند إنرجي البريطانية استكشاف إمكانات الغاز المغربي، في 4 مناطق واعدة تمتلك ترخيصًا لتطويرها؛ بما يسهم في تلبية الطلب المحلي وطموحات التصدير على حدٍ سواء.
وعلى اعتبار أن الشركة بدأت الإنتاج من إحدى هذه المناطق وهي تندرارة؛ فإن المناطق الـ3 الأخرى تحمل تقديرات باحتياطيات تبلغ نحو 30 تريليون قدم مكعبة تقريبًا، حسب معلومات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ووفق نتائج أعمال الشركة في عام 2024، التي حصلت عليها منصة الطاقة، أكدت ساوند إنرجي التزامها ببدء إنتاج الغاز المسال في الربع الرابع من العام الجاري (2025).
وبحلول نهاية عام 2024، بلغ التدفق النقدي لشركة ساوند إنرجي نحو 7.89 مليون جنيه إسترليني (10.22 مليون دولار)، مقابل 3.02 مليون جنيه إسترليني (3.9 مليون دولار) في عام 2023.
وكانت ساوند إنرجي قد أنجزت عملية بيع جزئية لامتياز إنتاج تندرارة وتراخيص الاستكشاف في تندرارة الكبرى وأنوال، خلال ديسمبر/كانون الأول 2024، من خلال بيع شركة ساوند إنرجي موروكو إيست ليمتد (SEME) التابعة لها، إلى شركة مناجم المغربية.
وفيما يلي تفاصيل احتياطيات الغاز في المغرب بالمناطق الأربع التي تستثمر فيها ساوند إنرجي:
1- امتياز إنتاج تندرارة
منطقة الترخيص
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يقع ترخيص إنتاج تندرارة -الذي تمتلك فيه شركة ساوند إنرجي حصة 20%- بالقرب من أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، على بُعد نحو 120 كيلومترًا شمالًا.
التطويرات الجارية والمخطط لها
يجري العمل على تطوير غاز "تي إي-5" لتلبية الطلب على الغاز الطبيعي على مراحل؛ تشمل المرحلة الأولى تنفيذ خطة تطوير مشروع الغاز المسال الصغير (قيد التنفيذ حاليًا)، والمرحلة الثانية المُستقبلية هي تطوير منشأة معالجة مركزية أكبر حجمًا وخط أنابيب لتصدير الغاز إلى أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.
المرحلة الأولى: تطوير مشروع الغاز المسال الصغير
تستهدف ساوند إنرجي توفير الغاز المسال؛ ما يحل محل الطاقة ذات البصمة الكربونية العالية (مثل الوقود الثقيل أو غاز النفط المسال المستورد)؛ لذلك اتفقت الشركة على التمويل اللازم لتغطية حصتها من تكاليف ما قبل تطوير الغاز الأولي.
وقد أُنشئت مرافق لمعالجة وتجهيز وتسييل وتخزين غاز الحقل لتوصيل الغاز المسال المتنقل إلى المشتري في الموقع؛ وسيقوم مشترو الغاز المسال بتوزيعه وبيعه إلى مستهلكيه الصناعيين المغاربة المتنامين في سوق الغاز المحلية.
وتبلغ إمدادات الغاز المسال كمية تعاقدية سنوية تعادل نحو 100 مليون متر مكعب عادي من الغاز (نحو 3.5 مليار قدم مكعّبة قياسية من الغاز سنويًا) على مدى 10 سنوات.
وتمتلك ساوند إنرجي اتفاقية ملزمة لبيع الغاز والتمويل المرتبط بها مع شركة "أفريقيا غاز" (Afriquia Gaz)، لمدة 10 سنوات، تنص على بيع كمية تعاقدية سنوية قدرها 100 مليون متر مكعب عادي سنويًا، بسعر اتفاقية استلام أو دفع يتراوح بين 6 و8.346 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خارج المحطة.
وتستعمل عمليات التطوير الآبار الحالية "تي إي-6" و"تي إي-7"، مع حفر بئر جديدة، حسب الحاجة، للحفاظ على فترة الإنتاج البالغة 10 سنوات في منطقة الإنتاج، بحسب ما جاء في بيان نتائج الأعمال الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
منشأة المعالجة المركزية للغاز المسال
تتولّى شركة إيتالفلويد (Itafluid)، المقاول الرئيس لمشروع الغاز المسال الصغير، تصميم وبناء وتشغيل وصيانة محطة الغاز المسال الصغيرة، مع ضمانات لتشغيل المحطة وتسليمها.
ويشمل هيكل الإيجار (مع خيار الشراء):
- دفعات رأسمالية ضئيلة لبناء خزانات الغاز المسال عند قرار الاستثمار النهائي، وبعد إتمام تشغيل محطة الغاز المسال بنجاح (بما في ذلك زيادة الإنتاج).
- حل التأجير يُخفّض متطلبات الاستثمار الرأسمالي للمرحلة الأولى من التطوير بشكل كبير.
- دفعة إيجار يومية تُدفع لشركة إيتالفلويد على الكمية اليومية المضمونة فقط.
في مارس/آذار 2025 (بعد نهاية المدة)، أعلنت ساوند إنرجي اتفاقها مع شركة إيتالفلويد على تعديل ترتيباتهما التعاقدية بإنهاء اتفاقية الإيجار الممولة من البائع المبرمة في عام 2020، وإبرام عقد هندسة وتوريد وبناء (EPC)؛ ويُجري الطرفان حاليًا مناقشات متقدمة للاتفاق على عقد تشغيل وصيانة.

المرحلة الثانية: تطوير تندرارة تي إي-5
تشمل هذه المرحلة تدفق الغاز المُعالج إلى أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي:
- خط أنابيب تصدير غاز تندرارة (TGEP) بقطر 20 بوصة وبطول 120 كم.
- الربط بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الحالي (المحطة M04)، بموافقة من المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM)، مشغل أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الحالي، الذي تولى تشغيل الأنبوب في نهاية الربع الرابع من عام 2021.
- تمت الموافقة على تصريح تقييم الأثر البيئي لخط الأنابيب، وتأمين ممر الأنابيب بالكامل؛ الإضافة إلى توقيع اتفاقيات الإيجار مع ملاك الأراضي، وسداد الدفعات الأولى من الإيجار.
- تمت الموافقة على تصريح تقييم الأثر البيئي لمنشأة المعالجة المركزية.
- وُقِّعت اتفاقية بيع الغاز مع المكتب الوطني للكهرباء والمياه الصالحة للشرب (ONEE) في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 لمحطات الكهرباء المنزلية لتوليد الكهرباء بالغاز (عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي)، بكمية لا تقل عن 0.3 مليار متر مكعب سنويًا (نحو 10.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز سنويًا) بسعر بيع ثابت لمدة 10 سنوات، وقد مُددت الاتفاقية في عام 2023.
- ما يصل إلى 6 آبار أفقية مُخطط لها لتحقيق أول إنتاج للغاز (المرحلة الثانية).
- تسهيلات ائتمانية رئيسة مُبرمة مع بنك التجاري وفا (أحد أكبر البنوك في المغرب وأفريقيا)، لتمويل جزء كبير من مشروع المرحلة الثانية؛ تسهيلات ائتمانية رئيسة مُبرمة ومُلزمة بالكامل (رهنًا باستيفاء شروط مُحددة سابقة قبل قرار الاستثمار النهائي).
2- ترخيص تندرارة الكبرى
تفاصيل الترخيص
- مساحة الترخيص: 14 ألفًا و411 كيلومترًا.
- وضع الترخيص: الاستكشاف.
- تاريخ سريان الترخيص: 1 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
- حصة ساوند إنرجي: 27.5%.
- مدّة الترخيص: 8 سنوات.
- إمكانات الاستكشاف: 7.52 تريليون قدم مكعّبة إجمالية، و2.07 تريليون قدم مكعّبة صافية.
منطقة الترخيص
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تحيط منصة ترخيص تندرارة الكبرى بمنطقة امتياز إنتاج تندرارة.
ويتميز الترخيص الذي تمتلك فيه شركة ساوند إنرجي حصة 27.5%، إمكان الوصول إلى أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي؛ حيث يقع على بُعد نحو 120 كيلومترًا شماله.
وقد حُفرت 8 آبار فقط في المنطقة بأكملها، ووجدت جميعها أدلة على وجود نظام نفطي.
ويوجد اكتشافان للغاز من العصر الترياسي ضمن منطقة الترخيص:
- تم اختبار "إس بي كيه-1" من قبل حامل الترخيص السابق بمعدل ذروة بلغ 4.41 مليون قدم مكعّبة قياسية يوميًا في يوليو/تموز 2000.
- تدفق الغاز من "تي إي-10" معدلات غير تجارية في مايو/أيار 2019.
التطورات المستقبلية
يتوافر عدد من الأهداف للحفر على المدى القريب، مع احتمالين: هيكل "إس بي كيه" و"تي إي-4 هورست"، عاليي التصنيف للحفر؛ وحُفر كلا الهيكلين بوساطة "إس بي كيه-1" و"تي إي-4" في عامي 2000 و2006 على التوالي، وقد واجه كل منهما طبقات غاز.
تدفق الغاز إلى السطح من بئر "إس بي كيه-1" خلال اختباره عام 2000 بمعدل ذروة بلغ 4.41 مليون قدم مكعّبة قياسية يوميًا، ولكن لم تُختبر بالتحفيز المائي (الهيدروليكي)، أما بئر "تي إي-4"؛ فقد اختُبرت عام 2006، ولكنها لم تُختبر بالتحفيز المائي (الهيدروليكي)، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقد أثبت التحفيز المائي (الهيدروليكي) أنه تقنية أساسية لإطلاق العنان تجاريًا لإمكانات مكمن الغاز، وبناءً عليه، تعتقد شركة ساوند إنرجي أن هذا يُتيح إمكان تطوير عمليات تجارية في أماكن أخرى من الحوض.
وبحسب بيان نتائج أعمال ساوند إنرجي في 2024، تبلغ إمكانات الاستكشاف الإجمالية لهذه الهياكل العالية الجودة، في أفضل التقديرات على النحو التالي:
- تي إي-4 هورست: 260 مليار قدم مكعّبة بنسبة نجاح تبلغ 35%.
- إس بي كيه-1: 130 مليار قدم مكعّبة بنسبة نجاح تبلغ 50%.
وسيكون لأي اكتشاف في أيٍّ من الهيكلين "تي إي-4 هورست" و"إس بي كيه-1" إمكان التسويق التجاري من خلال البنية التحتية المقترحة للتطوير المتمركزة في "تي إي-5 هورست"، مع وجود سعة كافية في أنبوب غاز تندرارة المخطط له، أو بصفتها مشروعات مستقلة للغاز المسال الصغير.
بعد موافقة وزارة الطاقة والتحول والتنمية المستدامة ووزارة الاقتصاد والمالية، قرّرت الشركة الدخول في المرحلة التكميلية الطوعية الأولى، التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2022، مع الالتزام بحفر بئر واحدة.
3- ترخيص أنوال
تفاصيل الترخيص
- مساحة الترخيص: 8 آلاف و873 كيلومترًا.
- حالة الترخيص: الاستكشاف.
- تاريخ سريان الترخيص: 8 سبتمبر/أيلول 2017.
- حصة ساوند إنرجي: 27.5%.
- مدّة الترخيص: 10 سنوات.
- إمكانات الاستكشاف: 11.51 تريليون قدم مكعّبة إجمالية، و3.17 تريليون قدم مكعّبة صافية.
منطقة الترخيص
يتميز الترخيص الذي تمتلك فيه شركة ساوند إنرجي حصة 27.5%، بإمكان الوصول إلى أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي؛ حيث يقع على بُعد نحو 120 كيلومترًا شمالًا؛ وحُفرت بئر واحدة فقط في المنطقة بأكملها.
التطورات المستقبلية
تستهدف ساوند إنرجي البئر "إم 5" المُحتملة العالية التصنيف، ويجري التخطيط التشغيلي لها على قدم وساق.
وتبلغ تقديرات الشركة لإجمالي الإمكانات في بئر الاستكشاف "إم 5" في أفضل الحالات، نحو 800 مليار قدم مكعّبة بنسبة نجاح 21%.
4- ترخيص سيدي مختار
تفاصيل الترخيص
- مساحة الترخيص: 4 آلاف و712 كيلومترًا.
- وضع الترخيص: الاستكشاف.
- تاريخ سريان الترخيص: أبريل/نيسان 2018.
- حصة ساوند إنرجي: 75%.
- مدّة الترخيص: 10 سنوات.
- إمكانات الاستكشاف: موارد غير معرّضة للمخاطر 8.9 تريليون قدم مكعّبة إجمالية، و6.68 تريليون قدم مكعّبة صافية.
منطقة الترخيص
يقع الترخيص الذي تمتلك فيه شركة ساوند إنرجي حصة 75% على الساحل الأطلسي للمغرب، على بُعد نحو 100 كيلومتر غرب مراكش.
وفي يوليو/تموز 2017، أعلنت الشركة نتائج إعادة دخول بئر كوبا-1 الحالية، وإكمالها، وثقبها، واختبار تدفقها، مع التركيز على إنتاج مكامن غاز ضحلة نسبيًا سابقًا.
وفي يونيو/حزيران 2018، مُنحت الشركة اتفاقية نفطية جديدة مدتها 8 سنوات، وهي الآن تبحث بنشاط عن شريك للمشاركة في برنامج مسح جيوفيزيائي يُركز على هذه الأهداف العميقة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلنت الشركة تمديدًا إضافيًا لمدة عام واحد للمدة الأولية لتصريح سيدي مختار، وأن برنامج العمل للمدة الأولية لتصريح سيدي مختار ظل دون تغيير.
التطورات المستقبلية
تهدف شركة ساوند إنرجي إلى الحصول على بيانات زلزالية ثنائية الأبعاد جديدة وعالية الجودة، تُركز على تحسين تصوير الطبقات تحت الملحية؛ ويُؤمل في أن يُؤدي هذا العمل إلى حفر بئر استكشافية تستهدف منطقة غازية ذات إمكانات عالية.
وقد راجع مجلس الإدارة توقعات التدفقات النقدية للشركة لمدّة الأشهر الـ12 المقبلة حتى أبريل/نيسان 2026؛ وتشير توقعات الشركة إلى أنها ستحتاج إلى تمويل إضافي للوفاء بالتزاماتها الأخرى، وفي مقدمتها التزامات تصريح سيدي مختار.
وشدّدت الشركة البريطانية على أن الحاجة إلى تمويل إضافي تشير إلى وجود حالة عدم يقين جوهرية؛ ما قد يُلقي بظلال من الشك على قدرة المجموعة والشركة على الاستمرار بوصفها شركة عاملة.
ويعتقد مجلس الإدارة أن هناك العديد من خيارات التمويل المؤسسي المتاحة للشركة؛ بما في ذلك خفض حصة الشركة في ترخيص سيدي مختار، وخيارات تمويل متنوعة بالديون والأسهم والتمويل المرتبط بالأسهم؛ ومن ثم من المتوقع أن تبرم الشركة اتفاقية أخرى خلال العام الجاري (2025).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: