تواصل مشروعات هيدروجين أوروبية المضي قدمًا باتجاه التطوير، رغم معاناة الصناعة المستمرة منذ العام الماضي حتى الآن، في ظل متغيرات وتحديات عدة.
وفي ظل موجة إغلاقات وإرجاءات وتعليق شهدتها بعض المشروعات خلال الآونة الماضية، تتمسّك 10 مشروعات بخطط التطوير، محققة تقدمًا ملموسًا.
وسلّط تقرير حديث الضوء على ما أحرزته بعض المشروعات خلال شهر يونيو/حزيران 2025 الماضي، ما يُعدّ بمثابة نقطة فاصلة بالنظر إلى أداء الصناعة بعد مرور نصف العام الجاري.
ونرصد -في هذا التقرير- بعضًا من هذه التطورات لمشروعات في: المملكة المتحدة، وألمانيا، ودول شمال أوروبا، وإسبانيا وغيرها، في حين تسعى مشروعات أخرى للنجاة من انتكاسات الصناعة.
تطورات 10 مشروعات هيدروجين أوروبية
تمضي مشروعات هيدروجين أوروبية قدمًا باتجاه التطوير، وتتخذ خطوات متقدمة رغم التحديات التي تشهدها الصناعة.
ورغم أن بعض هذه المشروعات يتطور بوتيرة بطيئة بعض الشيء، فإنها تكافح لتجاوز صعوبات: التكلفة والتمويل، وضعف الطلب والبنية التحتية.
وفي هذا التقرير، نتناول أبرز مستجدات 10 مشروعات هيدروجين أوروبية في بلدان مختلفة، طبقًا لما رصده التقرير الشهري الصادر عن "ويستوود غلوبال إنرجي".
1) مشروع هامبر إتش تو يو بي - المملكة المتحدة
تحرك مشروع هامبر إتش تو يو بي (Humber H2ub) خطوة للأمام خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، مع توقيع شركة يونيبر الألمانية المشغلة عقدًا مع "آي تي إم باور ITM Power" للتصميم وأعمال الهندسة الأولية.
وبقدرة تحليل كهربائي تصل إلى 120 ميغاواط، يستهدف المشروع تزويد مصفاة "فيليبس 66" بإمدادات الهيدروجين.
وعقب إدراج المشروع في جولة التخصيص الثانية بالمملكة المتحدة، يعمل المطورون على اتخاذ قرار الاستثمار النهائي، وسط خطط للتشغيل بحلول عام 2029.
2) مشروع هيدروجين متنقل
خططت شركة "آي تي إم" لنشر تقنيات التحليل الكهربائي المعيارية، عبر إطلاقها شركة فرعية تحمل اسم "هيدروجينبولس" المعنية بتقديم خدمات الوقود النظيف في المواقع.
ويمتد نطاق عمل الشركة إلى ألمانيا، والمملكة المتحدة، ودول شمال أوروبا؛ إذ تورّد الهيدروجين إلى الشركات والصناعات دون حاجة إلى أطراف وسيطة، معتمدة على جهاز التحليل "نبتون 2".
ومن شأن إطلاق الشركة الفرعية تأمين الإمدادات للمشروعات الصغيرة دون تحميلها تكلفة إضافية؛ إذ يشبه "مشروعًا متنقلًا للهيدروجين".
3) محطة إيرا وان - ألمانيا
يُعدّ مشروع محطة "إيرا وان" أحد أبرز إنجازات مشروعات الهيدروجين في أوروبا، مع بدء الإنتاج خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
ويتبع المشروع -الواقع في مدينة فرانكفورت الألمانية- شركة "إنيراتك"، ويستهدف إنتاج 2500 طن سنويًا من الوقود الاصطناعي، وتوجيهه للاستعمالات التجارية.
وتمزج المحطة الهيدروجين الأخضر وثاني أكسيد الكربون الحيوي (المحتجز من مصادر طبيعية، مثل: النباتات، والكائنات الحية)، لإنتاج الوقود الصناعي.
4) مشروع "أبو إنرجي" - ألمانيا
انطلقت محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ولاية هيسن الألمانية، بقدرة تحليل كهربائي 5 ميغاواط لإنتاج 450 طنًا من الوقود النظيف سنويًا.
وتطور شركة "أبو إنرجي ABO Energy" المشروع، ويضم بجانب محطة إنتاج الهيدروجين: توربين رياح، ومحطة تزود بالوقود.
وحصل المشروع على دعم حكومي بقيمة تصل إلى 12 مليون يورو (14 مليون دولار أميركي).
5) مشروع ميلتاوس - فنلندا
دخل مشروع ميلتاوس الهجين مرحلة التشاور، واستقبلت الهيئات المعنية التعليقات بشأنه حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي، بعد إعلان خطة التطوير نهاية مايو/أيّار.
وتطور المشروع -الواقع بمدينة ميلتاوس في فنلندا- شركة "فيتيالفا"، وهو مشروع يدمج الرياح والطاقة الشمسية وإنتاج الهيدروجين بقدرة تحليل كهربائي 50 ميغاواط في موقع واحد.
6) مشروع كريستينستاد بي تي إكس - فنلندا
يستهدف مشروع "كريستينستاد بي تي إكس" في فنلندا إنتاج 164 ألف طن من الميثانول الأخضر سنويًا، وتصديرها عبر الميناء المحلي بالمدينة، لتغذية أسواق وسط أوروبا خاصة قطاعات النقل البحري والكيماويات.
ومنح مجلس مختص في المدينة شركة "كوبو إنرجيا" ترخيص بناء المحطة، وتزويدها بجهاز تحليل كهربائي تصل قدرته إلى 200 ميغاواط.
ويعتمد تشغيل المحطة على 500 ميغاواط من الرياح البرية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ليمزج بعد ذلك مع ثاني أكسيد الكربون المستخلص من منشأة للمخلفات، لإنتاج الميثانول المتجدد.
ومن المقرر تشغيل المحطة بحلول عام 2028، وفق التوقعات الواردة في تقرير ويستوود غلوبال إنرجي.
7) مشروع غيت إتش 2 - ألمانيا
يهدف مشروع "غيت إتش 2" في غرب ألمانيا إلى تهيئة البنية التحتية، عبر شبكة متكاملة لنقل الهيدروجين الأخضر لدعم الصناعات كثيفة الاستهلاك والانبعاثات.
ونجحت شركة "إيفونيك" في إنجاز 50 كيلومترًا من خط أنابيب لنقل الهيدروجين، من أصل مشروع يتضمن 54 كيلومترًا من خطوط النقل (41 كيلومترًا لخطوط غاز أُعيد تأهيلها لاستقبال الهيدروجين، و13 كيلومترًا من الخطوط الجديدة).
ويربط خط شركة "إيفونيك" بين مجمع "مارل" للكيماويات، ومصفاة رور أويل التابعة لشركة النفط البريطانية بي بي.
وتعتمد شبكة النقل على إمدادات الهيدروجين الأخضر -المرتقب إنتاجها بمنشآت تحليل كهربائي في "لينغن"-، لتنقل لاحقًا إلى مجمع الكيماويات والمصفاة.
ومن المقرر تشغيل خطوط النقل بحلول عام 2027 عقب الانتهاء من بنائها بالكامل واختبارها، وربط مجمع "مارل" بموقع "لينغن".
8) مشروع كومبوستيلا لوقود الطائرات - إسبانيا
تطور شركة "ريك إنرجي RIC Energy" الإسبانية مشروعًا لإنتاج وقود الطائرات من الهيدروجين الأخضر، في مدينة ليون الإسبانية.
ومن المتوقع أن تنتج محطة "كومبوستيلا" 36 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، بقدرة تحليل كهربائي تصل إلى 220 ميغاواط.
ويستعمل الهيدروجين الأخضر -المنتج من المشروع- في تصنيع وقود الكيروسين المتجدد لتزويد الطائرات، بعد مزجه بثاني أكسيد الكربون المحتجز من محطة تعمل بالكتلة الحيوية.
ووقعت الشركة اتفاقًا مع "سيمنز"، لدعم المشروعات تقنيًا، واستكشاف خيارات تأمين التمويل اللازم.
وتُقدّر تكلفة المشروع بنحو 700 مليون يورو (821.6 مليون دولار أميركي)، ونجح في جذب تمويل بقيمة 81 مليون يورو من برنامج محلي اشترط حصول الشركة على الموافقات البيئية بحلول أكتوبر/تشرين الأول العام المقبل، وتأمين الموافقات النهائية في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.
واستبعد تقرير "ويستوود" بدء الإنتاج من المشروع قبل عام 2030.
9) مشروع كارمسوند - النرويج
تطور شركات مشروعًا مشتركًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في النرويج، بهدف دعم الصناعات وقطاع النقل البحري بوقود نظيف مخفض للانبعاثات.
وفي سبيل ذلك، دخلت شركة "كارمسوند هيدروجين" النرويجية في شراكة مع "هايد بوينت"، لإنتاج ما يزيد على 3 آلاف طن سنويًا من الوقود الأخضر.
ويعوّل الشركاء على دخول المشروع حيز التشغيل بحلول عام 2028 بقدرة تحليل كهربائي 20 ميغاواط.
10) مشروع لوتو إنرجيا - فنلندا
يمثّل مشروع "لوتو إنرجيا" تعاونًا مشتركًا بين شركتَي "تري إنرجي سوليوشنز" و"سي بي سي فنلندا"، ويستهدف تطوير منشأة بقدرة تحليل كهربائي 500 ميغاواط، في ميناء راوما غرب البلاد.
ويُخطط الشركاء لإنتاج 60 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، والاستفادة من ثاني أكسيد الكربون المستخلص من مصادر حيوية في تحويل الوقود النظيف إلى ما يزيد على 125 ألف طن من الميثان المتجدد.
ويهدف المشروع بصورة رئيسة إلى إزالة الكربون من القطاع البحري والصناعات الثقيلة، وتتضمّن الخطط المستقبلية إسالة الميثان وتصديره وشحنه.
وتُشير خطط التطوير إلى بدء أعمال التصميم والهندسة العام المقبل، مع التمهيد لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي بحلول 2028.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
