تتصاعد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث حذرت أكثر من 100 منظمة غير حكومية، اليوم الأربعاء، من تفشي مجاعة جماعية تهدد حياة ملايين المدنيين.
وفي وقت يستمر فيه القتال بين إسرائيل وحركة حماس، دعت هذه المنظمات إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية وغياب الإمدادات الغذائية والطبية.
تحذير جماعي من منظمات إنسانية عالمية
في بيان مشترك، دقت منظمات إنسانية بارزة ناقوس الخطر حيال الأوضاع الكارثية في غزة. وشاركت في التوقيع منظمات مثل أطباء بلا حدود، منظمة العفو الدولية، أوكسفام إنترناشونال، وفروع من أطباء العالم وكاريتاس، مؤكدين أن المجاعة الجماعية باتت واقعاً ملموساً، ويعاني زملاؤنا والمستفيدون من الهزال والجوع الشديد.
وأضاف البيان: "خارج قطاع غزة، في المستودعات، وحتى داخل القطاع، توجد أطنان من المواد الغذائية ومياه الشرب والإمدادات الطبية، إلا أن غياب الوصول الآمن للمنظمات يمنع توزيعها".
دعوات لوقف إطلاق النار وفتح المعابر فوراً
دعت المنظمات إلى فتح جميع المعابر البرية للقطاع وضمان التدفق الحر للمساعدات الإنسانية، مشددة على أن الحصار المفروض وانعدام التنسيق الإنساني الفعّال يهددان بمفاقمة المجاعة. وأكد البيان أن الوضع تجاوز حدود التحمل، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة.
من جهتها، أطلقت مؤسسة غزة الإنسانية نداءً مساء الثلاثاء، طالبت فيه بتدخل عاجل من الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة.
وقالت المؤسسة: لا يمكن لأي منظمة بمفردها أن تواجه هذا التحدي المتفاقم.
اتهامات أممية لإسرائيل بقتل مدنيين عند نقاط المساعدات
تزامن هذا التصعيد الإنساني مع تقرير صادم أصدرته المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اتهم الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف مدني خلال محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو معظمهم كانوا بالقرب من مراكز تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية".
وتواجه هذه المنظمة، التي تُقال إنها مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، اتهامات وغموضاً بشأن مصادر تمويلها ودورها في القطاع.
جوتيريش: ما يحدث في غزة لا مثيل له في التاريخ الحديث
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن قطاع غزة يشهد أهوالاً لا مثيل لها من حيث عدد القتلى والدمار الشامل، داعياً إلى تحرك عاجل لوضع حد للكارثة الإنسانية.
إسرائيل ترد وتتّهم حماس باستغلال المساعدات
في المقابل، تؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تسمح بمرور كميات كبيرة من المساعدات بشكل منتظم، لكنها تتهم حركة حماس بـ"نهب تلك المساعدات" وإعادة بيعها بأسعار مرتفعة، كما تتهمها بإطلاق النار على المدنيين المنتظرين للحصول عليها.
أما مؤسسة غزة الإنسانية، فقد حمّلت حماس بدورها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في القطاع، معتبرة أن سوء الإدارة واستغلال المعاناة السياسية أديا إلى تعقيد الكارثة الإنسانية.
في ظل الصراع المحتدم، باتت غزة أمام كارثة إنسانية حقيقية تهدد أرواح الملايين. وبين تبادل الاتهامات وتباطؤ الاستجابة الدولية، تطالب المنظمات الحقوقية بتحرك فوري لفتح المعابر، ووقف القتال، وضمان وصول المساعدات، قبل أن تتحول المجاعة إلى مأساة جماعية لا يمكن احتواؤها