بنقوش زخرفية وكلمات مؤثرة من طفل صغير، حضر صدى فلسطين بقوة داخل معرض الإسكندرية الدولي للكتاب لعام 2025، حيث جسد الركن الفلسطيني ملامح الوطن في لوحة واحدة، حملت روح الأرض، وعبّرت عن القضية من خلال الكتب، والفنون، والرموز التراثية.

وضم الركن مؤلفات لكتّاب فلسطينيين، وزُين من كافة جوانبه بعناصر تعكس الثقافة الفلسطينية، من أوانٍ فخارية بألوان العلم، إلى أقمشة منسوجة تحمل أسماء "غزة" و"القدس"، في تجسيد بصري حي لذاكرة الوطن.

وشهد الركن منذ افتتاح المعرض حضورًا رسميًا لافتًا بمشاركة القنصل والسفير الفلسطيني، في تأكيد على دعم مصر الدائم للقضية الفلسطينية، ومساندتها المتواصلة لأهالي غزة حتى اللحظة.

وخلال جولة "الفجر" في الركن الفلسطيني، الذي بدا وكأنه ينطق بكل ركن فيه قائلًا "أنا فلسطين"، رصدنا حضور رجل فلسطيني مسؤول عن الجناح، يصاحبه طفل صغير يرتدي الشال الفلسطيني، في مشهد اختزل الحكاية كلها. هذا الطفل، الذي يعيش بعيدًا عن أرضه، لم ينسها، بل عبّر بكلمات بسيطة عن حنينه العميق قائلًا:
"نفسي أروح فلسطين.. لما الأرض ترجعلنا".

كلمات تقشعر لها الأبدان، جاءت على لسان الطفل بسام محمد فؤاد، ابن الستة أعوام، الذي يساعد والده في الجناح، ويُبدي شغفًا كبيرًا بالقراءة، خاصة في كتب التاريخ الفلسطيني. وأوضح بسام لـ "الفجر" أنه انتهى من قراءة بعض الصفحات في كتاب تاريخي عن غزة، مشيرًا إلى حلمه الكبير بالعودة إليها يومًا ما.

من جهته، تحدث الدكتور محمد حماد، المسؤول الثقافي بقنصلية فلسطين ووالد بسام، عن الإقبال الكبير الذي شهده الجناح هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، لافتًا إلى تميّز المعروضات التي أبدعها أطفال وسيدات فلسطينيات من الجالية المقيمة بالإسكندرية، والتي شملت خزفيات، صدفيات، لوحات زجاجية، وأعمالًا فنية خشبية، جميعها تعبّر عن أصالة التراث الفلسطيني وروحه المتجددة.

لوحة فخارية على شكل بطيخة بألوان العلم الفلسطيني
ورصدت "الفجر" بالجناح قطعة فنية فريدة: قالب فخاري يأخذ شكل بطيخة تتجسد فيها ألوان العلم الفلسطيني، تصدر منها وكأنها أصوات تقول "أنا فلسطين"، لا مجرد فخار عادي. وعلّق حماد على هذه القطعة لافتًا إلى أنها من إبداع طفلة فلسطينية صغيرة، أطلقت العنان لخيالها لتجسيد علم فلسطين في شكل البطيخة، تلك الفاكهة الصيفية المحببة لدى الفلسطينيين.

وأوضح حماد لـ "الفجر" أن أشعار وقصائد الشاعر الكبير محمود درويش حظيت بإقبال واسع من زوار المعرض، إلى جانب المجلدات التراثية التي تناولت الجوانب الدينية في فلسطين، مثل مسجد قبة الصخرة، المسجد الأقصى، وكنيسة المهد في بيت لحم، بالإضافة إلى مؤلفات رئيس دولة فلسطين محمود عباس، التي تناولت موضوعات متنوعة حول القضية الفلسطينية.

واختتم حماد حديثه برسالة واضحة بقوله تعالى " إن ينصركم الله فلا غالب لكم" قائلًا: نحن ندعم قضيتنا وشعبنا قلبًا وقالبًا، ونتمنى النصر القريب لأهل غزة وفلسطين".