يُصنّف مشروع غاز في السعودية ضمن أبرز ملفات الطاقة التي تفتحها المملكة في إطار سعيها لتنويع مصادر الدخل الوطني، وتحقيق الاكتفاء في قطاع الوقود النظيف محليًا.
ويأتي التوسع في وقت تتجه فيه المملكة إلى تعظيم الاستفادة من مواردها غير التقليدية، في ظل الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي، وتقلّب أسعار النفط في الأسواق الدولية.
وتعمل شركة أرامكو السعودية على تنفيذ مشروع غاز ضخم في شرق المملكة، يُتوقع أن يكون من بين أكبر مشروعات الغاز الصخري خارج الولايات المتحدة.
ووفقًا لأحدث بيانات المشروع التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يجري الإعداد لصفقة تمويل تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار، ضمن ترتيبات استثمارية في البنية التحتية لمشروع حقل غاز الجافورة، الذي يُعوَّل عليه في تغيير خريطة الطاقة السعودية خلال العقد المقبل.
وفي هذا السياق، ترصد منصة الطاقة المتخصصة 6 معلومات بارزة عن مشروع غاز الجافورة الذي تنفّذه أرامكو السعودية.
مشروع غاز الجافورة
يُعد مشروع غاز الجافورة من أضخم المشروعات الإستراتيجية التي تعمل عليها أرامكو حاليًا، مع اقتراب إنهاء صفقة تمويل بقيمة 10 مليارات دولار، تقودها مجموعة استثمارية بقيادة شركة بلاك روك.
وتعتمد الصفقة على تأجير طويل الأجل للبنية التحتية الخاصة بالمشروع، بما يشمل خطوط الأنابيب ومحطة معالجة الغاز، على أن تظل الملكية لأرامكو، في حين يحصل المستثمرون على رسوم استعمال ثابتة.
وكانت أرامكو السعودية قد أرست في يونيو/حزيران 2024 عقودًا بقيمة تتجاوز 25 مليار دولار لمواصلة توسعتها الإستراتيجية في مجال الغاز، التي تستهدف نمو إنتاج الغاز بأكثر من 60% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2021.
وتضمّنت العقود 16 عقدًا بقيمة إجمالية تُقدّر بنحو 12.4 مليار دولار لتطوير المرحلة الثانية من مشروع غاز الجافورة، تشمل إنشاء مرافق ضغط الغاز وخطوط الأنابيب المرتبطة بها، وكذلك توسعة معمل غاز الجافورة، بما في ذلك بناء وحدات معالجة الغاز، والمرافق العامة، ومرافق الكبريت والتصدير.
احتياطيات حقل الجافورة
أعلنت وزارة الطاقة السعودية، في مطلع العام الماضي 2024، إضافة 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز إلى الاحتياطيات المؤكدة في مشروع غاز الجافورة، ليصل الإجمالي إلى 229 تريليون قدم مكعبة، بالإضافة إلى 75 مليار برميل من المكثفات.
ووفقًا لبيانات قطاع النفط العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة، تُعد هذه الكميات الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط ضمن الحقول غير التقليدية.
الغاز غير التقليدي
يمتاز مشروع الجافورة بكونه غازًا غير مصاحب للنفط، ما يسمح باستخراجه دون التأثير في الضغط داخل المكمن.
ويمنح هذا النوع من المشروعات مرونة تشغيلية عالية لأرامكو، ويُسهم في تزويد الصناعات المحلية بكميات كبيرة من الغاز.
ويضمّ حقل الغاز غير التقليدي -الواقع في الأحساء بالمنطقة الشرقية- أكبر طبقة غاز صخري مشبعة بالسوائل في الشرق الأوسط، ويجري تطويره باستثمارات تصل إلى 412 مليار ريال (110 مليارات دولار).
عمال داخل منشأة تابعة لأرامكو - الصورة من أويل آند غاز ميدل إيست
إسهام في توليد الكهرباء
من المتوقع أن يُسهم مشروع غاز الجافورة في تعويض نحو 35 ألف برميل يوميًا من استهلاك النفط في قطاع الكهرباء خلال العام الجاري 2025، على أن ترتفع الكمية إلى 350 ألف برميل يوميًا بحلول 2030.
وفي هذا الإطار، يُتوقّع أن يؤدي هذا التحول إلى تقليل التكاليف التشغيلية بنحو 6 إلى 8 مرات مقارنة بمحطات النفط، بحسب وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع يبدأ الحقل الإنتاج خلال العام الجاري بنحو 200 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الطبيعي (5.7 مليون متر مكعب)، مع توقع بلوغ الإنتاج ملياري قدم مكعبة قياسية يوميًا (57 مليون متر مكعب يوميًا) بحلول نهاية العقد.
موقع إستراتيجي
يقع حقل غاز الجافورة في منطقة الأحساء على مساحة تقارب 17 ألف كيلومتر مربع، وهو قريب من معمل العثمانية التابع لشركة أرامكو.
ويُسهم هذا الموقع في تقليص تكاليف البنية التحتية وتحقيق استفادة من المعالجات الصناعية القائمة لفصل الإيثان وسوائل الغاز.
رؤية السعودية 2030
أدرجت المملكة مشروع الجافورة ضمن الأولويات الإستراتيجية في رؤية 2030، مع خطة لزيادة إنتاج الغاز بنسبة 60% مقارنة بعام 2021.
ويُتوقع أن يشكّل الغاز الطبيعي نحو 64% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول 2030، مقابل 11% فقط للوقود السائل، ما يعزّز استقرار السوق المحلية ويدعم صادرات النفط الخام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
