belbalady.net (CNN) -- أطلقت وزارة السياحة المصرية، حملة إلكترونية جديدة للترويج للمقاصد السياحية في السوق العربي، تستهدف تحقيق أكثر من 500 ألف حجز سياحي، واستقطاب ما لا يقل عن مليون مسافر-وفق بيان رسمي- وذلك في إطار خطتها لزيادة عوائد السياحة لتحقيق استقرار في سعر الصرف وخفض عجز ميزان المدفوعات، فيما توقع خبراء بقطاع السياحة، أن تسهم الحملة في جذب أعداد أكبر من السياح العرب، والذين يتميزون بارتفاع معدل الإنفاق.
وتعتمد الحملة، على توسيع قاعدة السائحين من السوق العربي، من خلال استخدام أدوات التسويق الإلكتروني والمنصات الرقمية الدولية المتخصصة في الترويج السياحي، لضمان الوصول إلى الجمهور المستهدف وتعزيز معدلات الإشغال بالفنادق والمنتجعات السياحية.
وتتضمن الحملة، خطة إعلامية متكاملة تشمل إعلانات فيديو عبر منصة YouTube، وحملات إعلانية عبر محرك البحث Google، ومحتوى ترويجي باللغتين العربية والإنجليزية، وإعلانات ذكية (OOH) في دور السينما والمراكز التجارية بالدول العربية، بالإضافة إلى موجات دعائية مكثفة خلال فترات الذروة مثل العطلات الرسمية والأعياد، وفق بيان رسمي.
وتركز الحملة، على المنتجات والأنماط السياحية التي تلائم اهتمامات السائح العربي، سواء المهتمين بالاستجمام على الشواطئ الخلابة، أو عشاق المغامرة والرياضات البحرية، أو الباحثين عن التجارب الثقافية والتاريخية، فضلًا عن الترفيه والتسوق، مع تسليط الضوء على الوجهات السياحية الجديدة مثل مدينة العلمين الجديدة.
قال وكيل لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب المصري، أحمد الطيبي، إن الحملات الإلكترونية للتسويق للسياحة المصرية تعد أفضل وسائل التسويق في الفترة الحالية؛ لأنها تعزز الوصول للشرائح المستهدفة، وتحقق الفاعلية والتأثير المطلوب من خلال الاعتماد على الفيديوهات والصور الملتقطة باحترافية مما يعزز من ثقة السياح، مضيفًا أن مصر تشهد منافسة قوية مع العديد في البلدان من المنطقة وأبرزها تركيا واليونان وقبرص، إلا أنها لديها كل المقومات اللازمة لتحصل على حصة كبيرة من حجم السياحة الوافدة للمنطقة.
ونمت السياحة الوافدة لمصر خلال النصف الأول من عام 2025 بمتوسط 23% ليصل إلى 8.7 مليون سائح-وفق تصريحات صحفية لوزير السياحة والآثار شريف فتحي- والذي كشف عن استهداف بلاده استقطاب حوالي 17.5 مليون سائح بنهاية هذا العام.
وأكد على أهمية الحملة الإلكترونية الجديدة لمصر في زيادة أعداد السياح العرب الوافدين للبلاد لتعويض انخفاض أعداد السياح الأوروبين خلال موسم الصيف، إضافة إلى تحقيق تنوع في جنسيات الزائرين لمصر، علاوة على ذلك فأن السائح العربي يتميز بارتفاع الإنفاق، ولذا يتجه لزيارة منطقة الساحل الشمالي، والتي ترتفع فيها تكلفة الإقامة والخدمات.
يرى "الطيبي"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أنه يجب زيادة مستهدف الحملة الإلكترونية ليتجاوز مليون مسافر عربي، خاصة في ظل المقومات التنافسية للمقصد السياحي المصري سواء اعتدال المناخ، وتنوع الأنشطة والمقاصد السياحية، كما أن السائح العربي يفضل زيارة شرم الشيخ وكذلك الساحل الشمالي، متوقعًا استقبال أعداد أكبر من السياح العرب بعد انطلاق الحملة، والتي تستحوذ على حصة تقل عن 10% من السياحة الوافدة.
واعتمدت الحكومة، خلال السنوات الماضية، على التسويق الإلكتروني في الترويج للسياحة المصرية، من ضمن هذه الجهود إطلاق موقع رسمي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي متاح بـ6 لغات، يحتوي على كل ما يهم السائح من معلومات عن مصر وعن السفر للمقاصد السياحية المختلفة، وكذلك يوفر كل ما يحتاج إليه السائح قبل وأثناء السفر من معلومات عن كيفية الحصول على تأشيرة الدخول لمصر، والأماكن السياحية والمواقع الأثرية والمتاحف المفتوحة للزيارة ومواعيد عملها، وحالة الطقس حتى يتمكن من الاستعداد الجيد لرحلته.
بدوره قال الخبير السياحي، حسام هزاع، إن وزارة السياحة اختارت التسويق للمقاصد السياحية من خلال الحملات الإلكترونية عبر المواقع الأكثر زيارة للوصول للفئات المستهدفة، في ظل نجاح الحملات الإلكترونية السابقة في تحقيق أهدافها في زيادة أعداد السياحة الوافدة للبلاد، وتحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري، وإبراز مقوماته الفريدة من شواطئ ومناطق أثرية وتاريخية.
وسبق أن أطلقت مصر حملة ترويجية استهدفت عددًا من الأسواق الأوروبية، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحققت وصول إلى 100 مليون مستخدم في أول يوم لإطلاقها في 8 دول من الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر ومنها نسبة كبيرة من المشاهدات التي تجاوزت الثلاثين ثانية، وفق بيان رسمي.
أشار "هزاع"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، إلى انطلاق الحملة الإلكترونية لجذب السياح العرب، جاء تزامنًا مع بدء الموسم الصيفي في مصر، والذي يرتفع خلاله حجم إقبال السياح من هذه الجنسيات، مما سينعكس على زيادة أعداد السياح خاصة القادمين من دول الخليج، والذين يتميزون بارتفاع الإنفاق وطول مدة الزيارة وبالتالي زيادة عدد الليالي السياحية.
ووفق تقرير رسمي، زادت الإيرادات السياحية بأكثر من ضعفين، لتصل إلى 15.3 مليار دولار عام 2024، مقابل 7.2 مليار دولار عام 2014، في حين زادت أعداد السائحين الوافدين بنسبة 59.6%، لتصل إلى 15.8 مليون سائح عام 2024، مقابل 9.9 مليون سائح عام 2014، ومن المستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2032 بحد أقصى.
وربط حسام هزاع، استمرار تحسن مؤشرات السياحة المصرية، باستقرار الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة، لأن استمرارها يؤدي إلى مخاوف من السياح خاصة الأوروبيين لزيارة بلدان الشرق الأوسط، مضيفًا أن الحكومة تعاونت مع القطاع الخاص للترويج للسياحة المصرية في كبرى المعارض الدولية، وهناك إقبالًا على زيارة مصر ولكن التوترات والحروب بالمنطقة تؤثر على زيادة معدلات نمو السياحة.
