العذراء , يعد هذا الصوم من أكثر المناسبات الروحية التي يحرص الأقباط على إحيائها سنويًا، ومع اقتراب شهر أغسطس، يتزايد البحث عبر الإنترنت عن موعد بدء هذا الصوم في عام 2025 .
تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصوم في 7 أغسطس ويستمر حتى 22 من الشهر نفسه، ويأتي هذا الصوم تقديرًا للمكانة العظيمة التي تحظى بها السيدة العذراء في قلوب الأقباط.
أما في الكنيسة الكاثوليكية القبطية وكنيسة الروم الأرثوذكس، فيبدأ الصوم من 1 أغسطس وحتى 15 أغسطس ، حيث تحتفل هاتان الكنيستان بعيد رقاد القديسة مريم يوم 15 أغسطس.
ورغم اختلاف مواعيد الصوم والاحتفال، فإن العقيدة المسيحية متفقة بين جميع الطوائف على تكريم السيدة العذراء ومكانتها الخاصة.

طقوس صوم العذراء وأشكال الزهد والتقشف
صوم القديسة مريم يحمل طابعًا خاصًا في الحياة الروحية للمسيحيين، حيث يُعتبر من أصوام الدرجة الثانية، التي يُسمح فيها بتناول الأسماك، بجانب الامتناع عن اللحوم ومنتجات الألبان.
ومع ذلك، يختار بعض الأقباط اتباع نمط أكثر تقشفًا وزهدًا، فيمتنعون حتى عن الأسماك، ويكتفون بتناول أطعمة نباتية خالية من الزيوت.
كما يختلف عدد أيام الصوم وصرامته من كنيسة لأخرى؛ ففي حين تصوم الكنيسة القبطية والروم الأرثوذكس لمدة 15 يومًا، تقل المدة إلى 5 أيام فقط لدى كنائس “السريان الأرثوذكس” و”الأرمن الأرثوذكس”.
أما الروم الكاثوليك فيصومون يومي الجمعة فقط خلال الفترة من 1 إلى 14 أغسطس، في حين يكتفي “الكلدان الكاثوليك” بيوم واحد فقط مخصص لصوم العذراء.
هذا التباين في الصوم لا يعكس اختلافًا في الإيمان، بل هو نابع من تقاليد وتقويمات متنوعة تتبعها كل طائفة بحسب تقاليدها الروحية.

احتفالات الكنائس والأديرة خلال فترة صوم العذراء
خلال فترة الصوم ، تشهد الكنائس نهضات روحية يومية، وتتزايد إقامة القداسات والصلوات الخاصة في جميع أنحاء البلاد.
وتُعد هذه الفترة موسمًا للعودة إلى الصلاة والتأمل، حيث يشارك الآلاف من الأقباط في الاحتفالات الروحية التي تقام في الكنائس والأديرة.
من أبرز مواقع الاحتفال بالصوم هو دير درنكة بأسيوط، الذي يستقبل الزوار من مختلف المحافظات طوال فترة الصوم.

ويترأس الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، فعاليات الدير السنوية، والتي تشمل قداسات صباحية، وعظات ومسيرات مسائية، وسط أجواء من الخشوع والمحبة.
هذا المشهد يتكرر في عدد كبير من الأديرة القبطية الأرثوذكسية التي تخصص برامج يومية طوال فترة الصوم، لتوفير أجواء روحية عميقة تساعد المؤمنين على التأمل والاقتراب من الله من خلال تكريم السيدة العذراء.
صوم القديسة مريم ليس مجرد ممارسة روحية، بل هو تعبير عميق عن الحب والاحترام تجاه شخصية تحظى بإجماع الطوائف المسيحية. ويتجلى ذلك في التقاليد الغنية والطقوس الروحية التي تصاحب هذا الصوم، حيث يتحول إلى موسم للقداسة والصلاة والتقرب إلى الله عبر مثال السيدة العذراء.