اقرأ في هذا المقال
- السيليكون والألومنيوم أكثر الموارد اللازمة لتحول الطاقة في أفريقيا
- القدرة الحالية على استخراج البوكسيت قد تُغطي أكثر من ثلثَي الطلب المتوقع
- السيليكون بحاجة إلى زيادة في عمليات الاستخراج تتجاوز 60 ضعفًا
- التخطيط بعيد المدى يخدم احتياجات أفريقيا طويلة الأجل دون هدر
تمثّل الموارد المعدنية في أفريقيا حجر الأساس بمعركة التحول الكامل إلى الطاقة المتجددة، بفضل كنوزها التي تختزنها في باطن الأرض.
فبينما تعكف القارات الأخرى على تطوير تقنيات الطاقة النظيفة، تُسلط الأضواء على قدرة أفريقيا على توفير المواد الخام الحيوية اللازمة لهذه الثورة، من السيليكون إلى الليثيوم، مرورًا بالألومنيوم والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة.
وبين قائمة المعادن المطلوبة، يتصدّر السيليكون والألومنيوم المشهد؛ كونهما الأكثر طلبًا في مسيرة القارة نحو الانتقال الكامل إلى الطاقة المتجددة، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وبات من الواضح أن مستقبل أفريقيا لن يُحدد فقط بثرواتها، بل بقدرتها على فرض شروط جديدة للعبة، تتجاوز نماذج تصدير المواد الخام إلى شراكات قائمة على التصنيع والبنية التحتية والعدالة الاقتصادية.
متطلبات التحول إلى الطاقة المتجددة في أفريقيا
تظهر التقديرات أن التحول الكامل إلى الطاقة المتجددة يتطلّب وفرة في معادن إستراتيجية، أبرزها السيليكون المستعمل في الخلايا الشمسية والبطاريات، والألومنيوم الذي يدخل في هياكل الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية.
وتتعزّز القائمة بمعادن حيوية أخرى، مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والعناصر الأرضية النادرة، التي تُعد العمود الفقري لصناعة البطاريات وتوربينات الرياح والتقنيات النظيفة الحديثة.
وتشير نتائج تحليل شامل لسيناريو التحول الكامل إلى أن الطاقة المتجددة في أفريقيا تحتضن قدرات واعدة لتلبية كامل الطلب على هذه المعادن الرئيسة، بحسب التقرير الصادر عن مؤسسة "باور شيفت أفريكا" المعنية بالمناخ.
واحتسب التقرير الاحتياجات بناء على توقعات الطلب على الطاقة وأنواع التطبيقات وتوزيع حصص السوق للتقنيات المستقبلية، إلى جانب كثافة الموارد التي تحتاج إليها هذه التقنيات.
وأوضح التقرير أن القدرة الحالية على استخراج البوكسيت، المادة الخام للألومنيوم، يمكنها تغطية أكثر من ثلثَي الطلب المتوقع.
وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات البوكسيت العالمية تتراوح بين 55 و75 مليار طن، وتستحوذ أفريقيا على نحو 32% منها، بحسب بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
أما السيليكون فيمثّل العقبة الأكبر، حيث تحتاج القارة إلى زيادة في عمليات الاستخراج من 50 ألف طن -حاليًا- إلى نحو 3 ملايين طن سنويًا، أي قفزة تتجاوز 60 ضعفًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
والسيليكون هو ثاني أكثر العناصر وفرة في القشرة الأرضية بنسبة تبلغ 27.7% من كتلتها، ولذلك فإن الإمدادات لا تشكل أزمة.

الموارد المعدنية في أفريقيا حتى 2050
في هذا السياق، قارن التقرير بين الطلب التراكمي على الموارد المعدنية في أفريقيا حتى عام 2050 والاحتياطيات والموارد العالمية الحالية.
واستعان الباحثون بنماذج محاكاة تستند إلى حصة القارة من المخزون العالمي رغم غياب بيانات دقيقة عن بعض احتياطيات أفريقيا من المعادن، بهدف اختبار ما إذا كانت الموارد الحالية يمكنها تلبية احتياجات الطاقة المتجددة.
وكانت النتيجة أن الطلب المتوقع على جميع المعادن -التي جرى تحليلها- لن يتجاوز حجم الموارد العالمية المعروفة.
وبالمقارنة مع الاحتياطيات المعروفة حاليًا، فإن توفّر هذه الموارد لا يشكّل عائقًا أمام انتقال أفريقيا إلى الطاقة المتجددة، باستثناء معدن الفضة، الذي يظهر نسبة مرتفعة من الطلب المتوقع مقارنة بحصته من الاحتياطيات العالمية، ما يشير إلى احتمال نشوء منافسة عالمية خلال العقود المقبلة.
ومع ذلك، يبقى استغلال هذه الموارد بكفاءة مرهونًا بعوامل معقدة تتجاوز الجيولوجيا، وتتداخل فيها السياسة والاقتصاد والبنية التحتية.
وتبرز التحديات في ظل الضغوط المتزايدة من الدول المفرطة في الاستهلاك، التي تسعى لتأمين احتياجاتها دون الأخذ في الحسبان مبادئ الاكتفاء والاعتدال.
ويحتم ذلك على الدول الأفريقية أن تعيد التفكير في نماذج الإدارة التقليدية للموارد، والانتقال إلى تخطيط طويل الأمد قائم على الترشيد، من خلال التعاون بين دول الجنوب، لتكوين جبهة موحدة تحافظ على هذه الثروات وتوظّفها لتلبية احتياجاتها.

إمكانات الموارد المعدنية في أفريقيا
في الوقت نفسه، تشهد الأسواق الدولية سباقًا على المعادن الحيوية، تتصدّره قوتان عظميان: الولايات المتحدة والصين.
فقد نجحت الصين -التي تهيمن على أكثر من 85% من معالجة العناصر النادرة عالميًا و60% من الليثيوم و95% من المنغنير- في فرض سيطرتها من خلال استثمارات طويلة الأمد في التكرير والتصنيع، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
في المقابل، تعتمد الولايات المتحدة كليًا على استيراد نحو 15 معدنًا حيويًا، وأكثر من 50% في 34 معدنًا آخر، ما يجعلها عرضة لتقلبات السوق.
ومع امتلاك أفريقيا نحو 30% من الاحتياطيات المعدنية المعروفة عالميًا، بينها 85% من المنغنيز، و80% من البلاتين والكروم، باتت في قلب هذا الصراع الجديد.
ويكمن التحدي الأكبر داخل أفريقيا نفسها، فالدول الغنية بالموارد، مثل الكونغو الديمقراطية التي تملك 70% من احتياطيات الكوبالت، ما زالت تصدّر خاماتها دون أي قيمة مضافة، ما يؤدي إلى فقدان ما يقارب 60% من العائدات المحتملة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..