أخبار عاجلة
الأرصاد: ظاهرة جوية تضرب الطرق غدا -

آيت بوكماز ترجمة لشعار تازة قبل غزة

آيت بوكماز ترجمة لشعار تازة قبل غزة
آيت بوكماز ترجمة لشعار تازة قبل غزة
آيت بوكماز ترجمة لشعار تازة قبل غزة
لحسن الجيتالإثنين 14 يوليوز 2025 - 17:16

خرجت ساكنة آيت بوكماز عن بكرة أبيها وبكل تلقائية وعفوية للاحتجاج والتعبير عن جملة من المطالب لتسوية المشاكل التي تعاني منها، من قبيل الصحة وفك العزلة بإصلاح البنية الطرقية وربط المنطقة بشبكة الأنترنيت وقضايا أخرى.

معاناة تلك الساكنة أيضا من خصاص كبير في ثروة ذكرها سبحانه وتعالى في معجمه “وجعلنا من الماء كل شيء حي”. هذا الخصاص انتشر وساد العديد من القرى والمدن بعد سنوات عجاف لم تجد فيها السماء بالغيث ولا بمطر يروي عطش الإنسان والبهيمة.

أصبح اليوم خطر الجفاف والعطش والتصحر آفة تهدد الكرة الأرضية بأسرها، فكيف يمكن أن يستثنى المغرب من هذه الآفة والحال أن البعض منا يذهب في اتجاه جعل هذه الأزمة الطبيعية من مخلفات سياسة فاشلة في مجال التدبير الحكومي للثروة المائية. ويرى بعضهم أن ما يحدث من حركة احتجاجية هي بفعل فاعل من الخارج أو كأن احتجاج أهل بوكماز مسيس تقف من ورائه جهات خارجية تريد النيل من استقرار المغرب، وأن الحركة الصهيونية، على حد ما نسخته “ماكينة استانسيل” التي يملكها المدعو أحمد ويحمان، هي التي حركت ساكنة آيت بوكماز للتآمر على المغرب وزعزعة استقراره، متجاهلا عن قصد كل الأسباب الموجبة التي حملت تلك الساكنة على التعبير عن تذمرها ومعاناتها. من أين نزل الوحي على هذا الكائن الذي أبان للقاصي والداني أن وجود أمثاله هم الذين يحاولون خلط الأوراق والاصطياد في المياه العكرة من أجل الإضرار بالوطن. فاتهامه لساكنة آيت بوكماز هو محاولة يائسة للهروب من شبهات العمالة التي باتت لا تفارقه.

وللرد على تلك الافتراءات وما دأب عليه ويحمان في أسطوانته المشروخة التي توقفت عند نقطة معينة لا تردد فيها سوى كلمة إسرائيل، يكفي التأكيد أن تلك الحركة الاحتجاجية بريئة كل البراء من أحكام مفصلة على المقاس وأنها حركة وطنية بامتياز تختلف عن كل الخرجات المشبوهة التي سئمتها بعض المدن المغربية وسئمت اجترار الحكايات نفسها على غرار حكايات شهرزاد وشهريار. فلا الصباح رباح ولا شهرزاد توقفت عن النباح. والمفارقة بين ما جرى في آيت بوكماز وما جرى في الرباط وفي طنجة مفارقة يراها الأعمى من بعيد، وهي أن البلدة المنكوبة في جبال الأطلس لم تنل النكبة من وطنيتها بل حافظ أهلها على مغربيتهم ورفعوا صور جلالة الملك ورفعوا الراية المغربية، ولم يرفعوا أي قماش آخر حتى لا أقول أية “خرقة” أخرى كما يفعل الآخرون. كانوا محصنين يقظين من أي اختراق ولم يتسلل إلى صفوفهم أي مشبوه. توجهوا في مسيرة سلمية مشيا على الأقدام بنظام وانتظام، وهنا أستعين بهذا التعبير الذي جاء به المغفور له الحسن الثاني في أول خطاب لانطلاق المسيرة الخضراء من أجل تبيان وطنيتهم.

هذه هي الروح الوطنية التي يجب أن تسود وأن تكون حاضرة في كل لحظة وحين وفي كل حركة احتجاجية صادقة لا لبس فيها. مطالب ساكنة آيت بوكماز مشروعة يجب أخذها على محمل الجد والاهتمام بها في حدود ما هو ممكن وما هو متاح. هؤلاء الناس لفتوا الانتباه إلى وضعيتهم وأكدوا أنها أولى من أي شيء آخر. وكانت الاستجابة فورية لبعض مطالبهم. بعد أن تبين أن تلك الحركة الاحتجاجية صادقة ولم ترفع شعارات جوفاء للمزايدة على الدولة وبعيدة كل البعد عن كل الحسابات السياسوية. همهم في ذلك تسوية أوضاعهم وما دون ذلك أو زاد عنه فهو ضرب من ضروب التفاهة والتآمر على الوطن.

ساكنة آيت بوكماز إن كانت تنطوي حركتها الاحتجاجية على رسالة واضحة فهي موجهة للسيد عبد الإله بنكيران وأتباعه من التابعين، قومجيين كانوا أم يساريين، عنوانها البارز أن الشعار الذي طالما شكك فيه شيخ الجماعة وهو “تازة قبل غزة” ثبت بالواضح أنه شعار المرحلة كما كان من قبل وكما سيكون من بعد. فضبط الساعة على توقيت غير وطني يعني في حد ذاته الاشتغال على أجندة خارجية لا تعني المغاربة لا من بعيد ولا من قريب. وكل الحملات التي يشنها هؤلاء القوم تستهدف من جهة حلفاء المغرب بنية مبيتة للإيقاع بينه وبينهم ليشمتوا فيه لاحقا، ومن جهة أخرى يصطفون إلى جانب أعداء المغرب ويؤازرونهم حتى ولو كانت مواقفهم معادية للمصالح العليا للبلاد.

درس آيت بوكماز درس بليغ في الوطنية وعلى الجميع أن يتعظ. وهو رسالة إلى كل من يهمه الأمر بدءا من الدولة؛ فلا مواطنة بدون كرامة، وانتهاء بالقيادات الحزبية حيث لا مواطنة مع وجود الخيانة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل|مصر تقترب من 108 ملايين نسمة في أغسطس 2025.. خطة عاجلة لضبط معدلات الإنجاب
التالى الملك محمد السادس يعزي النيجيريين