أخبار عاجلة
حركة حماس: الاحتلال يتعنت بالمفاوضات -
حريق هائل داخل شقة سكنية في بولاق الدكرور -
بيان عاجل من حماس بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار -
أسعار تذاكر عمرو دياب بحفل العلمين الجديدة -

إمارة الخليل.. مخطط إسرائيلي قديم يعود إلى الواجهة

إمارة الخليل.. مخطط إسرائيلي قديم يعود إلى الواجهة
إمارة الخليل.. مخطط إسرائيلي قديم يعود إلى الواجهة

في مشهد يعكس الغضب الفلسطيني المتصاعد، أضرم شبان فلسطينيون في بلدة العيساوية بالقدس الشرقية المحتلة، مساء  أمس الثلاثاء ، النار في سيارة وديع الجعبري، أحد أبرز المروجين لفكرة فصل مدينة الخليل عن السلطة الفلسطينية وإقامة ما أُطلق عليه "إمارة الخليل".
  الفعل الاحتجاجي جاء بعد ثلاثة أيام فقط من زوبعة إعلامية أثارها تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أفاد بتوجيه رسالة من 21 شخصاً - بينهم الجعبري ووصفوا بـ"شيوخ قبائل" - إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تطالبه بالتفاوض معهم للانضمام إلى "الاتفاقيات الإبراهيمية" وإسقاط حل الدولتين.
ووثقت مقاطع فيديو متداولة لحظة الحريق وسط هتافات رافضة للجعبري، مشددة على حيازته الجنسية الإسرائيلية وعدم مقدرته على التحدث باسم الخليل أو تمثيل الفلسطينيين.

جذور المخطط

فكرة تقسيم الضفة الغربية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى ستين عاماً مضت. ففي نهاية الستينيات، وتحت إشراف وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، طرح الجنرال بنيامين بن إليعازر - أول حاكم عسكري للضفة - مشروع "روابط القرى". 
هدف المخطط، الذي طوّره بن إليعازر بالتعاون مع شلومو غازيت (أول منسق لأعمال الحكومة في المناطق المحتلة ولاحقاً رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية)، إلى إدارة الضفة عبر كيانات محلية منفصلة ("إمارات") تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، بدءاً من الخليل، لكن الفلسطينيين رفضوها بقوة وأفشلوها، ليصل ديان وبن إليعازر وغازيت لاحقاً إلى قناعة باستحالة تنفيذ الفكرة والتحول نحو دعم مبدأ "دولتين لشعبين".

إحياء الفكرة من جديد

عادت الفكرة للظهور عام 2008 بمبادرة من مجلس المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، الذين عقدوا لقاءات استعراضية مع فلسطينيين معارضين لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، ساعين لخلق "كانتونات" (تسمية جديدة لتجنب سمعة "روابط القرى") لنسف عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت بقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 مع تبادل أراضي محدود وعاصمتها القدس الشرقية. 
وحظيت المحاولة بدعم بنيامين نتنياهو الذي كان وقتها في المعارضة. وفي 2009، التقى وزير المواصلات آنذاك يسرائيل كاتس (وزير الدفاع الحالي) بنشطاء فلسطينيين من الخليل لمناقشة تخفيض مكانة السلطة لحكم ذاتي مجزأ، لكن المحاولة توقفت لعدم تنسيقها مع نتنياهو. محاولات أخرى أُجريت عام 2011 لكنها باءت بالفشل.

"مشروع الإمارات"

شهد عام 2019 إحياءً آخر للفكرة على يد المستشرق الإسرائيلي مردخاي كيدار تحت اسم "مشروع الإمارات". بنى كيدار طرحه على ادعاءات مثيرة للجدل تنكر وجود "شعب فلسطيني" متجانس، وتزعم أن "القومية الفلسطينية أسطورة" وتُبالغ في الفوارق بين مدن مثل نابلس ورام الله والخليل، داعياً لتفكيك السلطة الفلسطينية وفرض السيادة الإسرائيلية والتعاون مع "مشايخ محليين". واجه الفلسطينيون هذه الادعاءات بالسخرية والرفض، مشيرين إلى التنوع الكبير داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه والذي لا ينفي عنه صفة الشعب.

مقترح 2025

بحسب تقرير "وول ستريت جورنال" (الذي كان في الواقع مقال رأي بقلم أليوث كاوفمان، الصحفي المقرب من نتنياهو ونير بركات وزير الاقتصاد الذي تولى التواصل مع الجعبري)، يريد الموقعون المزعومون على الرسالة (بزعامة الجعبري) اعترافاً متبادلاً مع إسرائيل وإقامة "سلام" على غرار الاتفاقيات الإبراهيمية. 
وتكشف مصادر عبرية أن الصفقة المقترحة تقوم على اعتراف إسرائيل بـ"الإمارات المحلية" مقابل اعتراف هذه الكيانات بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على المناطق المصنفة "ج" والمناطق غير المأهولة في المناطق "ب" حسب تقسيمات أوسلو. ويرى اليمين الإسرائيلي في المبادرة فرصة لتفكيك السلطة الفلسطينية تدريجياً دون فراغ حكم أو تنازلات إسرائيلية عن الأرض.
واجهت الخطة رفضاً فلسطينياً قوياً وعاجلاً. ففي ساعات، تبرأت عائلة الجعبري الكبيرة في الخليل (12 شيخاً) من وديع الجعبري، مؤكدة أنه لا ينتمي إليهم ولا يمثلهم، ومشيرة إلى أنه مقيم في القدس ويحمل الجنسية الإسرائيلية، ومؤكدة تمسكها بالعمل مع السلطة الوطنية. كما يواجه المخطط تحفظات أمنية إسرائيلية جادة. فقادة جهاز الأمن العام (الشاباك) والمؤسسة العسكرية يعبرون عن شكوك كبيرة في نجاحه، محذرين من مخاطر الفوضى الأمنية في حال تفكيك السلطة دون بديل منظم. الجنرال المتقاعد غادي شمني صرح متسائلاً: "كيف يمكن التعامل مع عشرات العائلات المسلحة، لكل منها نظامها؟ ستكون كارثة". ورغم ذلك، تشير تقارير إسرائيلية (مثل صحيفة "معاريف") إلى استمرار اتصالات إسرائيلية مع شيوخ وقبائل أخرى في أنحاء الضفة، انطلاقاً من رؤية ترى المجتمع الفلسطيني مجزأً بطبيعته.

--
مصادر التقرير:
الشرق الأوسط 
وول ستريت جورنال
وسائل إعلام إسرائيلية 
وكالة فرانس برس 
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بالبلدي: كوبرى « مياح » ادكو٠٠مصيدة للسيارات! !
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية