أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن خطة طموحة ومفصلة تمثل نقطة تحول هامة في مسيرة التعليم المصري، حيث تستهدف هذه الخطة إحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية عبر التركيز على المحور الأهم وهو مناهج اللغة العربية المطورة وتأهيل المعلمين لمواكبة هذه التغيرات، وتأتي هذه الخطوات الجادة في إطار رؤية أوسع تهدف إلى تحسين جودة التعليم وخلق بيئة تعليمية فعالة ومحفزة تتماشى مع المعايير الدولية وتلبي طموحات المستقبل.
مناهج اللغة العربية المطورة وجدول زمني دقيق لتدريب الكوادر التعليمية
في خطوة تنظيمية دقيقة حددت الوزارة جدولًا زمنيًا واضحًا لعقد لقاءات تدريبية مكثفة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، تستهدف معلمي اللغة العربية في صفوف المرحلة الابتدائية، حيث تبدأ هذه السلسلة من الاجتماعات الهامة في الخامس عشر من يوليو لعام 2025 لمعلمي الصف الأول الابتدائي، تليها جلسة لمعلمي الصف الثاني في اليوم التالي، وتستمر تباعًا لمعلمي الصف الثالث في السابع عشر من يوليو، ثم معلمي الصف الرابع في العشرين من يوليو، وتختتم بلقاءات لمعلمي الصفين الخامس والسادس في الحادي والعشرين والثاني والعشرين من الشهر ذاته.

أهداف استراتيجية لبيئة تعليمية محفزة
أكدت الوزارة أن هذه الإجراءات ليست مجرد تغيير في المحتوى الدراسي، بل هي جزء لا يتجزء من استراتيجية متكاملة لاستخدام أفضل الممارسات التعليمية العالمية، والهدف الأسمى هو رفع مستوى جودة المخرجات التعليمية وتعزيز النتائج التي يحققها التلاميذ، وذلك من خلال تسليح المعلم بالأدوات والأساليب الحديثة التي تمكنه من خلق بيئة صفية تفاعلية ومحفزة تشجع الطالب على التفكير النقدي والإبداع بدلاً من الحفظ والتلقين.

رؤية شاملة لتطوير المناهج الدراسية
كشف السيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن أبعاد أوسع لعملية تطوير المناهج لا تقتصر على اللغة العربية فقط، حيث تم توقيع بروتوكولات تعاون دولية مهمة، أبرزها مع الجانب الياباني لتطوير منهج الرياضيات ومناهج العلوم والبرمجة، بالإضافة إلى التفاوض مع كوريا الجنوبية في مجال العلوم، كما شمل التطوير تعديل المحتوى العلمي لمواد التربية الدينية والدراسات الاجتماعية، وكل ذلك يتم بالتعاون مع جهات متخصصة ودون تحميل ميزانية الوزارة أية أعباء مالية إضافية.

وداعًا للكتب الخارجية حلول مبتكرة لتخفيف الأعباء
في قرار لاقى ترحيبًا واسعًا، أعلن الوزير عن مبادرة عملية تهدف إلى تخفيف العبء المادي عن كاهل الأسرة المصرية، حيث سيتم إعداد بوكليت خاص يصدر مع كل كتاب مدرسي جديد، وسيكون هذا البوكليت بمثابة بديل متكامل للكتب الخارجية باهظة الثمن، إذ يحتوي على كافة التدريبات اللازمة والتقييمات الأسبوعية التي تساعد الطالب على المذاكرة وتعين المعلم على قياس مستوى التقدم، مما يضمن تيسير العملية التعليمية بشكل فعال ومنظم.