أكد الدكتور مهرداد خنساري، مستشار المركز الإيراني للدراسات، أن هناك فرصة واقعية لاستئناف المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، على الرغم من حالة انعدام الثقة المتبادل التي تُخيّم على العلاقات بين الجانبين.
اتهامات لواشنطن
وأوضح "خنساري" في مداخلة عبر برنامج منتصف النهار، على قناة القاهرة الإخبارية، مساء الأربعاء، أن إيران تجد نفسها مضطرة للعودة إلى طاولة التفاوض في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها، إلى جانب خشيتها من تفعيل الآليات العقابية الدولية.
وأضاف: "رغم اتهامها لواشنطن بسوء النوايا، فإن طهران تدرك أهمية الاتفاق النووي، ويدها لم تكن قوية حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة، ما يزيد من حاجتها للتفاهم".
اتهامات متبادلة
وأشار خنساري إلى أن الولايات المتحدة، إلى جانب إسرائيل، ترى أن إيران تسعى فقط لكسب الوقت، دون وجود نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق فعلي، معتبرًا أن غياب الثقة يشكل العائق الأكبر في مسار التفاوض.
وأوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنت نهجًا تصعيديًا في التعامل مع طهران، يقوم على مبدأ "الهجوم أولًا ثم التفاوض"، وهي استراتيجية أدت إلى مزيد من التعقيد في المشهد.
ترامب و"تشبيه الضربة بالقنبلة الذرية"
وفي سياق متصل، علّق على تصريحات ترامب الأخيرة، والتي شبّه فيها ضربته ضد إيران بإلقاء القنبلة الذرية على اليابان، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي يميل إلى المبالغة الإعلامية، ويسعى لإيصال رسائل ردعية دون الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة.
وقال خنساري: "ترامب يريد إنهاء المواجهة مع إيران بصورة تُظهِره كصانع سلام، ربما طمعًا في نيل جائزة نوبل، دون تصعيد ميداني إضافي".
رفض التعاون مع الوكالة الذرية
ورغم إصرار إيران على أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي، فإنها، وفقًا لخنساري، تُبدي رفضًا واضحًا للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى تفاهم دولي بشأن أنشطتها النووية.
وأكد أن الأزمة الاقتصادية قد تُجبر طهران على تقديم تنازلات، قائلًا: "إيران ستضطر في النهاية للتعاون وقبول آليات المراقبة، وإن كان ذلك تدريجيًا".
وساطات خليجية محتملة
في ختام تصريحاته، رجّح خنساري أن تلعب دول مثل قطر أو سلطنة عمان دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة، من خلال اقتراح معادلات جديدة، مثل تجميد مؤقت للتخصيب مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات وعودة المراقبين الدوليين، ما قد يمهد لبيئة تفاوض أكثر واقعية وهدوءً.