تمضي خطط تحول الطاقة في سلطنة عمان بخطوات سريعة نحو تجسيد رؤية البلاد لتنويع مصادر الدخل بما يحقق الأهداف الرامية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأعلن جهاز الاستثمار العماني اليوم الأربعاء 9 يوليو/تموز (2025) إطلاق أول صندوق استثماري متخصّص للتحول بقطاع الطاقة في سلطنة عمان، بالشراكة بين "صندوق عُمان المستقبل" وشركة "تمبل ووتر" الصينية، برأسمال يبلغ 77 مليون ريال عُماني (200 مليون دولار أميركي)، وبإسهامٍ متساوٍ بنسبة 50% لكلا الطرفين.
ويهدف الصندوق المشترك إلى تسريع وتيرة تحول الطاقة في سلطنة عمان، وتعزيز الجهود الرامية إلى تنويع مصادر الدخل بما يتماشى مع رؤية "عُمان 2040".
ويعدّ الصندوق من المبادرات الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، بما يتماشى مع التزام سلطنة عمان بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إذ يهدف للاستثمار في مشروعات مبتكرة تدعم أهداف الحياد الكربوني، وتفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي المستدام.
أول صندوق لتحول الطاقة
يهدف رأس المال الأولي لصندوق تحول الطاقة إلى تحفيز جذب رؤوس أموال إضافية واستقطاب فرص استثمارية نوعية وذات قابلية للتوسع، وستكون جميع فرص الاستثمار داخل سلطنة عمان، بما يدعم طموحها في أن تصبح مركزًا إقليميًّا لحلول الطاقة المتجددة.
ويستهدف أول صندوق لنحول الطاقة في سلطنة عمان الاستثمار في قطاعات حيوية ومشروعات استراتيجية تشمل الوقود الأخضر، ومراكز البيانات منخفضة الانبعاثات، وتخزين الكهرباء، والتنقل الذكي، والطاقة المتجددة بجميع أشكالها، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
كما سيولي اهتمامًا خاصًّا بتطوير حلول وتقنيات مبتكرة في مجالات كفاءة الطاقة والابتكار الصناعي، بما يواكب احتياجات السوق العُمانية والأسواق الإقليمية.

وتعمل سلطنة عمان على تطوير مشروعات ضخمة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لكونهما من الركائز المحورية في التزام البلاد بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتستهدف البلاد توفير ما لا يقل عن 30% من احتياجات الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وإنتاج 1.25 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام نهاية العقد الجاري، من خلال ضخ استثمارات تصل إلى 49 مليار دولار.
وأُنشئ أول صندوق لتحول الطاقة في سلطنة عمان ليكون منصة لتحفيز تدفق الاستثمارات المشتركة؛ إذ يهدف إلى تطوير مشروعات ذات جدوى تجارية بالشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، إلى جانب العمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات من داخل سلطنة عمان وخارجها لتوسيع نطاق برامجه ومبادراته المستقبلية.
وستتيح الشراكة لشركة "تمبل ووتر" -إحدى الشركات الرائدة في إدارة الأصول البديلة- تسخير شبكتها العالمية وشراكاتها التقنية لنقل وتوطين حلول مبتكرة قابلة للتوسع داخل سلطنة عمان بما يتماشى مع دور صندوق عُمان المستقبل الرامي إلى تحفيز الاقتصاد الوطني وتعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحقيق قيمة اقتصادية مضافة.
حلول الطاقة النظيفة
أكد رئيس جهاز الاستثمار العُماني عبدالسلام بن محمد المرشدي أن هذه الشراكة تمثّل خطوة إستراتيجية مهمة ضمن جهود الجهاز لترسيخ مكانة سلطنة عمان بوصفها مركزًا إقليميًّا وعالميًّا لحلول الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأشار إلى أن الجهاز يسعى إلى استقطاب الخبرات وأفضل الممارسات العالمية لدعم جهود سلطنة عُمان لتكون مصدرًا رائدًا للوقود الأخضر وحلول الطاقة المتجددة.
من جانبه، قال نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للاستثمار ملهم بن بشير الجرف، إن إعلان الصندوق يأتي بالتزامن مع تسارع الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي والبحث عن مصادر طاقة نظيفة ومستدامة؛ إذ تسعى سلطنة عُمان إلى أن تكون من الدول الرائدة في إنتاج الوقود الأخضر وتصديره، وتهيئة بيئة استثمارية جاذبة.
وأوضح أن الصندوق سيُسهم في نقل أفضل الممارسات العالمية وتطوير منظومة الابتكار بما يضمن تحقيق عوائد مستدامة على المستويين الاقتصادي والبيئي.
من جهته، أوضح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "تمبل ووتر" كليف زانغ أن الصندوق يعكس التزام الشركة بالاستثمار في حلول تسهم بتحقيق منافع مناخية واضحة وعوائد قوية، وتعزّز أمن الطاقة وثقة المستثمرين.
وأكد أن سلطنة عمان ببيئتها التنظيمية الداعمة وتركيزها على الاستثمارات المستقبلية تُعدّ وجهةً مثاليّةً للصناعات المرتبطة بتحول الطاقة وتنويع الاقتصاد.

صندوق تحول الطاقة في سلطنة عمان
من المتوقع أن يُسهم أول صندوق لتحول الطاقة في سلطنة عمان باستقطاب شركاء إستراتيجيين ومستثمرين من مختلف دول العالم، بما في ذلك الشركات الكبرى العاملة في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، ليكون منصة متكاملة تدعم الابتكار والاستدامة وتمكين المشروعات الناشئة في هذا القطاع الحيوي.
ويُعدّ التعاون خطوة جديدة ضمن سلسلة المبادرات التي يقودها "صندوق عُمان المستقبل" منذ تأسيسه مطلع عام 2024، برأس مال قدره مليارَا ريال عُماني (5.2 مليار دولار)، ويخصّص 90% من رأسماله للمشروعات المحلية الإستراتيجية، و10% لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
وسيعمل الصندوق المشترك على بناء شراكات فعّالة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، وتوفير فرص جديدة للتدريب وبناء القدرات في قطاع الطاقة المتجددة، إلى جانب دعم البحث والتطوير في هذا المجال الحيوي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..