كشفت دراسة علمية حديثة أن موجة الحر الشديدة التي ضربت أوروبا الغربية مؤخرًا تسببت في وفاة نحو 2300 شخص خلال عشرة أيام فقط، في 12 مدينة أوروبية، وهي حصيلة مرشحة للزيادة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.
1500 حالة وفاة مرتبطة مباشرةً بتغير المناخ
بحسب الدراسة، التي أعدها باحثون من كلية إمبريال كوليدج لندن وكلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، فإن نحو 1500 حالة وفاة من إجمالي الوفيات تم ربطها علميًا بتأثيرات تغير المناخ، الذي ساهم في زيادة شدة موجة الحر الأخيرة.
وأشارت الدراسة إلى أن الاحترار المناخي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية في مدن مثل برشلونة ومدريد ولندن وميلانو، مما ضاعف من التأثيرات الصحية الخطيرة للحرارة الشديدة.
درجات حرارة تتجاوز 40 درجة وحرائق غابات في فرنسا
رُصدت الوفيات بين 22 يونيو و2 يوليو 2025، حيث تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية في إسبانيا، بينما شهدت فرنسا حرائق غابات واسعة، ضمن سلسلة من الظواهر المناخية المتطرفة التي اجتاحت أوروبا الغربية هذا الصيف.
واعتمدت الدراسة على نماذج وبائية وبيانات تاريخية للوفيات لتقدير عدد الضحايا، وشملت الحالات الناتجة مباشرة عن ارتفاع الحرارة أو تفاقم الأمراض المزمنة بفعل الإجهاد الحراري.
غياب البيانات الرسمية يعيق التقديرات الدقيقة
أكد الباحثون أن التقديرات تم إنتاجها باستخدام أساليب علمية سريعة ومعتمدة، في ظل تأخر العديد من الحكومات الأوروبية في نشر البيانات الرسمية عن ضحايا موجات الحر، وهو ما يمثل عائقًا أمام تقييم دقيق لحجم الكارثة.
يونيو 2025: من بين أكثر الشهور حرارة في التاريخ
وفي سياق متصل، أعلنت خدمة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ أن شهر يونيو 2025 كان ثالث أكثر شهر حرارة عالميًا منذ بدء التسجيل، بعد يونيو 2023 و2024، وشهدت خلاله أوروبا الغربية أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق لشهر يونيو.
وتعرض السكان في العديد من الدول الأوروبية لمستويات خطيرة من الإجهاد الحراري، مع إحساس بدرجات حرارة تصل إلى 38 درجة مئوية أو أكثر، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا على الصحة العامة، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا.
موجات الحر مرشحة للتكرار والتصاعد بسبب الاحتباس الحراري
حذّرت كوبرنيكوس من أن موجات الحر الناتجة عن الاحتباس الحراري العالمي ستصبح أكثر تكرارًا وشدة وتأثيرًا، ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري.
وكانت قد أشارت تقارير سابقة إلى وفاة 61 ألف شخص في أوروبا خلال صيف 2022 بسبب موجات الحر، ما يكشف عن قصور خطير في استراتيجيات التكيف والاستجابة المناخية في العديد من دول القارة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
