في محطة جديدة من مساره الفني الدولي، عرض الفيلم المغربي القصير “مريم”، لمخرجه وممثله عمر ضنايا، ضمن فعاليات “Durgapur International Film Festival”، وذلك في إحدى أبرز القاعات السينمائية والثقافية بالهند، بحضور ثلة من الفنانين والنقاد والصحافيين.
يروي الفيلم، حسب مخرجه، قصة فتاة مراهقة تواجه صراعا نفسيا واجتماعيا في مجتمع محافظ بعد تعرضها لاعتداء، ويعالج قضايا مسكوتا عنها من زاوية إنسانية عميقة بأسلوب إخراجي يعتمد على الإيحاء والحس الداخلي للشخصية.
وكشف عمر ضنايا أن عرض الفيلم حظي بتفاعل كبير من طرف الجمهور الحاضر، الذي أثنى على قوة الموضوع وعمق المعالجة الفنية، وهو ما يعزز المسار اللافت الذي قطعه العمل، بمشاركته في أزيد من 33 مهرجانا دوليا وتتويجه بـ10 جوائز عالمية.
وقال ضنايا، في تصريح لهسبريس، إن مشاركة فيلمه “مريم” في مهرجان دولي كبير تشكل تجربة خاصة جدا، معتبرا إياها “محطة مهمة” في مساره الفني الشخصي، لا سيما أن الهند “ليست فقط بلدا يضم واحدة من أكبر صناعات السينما في العالم، بل أيضا موطن لعمق ثقافي وروحي كبير يجعل من أي مشاركة فيه ذات قيمة مضافة”.
وأضاف أن علاقته بالسينما والثقافة الهندية “علاقة وجدانية ومهنية في آن واحد”، موردا: “أنا شخصيا مولوع بهذه الثقافة الغنية، وسعيد جدا أنني سبق لي أن تعاونت مع السينما الهندية كممثل في مسلسل ‘فريلانسر’ مع المنتج الكبير نيراج بانداي، في تجربة مهنية مهمة”.
وكشف المتحدث ذاته أنه سبق له أن شارك كمخرج في أربعة مهرجانات سينمائية بالهند قبل هذه الدورة، مشيرا إلى أنه كان دائما حريصا على حمل رؤيته الفنية وإيصال صوته كفنان مغربي إلى العالم من خلال هذه المنصات.
وأكد المخرج المغربي، في حديثه لهسبريس، أن المسار الدولي الذي قطعه فيلم “مريم” منذ أول عرض له كان استثنائيا، مبرزا أنه آمن منذ البداية بأن “الفيلم يحمل رسالة إنسانية تتجاوز الحدود”، معبرا عن فخره بكون “مريم” شارك في أكثر من 33 مهرجانا دوليا وفاز بعشر جوائز عالمية، ما يعد دليلا، على حد قوله، على أن “العمل الصادق يصل ويصنع الأثر”.
وقال ضنايا إن التفاعل الكبير الذي خلقه الفيلم مع جماهير من ثقافات ولغات متعددة لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة “إيمان عميق بالفكرة، وتفانٍ جماعي من فريق اشتغل من القلب”، مضيفا أن كل محطة دولية شكلت شهادة على قوة الفيلم وعلى صدق رسالته الإنسانية.
وعن لحظات عرض الفيلم في المهرجان، أوضح الفنان المغربي أنها كانت مشحونة بالعاطفة والتأثر، قائلا: “شاهدت بعيني ردود فعل الجمهور الهندي، من لحظات صمت وتأمل إلى دموع وتصفيقات صادقة، وكلها إشارات تؤكد أن الفيلم لمس شيئا عميقا لدى المتفرجين”.
كما أشار إلى إشادة مسؤولي المهرجان بالفيلم، من حيث الرؤية الإخراجية والبعد الإنساني للقصة، معتبرا أن هذا التقدير يعد “حافزا إضافيا للاستمرار في تقديم سينما صادقة ذات بعد إنساني كوني”.
ورغم النجاح الدولي الذي حققه العمل، شدد عمر ضنايا على أن فيلم “مريم” هو إنتاج مستقل بالكامل، تم إنجازه دون أي دعم أو مساندة من أي جهة رسمية أو مؤسساتية، مضيفا أن هذا المعطى “يزيد من قيمة الإنجاز، ويؤكد أهمية الإبداع الفردي حين يكون قائما على الإيمان والصدق”.
وختم ضنايا تصريحه بالتأكيد على أن التفاعل الصادق من الجمهور هو الجائزة الحقيقية، مبرزا أن السينما، بالنسبة إليه، “ليست فقط وسيلة للترفيه، بل أداة للحوار والتأثير والتغيير”.
ويستعد الفيلم لمواصلة رحلته الدولية خلال الأشهر المقبلة، من خلال مشاركات مرتقبة في مهرجانات بكل من الغابون، فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب مهرجانات أخرى، ليفتح لنفسه آفاقا جديدة.