اشتعال حريق في سفينة تجارية إثر تعرضها لهجوم قرب ميناء في اليمن

حريق سفينة - أرشيفية

في حادث جديد يزيد من اضطراب الملاحة العالمية في واحد من أكثر الممرات البحرية ازدحامًا، اندلع حريق في سفينة إثر تعرضها لهجوم من قبل قوارب صغيرة قرب ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر، في ظل توترات متجددة تعيد إلى الأذهان سلسلة الهجمات التي شلت حركة التجارة في المنطقة خلال الأشهر الماضية.

تفاصيل الهجوم على السفينة قرب الحديدة

أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم الأحد، أن عدة قوارب صغيرة نفذت هجومًا على سفينة لم يُكشف عن هويتها أثناء إبحارها في البحر الأحمر، قرب ميناء الحديدة، معقل جماعة الحوثي المدعومة من إيران. وأوضحت الهيئة أن السفينة تعرضت لإطلاق نار وقذائف من القوارب المهاجمة، قبل أن تُصاب بمقذوفات غير محددة أدت إلى اندلاع حريق على متنها، مشيرة إلى أن الوضع لا يزال «في حالة تطور» حتى الآن.

وبحسب البيان، ردّ فريق أمني مسلح كان على متن السفينة بإطلاق النار دفاعًا عنها، أثناء وقوع الهجوم على بعد نحو 51 ميلاً بحريًا جنوب غرب الحديدة، في منطقة تُعد ضمن المناطق الساخنة أمنيًا نظرًا لتكرار حوادث الهجمات البحرية فيها.

خلفية الصراع وتداعياته على الملاحة

تأتي هذه الحادثة في سياق توترات متصاعدة في البحر الأحمر منذ أكثر من عام، إذ بدأ الحوثيون بشن هجمات على السفن التجارية في الممر الاستراتيجي بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في خطوة أربكت حركة الملاحة وأجبرت العديد من شركات الشحن العالمية على تغيير مسارات سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، مما تسبب في واحدة من أكبر اضطرابات التجارة العالمية منذ جائحة كورونا.

تهديدات جديدة بعد هدوء نسبي

ورغم توقف الهجمات بشكل كبير منذ أواخر عام 2024 عقب اتفاق لوقف إطلاق النار بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة، عقب حملة قصف أمريكية وإسرائيلية مكثفة ضد مواقع للجماعة، فإن الوضع شهد توترًا جديدًا في الأسابيع الأخيرة. فقد هدد الحوثيون باستهداف السفن المرتبطة بالولايات المتحدة مجددًا في البحر الأحمر، عقب انضمام واشنطن الشهر الماضي إلى هجوم إسرائيلي استهدف مواقع نووية إيرانية.

تداعيات على الأمن البحري والتجارة العالمية

يُعد البحر الأحمر أحد أهم الممرات البحرية العالمية، حيث يمر عبره نحو 12% من حجم التجارة العالمية، وتشكل أي هجمات جديدة تهديدًا مباشرًا لسلاسل الإمداد العالمية، ما قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن وارتفاع أسعار السلع، وسط مخاوف من عودة حالة عدم الاستقرار في الممر الملاحي الحيوي بعد الهدوء النسبي في الأشهر الماضية.

وتراقب شركات الشحن العالمية والجهات الأمنية التطورات الأخيرة عن كثب، في ظل المخاوف من تصاعد الهجمات المسلحة، التي قد تعيد الأوضاع إلى مربع الأزمة من جديد وتؤثر على الأمن البحري في المنطقة بأكملها.