نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الأحد، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مناطق مختلفة في لبنان، شملت الشمال والجنوب والشرق، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية والاستطلاعية في الأجواء اللبنانية، ما يعكس تصعيداً جديداً في التوتر القائم على الحدود.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن إحدى الغارات استهدفت مرتفعات بلدة فلاوى، الواقعة قرب بلدة بوداي غربي مدينة بعلبك في البقاع الشرقي. وتزامن هذا القصف مع غارة أخرى استهدفت بلدة كفر ملكي الواقعة في قضاء عكار شمالي لبنان، دون الإبلاغ عن وقوع ضحايا أو تحديد حجم الأضرار حتى لحظة نشر الخبر.
وفي الجنوب اللبناني، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارة على بلدة كفر ملكي الواقعة في منطقة إقليم التفاح، أعقبتها غارة على بلدة أرزي، بالإضافة إلى قصف جوي طال منطقة تمتد بين بلدات عين قانا وصربا وحومين الفوقا ضمن نطاق إقليم التفاح كذلك. وترافقت الغارات مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية في أجواء القطاعين الغربي والأوسط من الجنوب اللبناني.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوتر الحدودي رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي بعد جولة من المواجهات العنيفة بين إسرائيل وحزب الله، بدأت فعلياً في سبتمبر وتحولت إلى مواجهة مفتوحة. ورغم الاتفاق، فإن الغارات الإسرائيلية لم تتوقف، حيث تبرر إسرائيل عملياتها بأنها تستهدف مواقع لحزب الله أو عناصر تابعة له.
وكان الاتفاق قد نصّ على انسحاب عناصر حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من الحدود، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل). كما تضمّن الاتفاق انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي تقدمت إليها خلال النزاع، غير أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بخمسة مواقع استراتيجية في الجنوب، تطالب الدولة اللبنانية بانسحابها الكامل منها.
ومن المنتظر أن يصل إلى بيروت يوم الاثنين توماس براك، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والسفير الأميركي لدى تركيا، في زيارة تحمل في طياتها ملفات حساسة، أبرزها ما وصفته مصادر دبلوماسية بأنه "طلب رسمي من الإدارة الأميركية" بضرورة التزام لبنان بنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري، وهو الملف الذي سبق أن طرحه براك على المسؤولين اللبنانيين في زيارة سابقة، مما يعيد إلى الواجهة الضغوط الدولية المتزايدة على الحكومة اللبنانية لإعادة النظر في توازن القوى داخل البلاد.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :