سلّم النادي الأهلي الظهير التونسي علي معلول مبلغ 13 مليون جنيه مصري (ما يعادل 250 ألف دولار) خلال الأسبوع الأول من يوليو 2025، منهياً بذلك علاقته التعاقدية رسمياً بعد تسع سنوات قضاها اللاعب بين صفوف الفريق الأحمر.
جاءت هذه الدفعة ضمن التزام إدارة النادي بسداد جميع مستحقات اللاعبين المنتهية عقودهم قبل انطلاق الموسم الجديد، مع إشارة خاصة إلى أن معلول يتمتع بوضع استثنائي كأكثر لاعب أجنبي إخلاصاً في تاريخ النادي وفق تصريحات مسئولين بالأهلي.
مسيرة على معلول مع الأهلي
انطلق مسار معلول مع الأهلي عام 2016 قادماً من نادي الصفاقسي التونسي، ليرسم خلال تسعة مواسم سجلاً استثنائياً يصعب تكراره.
شارك اللاعب في 292 مباراة رسمية سجل خلالها 53 هدفاً وصنع 85 آخراً، محطماً بذلك رقم المشاركات للأجانب في القلعة الحمراء.
و توج مسيرته بحصاد 22 لقباً تشمل سبع بطولات للدوري المصري، وأربع كؤوس مصر، وخمس كؤوس سوبر محلية، وأربعة ألقاب بدوري أبطال أفريقيا، بالإضافة إلى لقبين بالكأس السوبر الأفريقي وثلاث ميداليات برونزية في كأس العالم للأندية. تميز معلول بتسجيله التاريخي كأول ظهير أيسر يتوج هدافاً لكأس العالم للأندية عام 2024، وثالث أجنبي يقود الفريق كقائد بعد كل من مروان كنفاني وعبد المنعم حسين.
كيف غادر على معلول القلعة الحمراء؟
جاء قرار إنهاء العقد في 31 مايو 2025 مصحوباً ببيان رسمي أشاد بـ"الانضباط المهني والإخلاص الاستثنائي" للاعب، مؤكداً أن أبواب النادي ستظل مفتوحة له لشغل مناصب فنية أو إدارية مستقبلية.
و كشفت مصادر مقربة من غرفة الملابس عن لحظات مؤثرة عاشها اللاعب بعد مباراة تتويج الفريق بالدوري، حيث انهار باكياً إدراكاً لنهاية مشواره مع الفريق.
و تجسد الوداع الجماهيري في مباراة فاركو الأخيرة، حين صنع معلول هدفاً ورددت المدرجات هتافات "يا معلول" بصوت لم يسبق أن حظي به أي لاعب أجنبي في تاريخ النادي.
تحديات ما قبل الرحيل
واجه معلول صعوبات في موسمه الأخير، منها إصابة في وتر أخيل أبعدته عن الملاعب قرابة العام، وخلافات حول تجديد عقده. في مايو 2025، فيما تداولت أنباء عن رغبته في الرحيل قبل كأس العالم للأندية، كما أثار وكيل اللاعب انزعاجه من "تجاهل" إدارة الأهلي لمناقشة مستقبله، قبل أن يتدخل مجلس الإدارة لحل الأزمة مؤقتاً.
إلى أين يتجه على معلول؟
تتجه أنظار معلول حالياً نحو خيارين أساسيين بعد رفضه اللعب لأي ناد مصري تجنباً لمواجهة جماهير الأهلي.
و تجري مفاوضات مكثفة مع نادي الصفاقسي التونسي (ناديه السابق) لعودة دراماتيكية إلى الدوري المحلي، بينما تنتظره عروض مالية مغرية من أندية سعودية وقطرية في حال عدم اكتمال الصفقة التونسية. تبقى عودة اللاعب مستقبلاً ككادر فني أو إداري للأهلي احتمالاً قائماً، خاصة بعد تصريحات رسمية تؤكد أنه "سيظل جزءاً من العائلة الأهلوية".