آتت الإصلاحات التي نفّذها قطاع النفط في نيجيريا ثمارها عبر زيادة الإيرادات المتحققة بوساطة لجنة تنظيم صناعة النفط إن يو بي آر سي (NUPRC) في عام 2024.
وحقّق قطاع النفط والغاز النيجيري طفرةً استثماريةً ملحوظةً مؤخرًا؛ إذ تمكّن من جذب مستثمرين جدد، بفضل قانون صناعة النفط الصادر في عام 2021، والذي عزز بقوة ثقة القطاع، وأتاح بياناتٍ جيولوجيةً وفنية عالية الجودة.
ووفق تقديرات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ارتفع حجم الاحتياطي والإنتاج، وزاد عدد منصات الحفر من 8 منصات في عام 2021 إلى 36 منصة حاليًا، مع توقعات بأن تبلغ 50 منصة بحلول نهاية العام.
وتبلغ احتياطيات النفط في نيجيريا 37.28 مليار برميل من النفط الخام، كما تمتلك البلاد احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي تلامس 210.54 تريليونات قدم مكعبة، وهي الأكبر في أفريقيا.
وتخطط نيجيريا، وهي أكبر مُنتِج للنفط في أفريقيا، لإنتاج 3 ملايين برميل يوميًا (يقل الإنتاج عن مليوني برميل يوميًا حاليًا)، وفق مسؤولين حكوميين، غير أنهم لم يحددوا موعد تحقيق هذا الهدف.
زيادة في الإيرادات
حقّقت إصلاحات النفط في نيجيريا فوائد متعددة للبلد الواقع غرب أفريقيا، خلال الوقت الذي سجّلت فيه "إن يو بي آر سي" إيراداتٍ قياسيةً بقيمة 12.2 تريليون نايرا (7.9 مليارات دولار) في عام 2024.
* (النايرا النيجيرية = 0.00065 دولارًا أميركيًا).
وتُعد تلك أعلى إيرادات على الإطلاق تسجلها "إن يو بي آر سي"، وهي تمثل زيادة نسبتها 183.7% مقارنةً بنظيرتها المسجلة في عام 2023 والبالغة 4.3 تريليون نايرا (3 مليارات دولار).
وأظهرت تحليلات البيانات المالية أن الإيرادات المتحققة داخليًا بوساطة "إن يو بي آر سي" التي يترأسها غبنغا كومولافي قد ارتفعت إلى 1.6 مليار نايرا خلال المدة المذكورة.
وبلغت تكلفة تحصيل الإيرادات في أثناء مدة المراجعة 271 مليار نايرا، مقارنةً بـ114.8 مليارات نايرا في عام 2023.
ويشمل مصطلح "تكلفة تحصيل الإيرادات" كل النفقات والمصروفات التي تتكبدها الشركة لتحقيق الإيرادات، بما في ذلك تكاليف الإنتاج والتسويق والمبيعات والتوزيع، بل حتى تكاليف الإدارة والتمويل.
ولامست النفقات العامة 85.8 مليار نايرا؛ ما يمثل 44.9% من الإنفاق، في حين شكّلت تكاليف العاملين 33.10% من جملة الإنفاق، مسجلةً 63.2 مليار نايرا.
كما بلغ الإنفاق الرأسمالي 41.9 مليار نايرا؛ ما يمثل 21.9% من الإنفاق، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

732 حادثة بيئية
وفق أرقام لجنة تنظيم صناعة النفط النيجيرية، رصدت السلطات 732 حادثة بيئية في العام الخاضع للمراجعة.
وتنوّعت تلك الحوادث بين الانفجارات، والتآكل، وتعطل المعدات وظيفيًا، والأحداث غير المبررة أو "الغامضة"، والحوادث الطبيعية، وأخطاء التشغيل والصيانة، والتخريب، من بين أخرى كثيرة.
وبخصوص إمدادات الغاز، التزم قطاع النفط والغاز بتلبية 77% فقط في المتوسط من إجمالي التزامات تسليم الغاز المنزلي اليومي، حسب التقرير الذي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وألقى التقرير باللائمة على عوامل متعددة في هذا الأداء الهزيل؛ بما في ذلك البنية التحتية للغاز غير الكافية وغياب الربط ومشكلات ضغط نقل الغاز، والمشترين غير الموثوق بهم ممن أخفقوا في استهلاك الكميات المخصصة لهم، إلى جانب قيود مخزون الغاز، والقيود على البنية التحتية للكهرباء المستمدة من الشبكة، وتحديات الأمان الملحة.
وبالمثل قالت لجنة تنظيم صناعة النفط النيجيرية إن بعض المنتجين قدموا خطاباتٍ رسميةً يطلبون فيها إعفاءات أو يشرحون فيها عدم قدرتهم على تلبية إمدادات النفط المطلوبة محليًا.

لجنة متخصصة
أسست نيجيريا لجنةً متخصصة لحل القضايا المتعلقة بإمدادات النفط الموجهة إلى المصافي المحلية، بحسب التقرير.
وتتألف اللجنة من ممثلين من لجنة تنظيم صناعة النفط النيجيرية إلى جانب قسم تجارة منتجي النفط أو بي تي إس (OPTS)، ومجموعة منتجي النفط المستقلين آي بي بي جي (IPPG)، ورابطة مالكي مصافي النفط الخام في نيجيريا سي أو آر إيه إن (CORAN).
وتتولّى اللجنة مهام وضع إطار شامل لتنفيذ سياسات التزامات إمدادات الخام المحلية دي سي إس أو (DCSO)، إلى جانب مواجهة التحديات المستمرة التي تواجه الإمدادات المحلية الموجهة إلى المصافي.
ورغم التحديات؛ فقد قالت لجنة تنظيم صناعة النفط النيجيرية إنها استمرت في تخصيص النفط الخام للمصافي المحلية، وضمان الشفافية عبر نشر البيانات ذات الصلة على موقعها الإلكتروني.
ولا يزال إنتاج النفط في نيجيريا يصطدم بتحديات عصيبة؛ بما في ذلك السرقة والتخريب على نطاق واسع، أدت إلى تراجع إنتاج الخام وصادراته، وأضرت بالاقتصاد والعائدات المالية، رغم إقرار قانون صتاعة النفط قبل 4 سنوات، لتخفيف عدم اليقين التنظيمي وجذب الاستثمارات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- مظاهر إصلاحات قطاع النفط في نيجيريا من موقع "ذا ويستلر".
- احتياطيات النفط في نيجيريا من موقع "ذيس داي".