محاضرات وتدريبات ميدانية تُخرج جيلًا إعلاميًا واعيًا بمخاطر الشائعات والأفكار الغير سوية وسبل مواجهتها
طلاب الإعلام بالجامعات والمعاهد المصرية يطبقون مهاراتهم داخل استوديوهات مدينة الثقافة والعلوم في ختام "صُنّاع التأثير"
في ختام رحلة تدريبية حافلة بالإبداع والتأثير، أسدل الستار على فعاليات اليوم الأخير من البرنامج التدريبي "صُنّاع التأثير"، والذي جاء تتويجًا لسلسلة من اللقاءات والمحاضرات وورش العمل التي استهدفت تمكين طلاب الإعلام بالجامعات والمعاهد المصرية من أدوات العصر الرقمي، وصقل مهاراتهم العملية والنظرية في بيئة تطبيقية واقعية.
وقد تميّز هذا اليوم الختامي بزيارة ميدانية إلى استوديوهات مدينة الثقافة والعلوم، حيث أُتيحت الفرصة للطلاب المشاركين لتطبيق أفكارهم وتنفيذ مشروعاتهم الإعلامية بشكل مباشر داخل الاستوديوهات، في تجربة فريدة جمعت بين التعليم والممارسة والتقييم في آنٍ واحد.
افتتحت فعاليات اليوم بمحاضرة مكثفة بعنوان "الإعلام الأخلاقي ونظريات مواجهة الشائعات"، ألقاها الدكتور محمد رضا، عميد المعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال بمدينة الثقافة والعلوم، بحضور اللواء ناصر رضا، أمين عام مدينة الثقافة والعلوم، والدكتور حاتم ربيع، المستشار العلمي والأكاديمي للمدينة.
وقد تناولت المحاضرة مفهوم الأخلاق التطبيقية في الإعلام، ودور الشباب في بناء وعي مجتمعي قادر على التمييز بين المعلومات الموثوقة والمضللة، في ظل تسارع التحول الرقمي بمصر، حيث أظهرت البيانات أن أكثر من 80 مليون مواطن يستخدمون الإنترنت، من بينهم نحو 45 مليونًا نشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يستدعي يقظة إعلامية ومعرفية متزايدة، خاصة في مواجهة ظاهرة "الإغراق المعلوماتي" التي تستخدم كأداة لإرباك الرأي العام وإعاقة عملية اتخاذ القرار، سواء على مستوى المواطن أو صانع القرار.
كما شدد المتحدثون خلال اللقاء على أهمية تنمية الحس النقدي لدى الإعلاميين الشباب وتعزيز وعيهم الرقمي في ظل ما يشهده العالم من تحديات مرتبطة بتزييف الحقائق وتداول المعلومات المضللة، مثمنين الدور الذي تقوم به الدولة في إعداد جيل من قادة الرأي العام يتمتع بقدر عالٍ من المسؤولية والقدرة على التأثير الإيجابي.
وانطلقت بعدها المرحلة التطبيقية من البرنامج داخل استوديوهات مدينة الثقافة والعلوم، تحت إشراف الدكتورة رنا مصطفى، المشرف على قسم الإذاعة والتليفزيون بالمعهد العالي للإعلام، وشارك في التقييم والتدريب كل من الإعلامي أحمد بدر الدين من إذاعة الشرق الأوسط، والدكتور أحمد علوي، والدكتور هشام البرتقالي، والدكتورة مها أبو خليل. وقد أتيحت للطلاب الفرصة لتقديم نماذج من إنتاجهم الإعلامي، والتي تعكس مستوى النضج والتمكن الذي اكتسبوه خلال فترة التدريب، وذلك قبل انطلاق الجلسة الختامية للبرنامج.
واختتمت الفعاليات بجلسة ختامية مؤثرة شملت عرضًا لأبرز المشروعات الطلابية، وتكريمًا للمشاركين في أجواء امتزجت بالفخر والاعتزاز. وألقى الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابيه، ومدير معهد إعداد القادة، كلمة أكد فيها أن هؤلاء الشباب هم "صُنّاع التأثير" في الحاضر والمستقبل، مشيرًا إلى أن البرنامج لم يكن مجرد تدريب، بل تجربة متكاملة تستهدف بناء الشخصية الإعلامية المتكاملة.
وأوصى همام المشاركين بضرورة الاستمرار في تطوير مهاراتهم، والانفتاح على أدوات الإعلام الجديد، والمساهمة بفاعلية في تشكيل وعي المجتمع، مشددًا على أن الإعلام ليس فقط وسيلة لنقل الحدث، بل مسؤولية وطنية لبناء وطن مستنير وواعٍ.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.