الخميس 03 يوليو 2025 | 08:55 مساءً
بعد مرور قرابة ستة أشهر على ولايته الثانية في البيت الأبيض، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ترك بصمته على أجزاء من سوق العمل في الولايات المتحدة من خلال تبنيه لسياسات صارمة، شملت تشديد الإجراءات ضد الهجرة وتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية.
إعادة تشكيل سوق العمل الأمريكي
مع ذلك، لا تزال هناك بعض الجوانب التي لم تظهر بعد مؤشرات واضحة على تحقيق أهداف ترامب فيها، لا سيما فيما يخص إعادة انتعاش تشغيل العمالة في قطاع التصنيع، الذي مثّل أحد أبرز أهداف سياساته الجمركية الصارمة على الواردات من الشركاء التجاريين الأجانب، وفي ظل هذه السياسات ظل نطاق التوظيف بشكل عام محدودًا، بما يعكس استمرار حالة عدم اليقين لدى الشركات حول التوقعات المستقبلية وسط المشهد السياسي الذي أعاد ترامب تشكيله.
العمال الفيدراليون
شهدت القوى العاملة في الحكومة الفيدرالية الأمريكية – باستثناء موظفي الخدمة البريدية – تراجعًا جديدًا في يونيو، ليُشرف ترامب على أكبر خفض صافي للقوى العاملة الفيدرالية في أشهره الأولى مقارنة بأي رئيس أمريكي منذ عهد دوايت د. أيزنهاور، فقد أُضيف الانخفاض المسجل في يونيو، والبالغ 8100 وظيفة فيدرالية، إلى حصيلة التخفيضات ليبلغ إجمالي التخفيضات نحو 60 ألف وظيفة منذ بداية ولايته الثانية، متجاوزًا بذلك الرقم الذي سجله الجمهوري رونالد ريجان، الذي خفّض عدد الوظائف الفيدرالية بنحو 55 ألف وظيفة خلال الأشهر الأولى من رئاسته عام 1981.
ومن المرجّح أن يتواصل هذا التراجع مع حلول أواخر الصيف، حين يترك عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين الذين قبلوا عرض الاستقالة المؤجلة من إدارة ترامب مناصبهم رسميًا.
الهجرة إلى أمريكا
أما على صعيد الهجرة، فقد صعّد ترامب من حملاته ضد المهاجرين غير الشرعيين، وألغى الوضع القانوني لآلاف آخرين، إلى جانب تقليص تدفق الأجانب المسموح لهم بالعمل داخل الولايات المتحدة. وقد أسهمت هذه الإجراءات في عكس المسار الذي اتبعه سلفه الديمقراطي جو بايدن، الذي شهدت سنوات حكمه مساهمة العمال المولودين في الخارج بنصيب يقارب أو يزيد أحيانًا عن مساهمة العمال المولودين داخل البلاد في نمو التوظيف الكلي وقوة العمل، ومنذ فبراير وحتى يونيو، جاء كل النمو في معدلات التوظيف تقريبًا من نصيب العمال المولودين داخل الولايات المتحدة، حيث ارتفع عددهم بنحو 2.1 مليون وظيفة، في حين تراجع التوظيف بين المولودين في الخارج بأكثر من نصف مليون وظيفة، ليسجل هذا التراجع أكبر انخفاض للتوظيف بين المهاجرين خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو منذ العام الأول على الأقل لرئاسة الديمقراطي باراك أوباما.
عمل المصانع
كان ترامب قد جعل من إحياء التوظيف في قطاع التصنيع هدفًا سياسيًا رئيسيًا عند فرضه تعريفات جمركية على البضائع المستوردة، بهدف إعادة جذب خطوط الإنتاج إلى الداخل الأمريكي بعد عقود من نقلها إلى دول مثل الصين والمكسيك. وقد شهد القطاع انتعاشًا متواضعًا خلال ولاية ترامب الأولى، وعاد للنمو لفترة وجيزة عقب جائحة كوفيد-19، لكنه منذ أكثر من عامين لم يُظهر أي تحسن ملحوظ، إذ تراجع عدد الوظائف في المصانع بواقع 5000 وظيفة منذ بداية يناير، كما هبط عدد الوظائف الصناعية في يونيو وحده بنحو 7 آلاف وظيفة، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر، وليكون التوظيف في قطاع التصنيع عند أدنى مستوياته تقريبًا منذ ثلاث سنوات.
نطاق التوظيف
بينما أضاف الاقتصاد الأمريكي 147 ألف وظيفة جديدة في يونيو، جاءت هذه الزيادة مدفوعة بقطاعات محدودة نسبيًا، تصدرتها الوظائف الحكومية – ولا سيما في قطاع التعليم – تليها وظائف الرعاية الصحية، فيما شهد التوظيف في القطاع الخاص أضعف مكاسب له منذ أكتوبر، بما يتفق مع نتائج استطلاعات الأعمال التي تشير إلى استمرار حالة من عدم اليقين بشأن تأثير سياسات ترامب، لاسيما سياساته الجمركية.
وأظهر مؤشر الانتشار الصادر عن مكتب إحصاءات العمل – الذي يقيس اتساع نطاق التوظيف عبر 250 صناعة – تراجعًا إلى أقل من 50 نقطة للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، في إشارة إلى أن عدد الصناعات التي قلصت التوظيف تجاوز عدد الصناعات التي زادت التوظيف، ويظل متوسط نطاق التوظيف خلال الاثني عشر شهرًا الماضية الأضيق منذ أغسطس 2020، وهو الأدنى لأي شهر من أشهر رئاسة ترامب – باستثناء الفترة المبكرة من جائحة كورونا – منذ ولايته الأولى.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.