الاربعاء 02 يوليو 2025 | 10:08 مساءً

أسعار المشروبات السكرية والكحول
تدفع منظمة الصحة العالمية الحكومات حول العالم لاعتماد زيادات ضريبية كبيرة تستهدف المشروبات السكرية ومنتجات الكحول والتبغ، تصل إلى رفع أسعارها بنسبة 50% خلال السنوات العشر المقبلة، في خطوة وصفت بأنها أقوى موقف للمنظمة حتى الآن لدعم الضرائب كأداة لمعالجة الأعباء الصحية المزمنة.
أسعار المشروبات السكرية والكحول والتبغ
قالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إن فرض هذه الزيادات من شأنه أن يقلص استهلاك المنتجات المرتبطة بأمراض خطيرة مثل السكري وأنواع من السرطان، إلى جانب توفير موارد مالية إضافية للحكومات، خاصة في ظل تضاؤل مساعدات التنمية وارتفاع مستويات الدين العام.
وأكد جيريمي فارار، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض: «الضرائب الصحية واحدة من أكثر الأدوات فاعلية لدينا»، داعيًا الدول إلى التحرك الجاد والفوري.
وأطلقت المنظمة حملتها الجديدة تحت عنوان «3 في 35» خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتمويل التنمية في إشبيلية، حيث أوضحت أن تحقيق هدفها قد يوفر تريليون دولار من العائدات بحلول عام 2035، استنادًا إلى تجارب ناجحة لفرض الضرائب الصحية في دول مثل كولومبيا وجنوب أفريقيا.
زيادة الضرائب على منتجات التبغ
رغم أن منظمة الصحة العالمية ظلت لعقود تدعو لزيادة الضرائب على منتجات التبغ، وتوسعت مؤخرًا لدعم فرض ضرائب مماثلة على الكحول والمشروبات السكرية، فإنها للمرة الأولى تحدد هدفًا واضحًا لزيادة أسعار جميع هذه المنتجات الثلاثة بنسب محددة.
وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن الضرائب يمكن أن تساعد الحكومات على التكيف مع الواقع الجديد وتعزيز الأنظمة الصحية من خلال الإيرادات المتأتية منها.
وتواجه بلدان عدة، خصوصًا ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ضغوطًا مالية متزايدة مع تقليص بعض الدول الكبرى - وعلى رأسها الولايات المتحدة - للإنفاق الموجه للمساعدات، في حين تغيب واشنطن عن مؤتمر إشبيلية وتستعد للانسحاب من منظمة الصحة العالمية.
ووفقًا للخبير الاقتصادي في المنظمة جييرمو ساندوفال، فإن المبادرة تعني مثلًا أن دولة متوسطة الدخل سترفع الضرائب تدريجيًا بحيث يرتفع سعر المنتج من أربعة دولارات حاليًا إلى عشرة دولارات بحلول عام 2035، مع احتساب أثر التضخم.
وأشارت المنظمة إلى أن نحو 140 دولة كانت قد رفعت الضرائب على التبغ بين عامي 2012 و2022، ما أدى إلى زيادة متوسط الأسعار بنسبة تفوق 50%، وهو ما يشجع على تعميم التجربة على بقية المنتجات الضارة بالصحة.
وكشف ساندوفال أن المنظمة تدرس أيضًا توصيات ضريبية جديدة قد تشمل الأغذية فائقة المعالجة، فور انتهاء الوكالة من صياغة تعريفها العلمي لهذا النوع من الأغذية خلال الأشهر المقبلة، متوقعًا في المقابل مواجهة مقاومة من الصناعات المعنية.
وتحظى مبادرة «3 في 35» بدعم مؤسسة بلومبرج الخيرية والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، التي ستساند الحكومات الراغبة في تطبيق الضرائب الصحية وخفض معدلات الأمراض المزمنة.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.