في مثل هذا اليوم، تمر ست سنوات كاملة على رحيل أحد أبرز رموز الفن المصري، الدكتور عزت أبو عوف، الذي غادر عالمنا في الأول من يوليو عام 2019، تاركًا خلفه مسيرة فنية وإنسانية استمرت لنحو نصف قرن، تنقّل خلالها بين الموسيقى والتمثيل، وبين الكواليس ودعم المواهب الصاعدة.
لم يكن عزت أبو عوف مجرد فنان متعدد المواهب، بل كان حالة فريدة في الوسط الفني؛ جمع بين الرقي الإنساني والحضور الفني الطاغي.
تألق في بداياته كعضو رئيسي في فرقة "فور إم" التي أسسها مع شقيقاته، قبل أن يشق طريقه إلى عالم التمثيل، ويتحول إلى أحد أبرز نجوم الشاشة بأدواره التي مزجت بين الكوميديا والدراما برشاقة وتمكن.
لكن أكثر ما يميز مشواره هو دعمه الصادق والدائم للجيل الجديد من الفنانين، حيث فتح أبو عوف أبوابه وموهبته وخبرته لكل من طرق بابه من أبرز من دعمهم في بداية مشوارهم، كان النجم عمرو دياب، رغم أن بداية العلاقة بينهما لم تكن سلسة.
في لقاء تلفزيوني نادر، كشف أبو عوف أنه لم يكن مقتنعًا بصوت عمرو دياب في البداية، وفضّل حينها التعاون مع محمد فؤاد، قائلاً: "قلت له أنا بشتغل مع فؤاد ومش هينفع.. وكنت غلطان.. وبندم على كل كلمة قلتها". لكن الزمن أثبت العكس، وسرعان ما تحولت علاقتهما إلى صداقة قوية وعمل فني مشترك لا يُنسى.
كانت البداية الحقيقية لتعاونهما الفني في فيلم "آيس كريم في جليم" عام 1992، الذي يُعد من علامات السينما الشبابية، حيث قدّم أبو عوف شخصية "أدهم السلحدار" رجل الأعمال الذي كان سببًا في فشل قصة حب البطل. هذا الفيلم لم يكن مجرد تجربة سينمائية، بل نقطة انطلاق لصداقة طويلة جمعت بينهما.
وفي عام 1995، شارك أبو عوف في كليب أغنية "راجعين" لعمرو دياب، حيث ظهر يعزف على البيانو في مشهد أيقوني، وسط نخبة من النجوم مثل طلعت زين، حسين الإمام، علاء ولي الدين، وغادة عادل في بداياتها الفنية. الأغنية من كلمات مدحت العدل وألحان رياض الهمشري، ووزعها موسيقيًا طارق مدكور، بينما تولى الإخراج طارق العريان.
تواصلت العلاقة بين النجمين لتصل إلى البرنامج الوثائقي "الحلم"، الذي قدم فيه أبو عوف دور الراوي، معلقًا بصوته الدافئ على محطات مهمة من حياة الهضبة، في سلسلة وثقت أكثر من 40 عامًا من مشوار دياب الفني، بمشاركة كوكبة من الشعراء والملحنين والمنتجين والإعلاميين.
قبل أيام قليلة من رحيله، شارك أبو عوف الهضبة في إعلان شهير لإحدى شركات الاتصالات، ظهرا فيه معًا في مشهد يعيد إلى الأذهان ذكريات كليب "راجعين" بعد مرور ربع قرن على عرضه، ليكون ذلك الظهور الأخير لأبو عوف أمام الجمهور، في لفتة وداعية مؤثرة دون أن يدرك أحد.
وفي الأول من يوليو 2019، أسدل الستار على حياة الدكتور عزت أبو عوف، الإنسان والفنان والموسيقار، بعد أن قدم إرثًا فنيًا ثريًا سيظل محفورًا في الذاكرة الفنية المصرية والعربية.
وفي أول حفل فني له بعد رحيله، وقف عمرو دياب على المسرح ليهدي ألبومه "سهران" إلى روح صديقه الراحل، قائلاً: "ده أقل حاجة ممكن أقدمها لروح إنسان علّمني كتير وكان دايمًا جنبي".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
