
تستعد فرقة “مسرح موود” لتقديم مسرحية بعنوان “كونطراست”؛ وهي من تأليف الكاتب والسيناريست رشيد صفر، وإخراج الفنان عبدو الشامي، بمشاركة ثلة من الوجوه الشابة.
وأوضحت معطيات حول المسرحية أن “هذا العمل تتقاطع فيه السخرية بالجدّ، وتشتبك فيه القيم الأسرية بقضايا الأرض، ضمن توليفة فنية تستحضر تقنيات الباروديا وتُراهن على كوميديا الموقف”.
وأضافت المصادر ذاتها أن المسرحية تحكي قصة “نرجس”، فتاة شابة تجد نفسها في صراع مع شقيقها “ربيع” الذي يخطط، إلى جانب البستاني “الراضي”، لإفلاس مشتل والدهما المتوفى “نافع”، لبيع قطعة أرضية تحتضن النباتات والزهور بحثا عن الربح السريع؛ لكن الأرض في هذا النص ليست مجرد مجال، بل إنها رمز للأصالة والذاكرة والانتماء.. ووسط التناقضات بين منطق السوق ومنطق العاطفة، تنبثق شخصية “نرجس” بوصفها قوة نسوية مقاومة، تُدافع عن الحديقة كفضاء أخضر وكهوية عائلية وروحية.
الكاتب رشيد صفر، الذي يشغل أيضا مهمة مدير فرقة “مسرح موود”، قال في تصريح صحافي إن “كونطراست هي فرجة مسرحية ومشروع تأسيسي لتجربة فنية تُعيد الاعتبار للمضمون وترفض التسطيح. وقد اخترنا المرأة كفاعل مركزي والبيئة كرهان وجودي. كما أننا نشتغل على الشكل بحذر؛ لكننا نشتغل على المعنى بكثافة، ضد منطق الوفاء حين يتحوّل إلى صكّ ابتزاز عاطفي، وضد منطق الربح حين يُفرّغ الأرض من قيمتها”.
من جهته، أكد المخرج عبدو الشامي أن “كونطراست تعتمد على المزج بين الباروديا وكوميديا الموقف، مع توجيه الاشتغال الركحي، عبر خلق ديناميات جديدة في التفاعل مع المتلقي”.
وقال الشامي: “نريد أن نقدم فرجة كوميدية، نعم، لكن خلف كل ضحكة سؤال، وقد اشتغلنا على مفارقات الزمن، وعلى سخرية الطمع، وعلى عبثية الصراع داخل الأسرة”، مشددا على أن “أسلوب الإخراج في العرض المسرحي ‘كونطراست’ هو محاولة لرؤية صراع اجتماعي عائلي من خلال مرآة كوميدية”.
يشار إلى أن فرقة “مسرح موود” اعتمدت على “إشراك وجوه شابة في تشخيص أدوار المسرحية، في إشارة إلى رغبة الفرقة في تجديد الدماء المسرحية، وإتاحة الفضاء أمام الطاقات الجديدة”؛ فيما تهدف فرقة مسرح موود، من خلال “كونطراست”، إلى “إعادة الاعتبار للمسرح بوصفه مرآة اجتماعية ومختبرا رمزيا، لا يكتفي بالتسلية، بل يتحدّى المسلمات ويفضح هشاشة العلاقات الإنسانية حين تُختبر بالمصلحة”.