أكد أحمد محارم، المحلل السياسي أن الولايات المتحدة أدركت، بعد 12 يوما من التصعيد العسكري غير المبرر وغير المتوقع بين طهران وتل أبيب، أن من الأفضل إنهاء الجولة الحالية من الصراع، بعد أن ثبت لها أن استمرار العمليات لن يحقق الأهداف المرجوة، لا سيما فيما يتعلق بالقضاء التام على البرنامج النووي الإيراني.
وقال محارم في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "وقف العمليات المفاجئ جاء وكأنه تصريح سياسي غير معلن من واشنطن على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن هذا هو الحد الأقصى الممكن تحقيقه في الوقت الراهن".
وأضاف: "الإدارة الأمريكية وصلت إلى قناعة بأنها فعلت ما في وسعها، لكنها ليست متأكدة إطلاقًا من تدمير البرنامج النووي الإيراني، بل إن أقصى ما يمكن قوله هو أن البرنامج قد يواجه بعض العراقيل أو التأجيل المؤقت".
وأشار المحلل إلى أن ما حدث في غزة اليوم يفترض أن يقرأ في السياق نفسه، مؤكدا أن ما جرى بين إسرائيل وإيران يمكن أن يمثل نموذجا لكيفية إنهاء الحرب في القطاع، خاصة بعد قرابة 18 شهرًا من العمليات العسكرية التي اقتربت من عامين.
وواصل: "رغم كل هذا الدمار الذي ألحقته إسرائيل بغزة، إلا أن الأسبوعين الأخيرين أظهرا تصاعدا لافتًا في قدرة المقاومة الفلسطينية على إيقاع خسائر وأضرار بالغة، وهو ما أعاد وجعا جديدا إلى قلب إسرائيل، كما حدث في مواجهة إيران".
وأوضح: "زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه بالرئيس ترامب قد تعكس محاولة أخيرة لإيجاد قدر من المواءمة السياسية التي تفضي إلى إنهاء هذه الحرب".
وأكمل: "الحرب على غزة لم تحقق أهدافها المعلنة، فإسرائيل لم تتمكن من القضاء على المقاومة الفلسطينية، ولم تنجز صفقة تبادل الأسرى، ولم تحسم معركة الوجود كما كانت تطمح كذلك، فإن الحرب التي حاول نتنياهو الهروب إليها ضد إيران لم تحقق نصرا حاسمًا، وبالتالي فإن مجمل ما فعلته إسرائيل لم يسفر إلا عن خسائر سياسية وميدانية".
واختتم: "رغم كل التضحيات الجسيمة التي قدمتها المقاومة الفلسطينية، إلا أن صمودها وفاعليتها الميدانية قد تقود في نهاية المطاف إلى وقف هذه الحرب".