السبت، 28 يونيو 2025 02:44 ص 6/28/2025 2:44:14 AM
قالت وزارة الأوقاف في منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي بعد الحادث الذي شهده الطريق الإقليمي صباح الجمعة والذي أودة بحياة 18 فتاة في ناس كتير بتتعامل مع السواقة كأنها حرية مطلقة، يمشي بسرعة، يقطع الإشارة، يتجاوز في أي وقت، وكأن الطريق بتاعه لوحده. وبعضهم فاكر إن السرعة شطارة، وإن اللي بيسوق على مهله "بيعطّل الدنيا". وفي وسط الزحمة دي، بننسى إن لحظة تهور ممكن تخلّي إنسان بريء مايرجعش بيته تاني، وإن استعراض القوة على الطريق ممكن يكون سبب في مأساة عمر كامل.
ومن أكتر التصرفات الخطيرة اللي بنشوفها كل يوم: قطع الإشارة بحجة "الإشارة فاضية"، أو "الطريق مافيش حد"، أو "مافيش ظابط واقف"، وكأن الالتزام بالقانون اختيار. ناسيين إن مخالفة الإشارة مش بس مخالفة مرورية، دي جريمة ممكن تقتل نفس، وربنا سبحانه وتعالى قال: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقال كمان: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}، والنبي ﷺ علّمنا إننا نكفّ الأذى ونراعي الناس، وقال: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".
المشكلة الأكبر إن فيه مفاهيم غلط مترسخة: اللي يقول "أنا سايق كويس ومليش دعوة بغيري"، أو "أنا حافظ الطريق"، ويمسك الموبايل وهو سايق. وده ناتج عن غياب الوعي بأن الطريق مش مجرد مساحة بنمشي فيها، ده ميثاق أمان بيننا كلنا، وأي خرق ليه ممكن يكون تمنه غالي جدًا. والالتزام مش خوف من العقوبة، ده التزام أخلاقي وديني، واحترام لحياة الناس.
القيادة الآمنة مش ضعف، ولا التزامك بالقانون معناه إنك مش فاهم أو مش جريء. بالعكس، دي شجاعة حقيقية، ووعي، وتحضّر. خليك قدوة في سواقتك، وسُوق كأنك شايل أرواح على كتفك، لأنك فعلًا كده. حياتك مش ملكك لوحدك، وحياة غيرك أمانة في رقبتك. وربنا يحفظنا جميعًا، ويجعلنا من الناس اللي لما تمشي في الدنيا تخلّيها أأمن وأطهر.