اشترت شركة توتال إنرجي الفرنسية حصة الأقلية في "المربع النفطي 53" الواقع قبالة سواحل سورينام، في خطوة جديدة نحو توسيع محفظتها من النفط والغاز قبالة سواحل البلد اللاتيني.
ويقع "المربع 53" إلى الشرق مباشرةً من "المربع 58"، الذي تديره الشركة بحصة أسهم نسبتها 40%، وفق خرائط بيانات النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وبموجب الصفقة، تلامس حصة توتال إنرجي في "المربع 53" 25%، اشترتها من شركة مويف (Moeve) الإسبانية للطاقة، بينما تمتلك شركة إيه بي إيه (APA) الأميركية -وهي مشغل المشروع- نسبة 45%، مقابل 30% لشركة بتروناس (Petronas) الماليزية.
ولامس حجم اكتشافات النفط والغاز في سورينام من الموارد التقليدية القابلة للاستخراج في الأحواض الحدودية نحو 2.23 مليار برميل نفط مكافئ خلال الأعوام الـ5 الممتدة من 2020 حتى 2024.
ويحلّ البلد الواقع في منطقة البحر الكاريبي في المرتبة الثانية عالميًا بين مناطق الاستكشاف بعد ناميبيا، التي تُقدّر اكتشافاتها التقليدية في المدة المذكورة بنحو 3.63 مليار برميل نفط مكافئ.
فرس رهان
يأتي استحواذ توتال إنرجي على حصة مويف في "المربع 53" في إطار رهان الشركة على اكتشافات النفط والغاز في سورينام، لا سيما في أحواض المياه العميقة والضحلة التي تتشابه خصائصها الجيولوجية مع أنشطة الجارة اللاتينية غايانا.
ومن شأن الصفقة أن تعزز مكانة توتال إنرجي في واحدة من أهم مناطق الاستكشاف النفطي في العالم؛ إذ تُعد الشركة في طليعة عمالقة الطاقة التي تنشط هناك، وفق ما ورد في بيان صادر عن الشركة الفرنسية اليوم الجمعة 27 يونيو/حزيران.
ومن المتوقع حفر ما لا يقل عن 10 آبار بحرية في سورينام خلال عامي 2025 و2026، بحسب تقرير سابق صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي،

حقل غران مورغو
يجاور "المربع 53" أعمال التطوير الجارية في حقل غران مورغو (Gran Morgu) التابع للشركة والبالغة قيمته 10.5 مليار دولار، الذي كان قد حصل على قرار الاستثمار النهائي في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتضع التقديرات إجمالي احتياطيات النفط القابلة للاستخراج من الحقل عند أكثر من 700 مليون برميل، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولم تتمكن سورينام بَعْد من إنتاج النفط والغاز، غير أن طموحاتها في تكرار السيناريو الناجح الذي حققته غايانا التي اكتشف فيها تحالف تقوده شركة إكسون موبيل الأميركية ما يزيد على 11 مليار برميل من النفط والغاز القابل للاستخراج.
ومن المتوقع دخول مشروع حقل نفط غران مورغو البالغة سعته 200 ألف برميل يوميًا، حيز التشغيل خلال النصف الأول من عام 2028، عبر سفينة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ بسعة إنتاجية تلامس 220 ألف برميل يوميًا.
"المربع 53"
قالت توتال إنرجي إن "المربع 53" يحتوي على اكتشاف نفط وغاز وهو باجا-1 (Baja-1) الذي كان قد تحقق في عام 2022، على أيدي شريكتها "إيه بي إيه" على حدود حقل غران مورغو.
ومن الممكن أن يسهم الكشف المذكور بتعزيز البنية التحتية المخططة للمشروع، وتعزيز السعة الإنتاجية لمشروع الشركة الحالي.
وقال نائب رئيس أنشطة الاستكشاف والإنتاج في الأميركيتين لدى توتال إنرجي، خافيير ريلو: "صفقة الاستحواذ على حصة في (المربع 53) قبالة سواحل سورينام تجلب موارد جديدة تساعد في تطوير مشروع نفط غران مورغو".
وأضاف ريلو: كما تُظهِر الصفقة كذلك كيفية استفادة توتال إنرجي من البنية التحتية لتطوير موارد إضافية بشكل مربح، وتعزيز السعة الإنتاجية للمربع المذكور؛ ما يعزز محفظة أصول الشركة قبالة سواحل سورينام".
وقالت شركة "إيه بي إيه" إن كشف "باجا-1" اشتمل على صافي نفط يعادل 112 قدمًا (34 مترًا)، عند حفره على عمق 17 ألفًا و356 قدمًا (5 آلاف و290 مترًا)، أسفل مستوى سطح البحر، وفق ما ورد في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولامس إنفاق توتال إنرجي أكثر من 1.4 مليار دولار على أنشطة استكشاف النفط في سورينام، وستكون وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة المخصصة لحقل نفط غران مورغو، إحدى أكبر الوحدات من نوعها في أسطول الشركة.
وكانت مويف، وهي ثاني أكبر شركة نفط في إسبانيا، قد باعت حصة نسبتها 70% في أصولها الخاصة بإنتاج النفط منذ عام 2022، في إطار خطة قيمتها 8 مليارات يورو (9.4 مليارات دولار)، تستهدف التحول إلى الأعمال منخفضة الكربون.
*(اليورو =1.17 دولارًا أميركيًا).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
صفقة استحواذ نفطي جديدة لشركة توتال إنرجي في سورينام من بيان منشور على موقع الشركة الرسمي.