أكد الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول وخبير أسواق الطاقة، أن إعلان وزارة البترول عن إضافة 60 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز إلى الشبكة القومية لا يجب أن ينظر إليه كخبر عابر، بل ينبغي التوقف أمام دلالاته العميقة وما يعكسه من تحولات في استراتيجية الوزارة.
وقال أبو العلا، في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة": "ما يحدث اليوم هو نتيجة لاستخلاص الدروس من التجربة السابقة، مشيرًا إلى أن الحكومة السابقة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي كانت قد عاشت حلم تصدير الغاز الطبيعي، قبل أن تصطدم بكابوس انخفاض الإنتاج واضطرارها إلى تطبيق خطط تخفيف الأحمال كحل وحيد للأزمة".
وأضاف: "هذا التراجع كان نتيجة خطأ استراتيجي جسيم، حيث أنه بعد إعلان اكتشاف حقل ظهر عام 2015 وبدء إنتاجه بكميات وفيرة في 2018، شعرت الحكومة بالاطمئنان وتوقفت عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكشاف حقول جديدة، على غرار ما حدث في عهد وزير البترول الأسبق المهندس شريف إسماعيل، الذي قاد جهود الاكتشاف في تلك الفترة".
وتابع: "لم يتم الإعلان عن تحقيق اكتشاف مشابه منذ 2015 حتى الأن رغم أن منطقة منطقة شرق البحر المتوسط، حيث يقع حقل ظهر، تزخر بثروات غازية تُقدر بنحو 120 تريليون قدم مكعب، وتغطي مساحة تقارب 83 ألف كيلومتر مربع، إلا أن المنطقة الاقتصادية المصرية تغطي جزءا فقط من تلك المساحة، مما يبرز أهمية الاستمرار في عمليات البحث والاستكشاف".
وذكر: "وزارة البترول بدأت بالفعل في تعديل استراتيجيتها، حيث أصبح الهدف الرئيسي الآن هو تحقيق اكتشافات متتالية وزيادة الإنتاج المحلي، باعتبار ذلك القاطرة الوحيدة التي يمكنها دفع صناعة البترول للأمام وتعويض الفاقد سواء بسبب الاستهلاك أو التصدير.
واختتم تصريحاته بالإشارة إلى الاجتماع الذي عقد يوم 16 يونيو الجاري بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور وزير البترول المهندس كريم بدوي، وعدد من كبار الإعلاميين والخبراء، والذي شدد خلاله الوزير على أهمية تكثيف الجهود لتحقيق اكتشافات جديدة تدعم أمن الطاقة المصري وتعيد وضع مصر كمركز إقليمي للطاقة.