نمو تركيب البطاريات يعزز قدرات أنظمة الكهرباء في أميركا

يُسهم النمو السريع لتركيب البطاريات في تعزيز قدرات أنظمة الكهرباء في أميركا، ويدعم استقرار الإمدادات في أوقات ذروة الطلب.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، تُسجل أحجام الكهرباء المخزنة بالبطاريات أرقامًا قياسية جديدة شهريًا تقريبًا.

بدوره، يدفع الانخفاض المُطّرد في التكاليف، إلى جانب ارتفاع مستويات كثافة الطاقة، شركات المرافق العامة إلى زيادة تركيب البطاريات، وغالبًا ما يتجاوز إنتاج تخزين البطاريات جميع مصادر الطاقة الأخرى في أوقات رئيسة في بعض أسواق الكهرباء.

وتُسهم البطاريات في استقرار شبكات الكهرباء من خلال المساعدة في التحكم بمستويات التردد والجهد، ومنع ازدياد الأحمال على الشبكة من خلال تخزين فائض إنتاج الطاقة الشمسية، ثم تفريغه خلال أوقات ذروة الاستهلاك.

الكهرباء في أميركا

حتى وقت قريب، أدت أنظمة البطاريات دورًا ضئيلًا في شبكات الكهرباء في أميركا، حيث ركزت شركات المرافق العامة بشكل أكبر على بناء القدرات من محطات الغاز الطبيعي ومزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر توليد الكهرباء الأخرى.

وفي عام 2020، كانت سعة الطاقة الشمسية ومزارع الرياح أكبر بـ 30 ضعفًا و74 ضعفًا من سعة البطاريات في نظام توليد الكهرباء الأميركي، وفقًا لبوابة بيانات الطاقة "كلين فيو" (Cleanview).

في المقابل، ساعد الانخفاض الكبير في تكلفة تركيب البطاريات -بنسبة تصل إلى 40% سنويًا منذ عام 2022، وفقًا لمستشاري الصناعة- على زيادة الإقبال في العديد من الأسواق الأميركية التي تضم مزارع طاقة شمسية كبيرة.

وبدءًا من أبريل/نيسان 2025، كانت سعة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الولايات المتحدة أكبر بنحو 5 أضعاف فقط من سعة البطاريات، وما تزال سعة البطاريات في ارتفاع مستمر.

تخزين الكهرباء

تستعمل شبكات المرافق العامة البطاريات لتخزين الكهرباء المولدة من مزارع الطاقة الشمسية خلال منتصف النهار -عندما يكون الطلب على النظام وأسعار الكهرباء عادةً في أدنى مستوياتها- ثم تُفرّغها عندما يرتفع الطلب والأسعار.

ويتيح الجمع بين الطاقة الشمسية والبطاريات للمرافق العامة تجنُّب الحاجة إلى خفض الإنتاج من جميع أنحاء شبكتها خلال مدة ذروة الطاقة الشمسية، والحصول على أسعار كهرباء إجمالية أعلى من خلال منع انخفاض الأسعار في منتصف النهار.

وبدءًا من أبريل/نيسان 2025، كان هناك ما يقلّ قليلًا عن 30 غيغاواط من سعة بطاريات المرافق العامة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لبوابة بيانات الطاقة "كلين فيو" Cleanview.

وكان الإجمالي أكثر من 28 غيغاواط مما كان موجودًا في عام 2020، ويقارَن بنمو الطاقة الشمسية البالغ 84,200 ميغاواط ونمو طاقة الرياح البالغ 37 غيغاواط خلال المدة نفسها.

ومنذ عام 2022، ركّبت المرافق العامة سعة بطاريات أكبر من سعة طاقة الرياح، ومن المقرر أن تستمر في إعطاء الأولوية لبناء أنظمة البطاريات.

سعة تخزين البطاريات

بدءًا من أبريل/نيسان الماضي، يوجد 19 ولاية أميركية تمتلك 100 ميغاواط أو أكثر من سعة تخزين البطاريات على نطاق المرافق.

وتُعدّ ولاية كاليفورنيا أكبر مُستعمِل لسعة تخزين البطاريات بفارق كبير، حيث تمتلك نحو 13 غيغاواط، أي ما يُقارب 42% من الإجمالي الوطني.

وفي الوقت نفسه، يُعدّ مُشغّل النظام المُستقل في كاليفورنيا "كايسو" (CAISO) أكبر مُستعمِل للبطاريات بين شبكات الكهرباء الرئيسة في الولايات المتحدة، ويستعمل البطاريات لتعظيم الاستفادة من أنظمته الشمسية وتأثيرها.

ويمتلك نظام "كايسو" نحو 21 غيغاواط من الطاقة الشمسية ونحو 12,400 ميغاواط من سعة البطاريات، وفقًا لهيئة الطاقة في كاليفورنيا.

وتتيح السعة الكبيرة للبطاريات لنظام "كايسو" استعمال البطاريات مصدرًا رئيسًا للكهرباء خلال أوقات ذروة الطلب، خصوصًا في ساعات المساء الباكرة، عندما ينخفض ​​إنتاج الطاقة الشمسية، ويزداد الطلب على الكهرباء في المنازل.

بين الساعة 07:00 و09:00 مساءً من يوم 19 يونيو/حزيران 2025، كانت البطاريات المصدر الرئيس للكهرباء في نظام "كايسو"، إذ شكّلت نحو 26% من إجمالي إمدادات الكهرباء خلال تلك المدة، وفقًا لبوابة الكهرباء "غريد ستاتوس".

وكان الغاز الطبيعي ثاني أكبر مصدر للطاقة في نظام "كايسو"، حيث شكّل نحو 23% من الإمدادات، تليه طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويُعدّ مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس "إركوت" (ERCOT) -وهو السوق الرئيسة للكهرباء في ولاية تكساس- من أحدث المتبنّين لأنظمة البطاريات، وفي عام 2024 أضاف سعة بطاريات أكبر من أيّ ولاية أخرى.

وبدءًا من أبريل/نيسان الماضي، بلغ إجمالي سعة البطاريات المُركّبة في ولاية تكساس نحو 8200 ميغاواط، ما ساعد على توفير ما بين 7% و8% من إجمالي كهرباء "إركوت" خلال مساء يوم 19 يونيو/حزيران 2025، وفقًا لبيانات بوابة الكهرباء "غريد ستاتوس".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..