يرتفع معدل استهلاك مكيفات الهواء للكهرباء بفعل ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن ظاهرة تغير المناخ، مع توقعات بارتفاع أكبر في غضون 10 أعوام مقبلة.
وبحسب تحليل اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سيتجاوز الطلب على الكهرباء من المكيفات نظيره من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي بفارق 400 تيراواط بحلول عام 2035.
وعلى نحو خاص، سيتركز الطلب على مكيفات الهواء في الدول النامية، وتحديدًا في جنوب وجنوب شرق آسيا مثل الهند وإندونيسيا بالإضافة إلى البرازيل والمكسيك ودول الشرق الأوسط.
وسيجلب ذلك النمو الهائل في استهلاك الكهرباء تحديات للشبكة "المرهقة" أصلًا، بما يتطلب زيادة القدرات ونطاق الوصول، فضلًا عن زيادة حصة الطاقة النظيفة على الوقود الأحفوري الملوث.
استهلاك مكيفات الهواء من الكهرباء
من المتوقع أن يتضاعف استهلاك مكيفات الهواء من الكهرباء عالميًا بحلول عام 2035 إلى 1.2 ألف تيراواط/ساعة، بالمقارنة بـ800 تيراواط لمراكز البيانات بحلول العام نفسه.
يعادل كل استهلاك دول الشرق الأوسط مجتمعة سنويًا من الكهرباء، وفق تحليل أجراه الكاتب المتخصص في تحول الطاقة غافين ماغواير لبيانات مركز إمبر لأبحاث الطاقة (Ember).
وأرجع ماغواير الزيادة الهائلة إلى ظاهرة تغير المناخ التي تسبّب موجات حر أشد وأطول قد تستمر الواحدة منها إلى بضعة أيام، وتؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف في دولة مثل الهند.

ولذلك السبب، لجأ الكثير من الدول ذات المناخ الحار إلى زيادة عدد وحدات تكييف الهواء في المنازل والمكاتب الجديدة لتخفيف آثار الحر.
وعلاوة على ذلك، يشهد الكثير من الدول المتضررة من ارتفاع درجات الحرارة طفرةً في البناء، ومعها تزداد الحاجة إلى مكيفات الهواء.
وما يؤكد ذلك الاتجاه الصعودي هو تقديرات وكالة الطاقة الدولية (IEA) في عام 2022 التي تتوقع امتلاك نحو 36% من الأسر حول العالم لمكيفات الهواء، وسترتفع النسبة إلى 50% بحلول 2035، ثم إلى 60% بحلول عام 2050.
ولتلبية ذلك الطلب، من المقرر أن ترتفع القدرات المركبة للمكيفات إلى 1.75 تيراواط بحلول 2035 و2.70 تيراواط بحلول 2025 من 850 غيغاواط في 2022.
الطلب على كهرباء مكيفات الهواء حسب المناطق
يقول الكاتب غافين ماغواير، إن الطلب على الكهرباء من مكيفات الهواء سيتركز في الدول النامية، حيث خطر سقوط وفيات والإصابة بأمراض ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة.
وتفصيليًا، ستكون مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا الأكثر تضررًا، بسبب ارتفاع معدلات الرطوبة التي تفاقم تأثير ظاهرة الإجهاد الحراري.
ومن المتوقع أن تكون الهند المحرك الرئيس لطلب مكيفات الهواء على الكهرباء خلال العقود المقبلة.
يؤكد ذلك حقيقة أن صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم تمتلك نحو 5% من مكيفات الهواء في العالم، بما يعادل قرابة 110 ملايين من أصل 2.4 مليار وحدة قيد التشغيل حول العالم.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، سترتفع النسبة إلى 13% بمعدل 500 مليون وحدة قيد التشغيل بحلول 2035، وأكثر من 1.1 مليار وحدة بحلول عام 2050.
كما من المتوقع أن تتضاعف مكيفات الهواء في إندونيسيا 3 مرات بحلول 2035، وتشمل القائمة أيضًا زيادة بأكثر من الضعف في كل من البرازيل والمكسيك ودول منطقة الشرق الأوسط.
شبكات الكهرباء وتلبية الطلب
في مواجهة الطلب المرتفع على الكهرباء بمراكز البيانات ومكيفات الهواء، تواجه الشبكات تحديات التقادم وقائمة طويلة من الطلبات الجديدة للاتصال بالشبكة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يؤدي فيه قصور شبكات الكهرباء في الدول النامية –تحديدًا- إلى زيادة معدلات الوفيات والمعاناة، وهي مشكلة تتطلب حلًا أكثر إلحاحًا في حالة تلبية مكيفات الهواء عن مراكز البيانات.

إذ إن الكثير من أنظمة التبريد الجديدة في الدول النامية يوجد داخل بنايات متعددة الطوابق أو على أراضٍ غير مطورة سلفًا بما يتطلب زيادة نطاق الوصول الجغرافي لشبكات الكهرباء مع زيادة الإنتاج.
يهدد ذلك بفرض مزيد من الضغوط على شبكات الكهرباء للحفاظ على سلامة المواطنين وراحتهم في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة.
يُقارن ذلك بأوروبا والولايات المتحدة، حيث توجد معظم توسعات مراكز البيانات بالقرب من محطات توليد الكهرباء بما يعني تيارًا كهربائيًا لا ينقطع، ودون تأخيرات في النقل.
مصادر توليد الكهرباء
يتوقع الكاتب غافين ماغواير أن تسبِّب الحاجة إلى زيادة إنتاج الكهرباء لتلبية الطلب المتنامي زيادةَ استعمال محطات الفحم الملوثة، ليس في الهند وإندونيسيا فحسب، بل عالميًا أيضًا.
لكن الوقود الأحفوري لن يتمكن وحدة من تلبية حجم الطلب الهائل، وستظهر الحاجة إلى نشر مصادر متعددة لتوليد الكهرباء مثل المتجددة والنووية.
وعلى المدى القريب فقط، سترتفع معدلات حرق الوقود الأحفوري لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، على أن تكتسب حصة الطاقة النظيفة زخمًا مع مرور الوقت.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: