اقرأ في هذا المقال
- طموحات أوروبا في مجال الطاقة الحرارية الأرضية لا تُقيّدها فجوات التكنولوجيا أو السياسات
- عدم كفاية الوصول إلى البيانات الجيولوجية يعرقل طموحات أوروبا في مجال الطاقة الحرارية الأرضية
- تطوير الطاقة الحرارية الأرضية يعتمد على أعماق تتجاوز عدّة كيلومترات
- شبكات الحرارة الأرضية غالبًا ما تقع بالقرب من الحدود الوطنية أو التجمعات الحضرية
تتطلب زيادة نشر الطاقة الحرارية الأرضية في أوروبا بيانات وخرائط جيولوجية كافية ودقيقة، بهدف تحديد مكامن المياه الجوفية وتقييم جدوى المشروعات.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، تسعى أوروبا إلى مضاعفة نشر الطاقة الحرارية الأرضية 3 مرات بحلول عام 2030.
في هذا الإطار، وجهت هيئة المسح الجيولوجي الأوروبية "يورو جيو سورفيز" (EuroGeoSurveys) رسالة واضحة مفادها أن طموحات الطاقة الحرارية الأرضية في أوروبا لا تُقيّدها فجوات التكنولوجيا أو السياسات، وإنما عدم كفاية الوصول إلى البيانات الجيولوجية.
في دراستها الصادرة حديثًا بعنوان "النهوض بالطاقة الحرارية الأرضية في أوروبا"، دعت هيئة المسح الجيولوجي الأوروبية إلى إنشاء "خدمة جيولوجية لأوروبا" دائمة، وهي هيئة علمية مُخصصة لجمع بيانات باطن الأرض الأوروبية، وتنظيمها، وتوزيعها، وتُعدّ بيانات بالغة الأهمية لتخطيط الطاقة الحرارية الأرضية والاستثمار فيها وإصدار التراخيص اللازمة لها.
الطاقة الحرارية الأرضية في أوروبا
يعتمد تطوير الطاقة الحرارية الأرضية - بعكس طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية- على معرفة متعمقة بالجيولوجيا الجوفية، غالبًا على أعماق تتجاوز عدّة كيلومترات.
من ناحيتها، تعتمد أوروبا على الجيولوجيا في 65% من مياه شربها المستخرجة من باطن الأرض.
ولذلك تحتاج القارة العجوز إلى البيانات الجيولوجية للحصول على المواد الخام والطاقة لإنتاج الدهانات ومعجون الأسنان ومنتجات التنظيف والأدوية ومواد التشحيم والتغليف والأثاث والمعدّات الطبية والآلات والمواد الكيميائية والأسمدة والمواد الكاشطة والسيراميك.
بدورها، تُفيد البيانات الجيولوجية عالية الدقة في جميع الأمور، بدءًا من صلاحية الخزانات ومخاطر الحفر، وصولًا إلى الجدوى المالية.
في المقابل، ما يزال العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خصوصًا في شرق وجنوب شرق أوروبا، يفتقر إلى مجموعات بيانات جوفية شاملة ومتاحة للعامة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وترى الدراسة أن "البيانات الجيولوجية العلمية العامة ليست مجرد أصل تقني، بل تُعدّ منفعة عامة أساسية لتقليل مخاطر الاستثمار".
وهذا يُكرر النتائج السابقة الواردة في تقرير البرلمان الأوروبي لعام 2024 بشأن الطاقة الحرارية الأرضية، الذي أكد أن الخرائط الجيولوجية المفقودة أو القديمة، والبيانات الزلزالية، والنماذج الهيدرولوجية، تُشكل عقبات أمام مطوري المشروعات والمموّلين على حدٍّ سواء.
الخدمة الجيولوجية الأوروبية
تهدف الخدمة الجيولوجية الأوروبية المقترحة إلى معالجة القيود الهيكلية من خلال حملات استكشاف عامة منسّقة، لا سيما في المناطق ذات التغطية المحدودة للبيانات.
وتستند الرؤية في جوهرها إلى برامج الاتحاد الأوروبي القائمة مثل "جيو إي آر إيه" GeoERA، ولكن مع تفويض مؤسسي دائم وتدفّق تمويلي.
ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأوروبية، فإن التباين الحالي في سياسات البيانات الوطنية يحدّ من التعاون عبر الحدود، ويصعّب إنشاء أدوات موحدة لتقييم المخاطر الجيولوجية.
ويمثّل هذا مشكلة خاصة لشبكات الحرارة الأرضية، التي غالبًا ما تقع بالقرب من الحدود الوطنية أو التجمعات الحضرية التي تتطلب تخطيطًا مشتركًا للبنية التحتية.
وتدعو الدراسة المفوضية الأوروبية إلى دعم تمويل مشروعات جديدة لجمع البيانات، لا سيما مسوحات الحفر العميق، والتصوير الزلزالي، ورسم خرائط التدرج الحراري، ودمجها في منصة مركزية مفتوحة المصدر.
وتركّز الدراسة على قابلية التشغيل البيني للبيانات، ومعايير البيانات الوصفية، والبنية التحتية الرقمية.
وتتضمن توصية أخرى تطوير مبادرات تدريبية عابرة للحدود وشراكات بين القطاعين الأكاديمي والصناعي لسدّ الفجوة في مهارات علوم الأرض.
ويعاني العديد من المعاهد الجيولوجية الوطنية من نقص في الكوادر المدربة في تخصصات الطاقة الحرارية الأرضية، مثل وضع نماذج للمكامن والكيمياء الجيولوجية.
دور الطاقة الحرارية الأرضية
على الرغم من أن الطاقة الحرارية الأرضية في أوروبا، حاليًا، جزء ضئيل من مزيج الكهرباء في القارة، فمن المتوقع أن ينمو دورها الإستراتيجي، لا سيما في مجال إزالة الكربون من أنظمة التدفئة المركزية والعمليات الصناعية.
وبحلول عام 2050، تُقدّر المنصة الأوروبية للتكنولوجيا والابتكار في مجال الطاقة الحرارية الأرضية العميقة أن الطاقة الحرارية الأرضية يمكن أن تُلبي ما يصل إلى 25% من الطلب على التدفئة في الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، يتطلب تحقيق هذا الإمكان استثمارًا أوليًا في المورد الوحيد الذي لا يستطيع المطورون توليده بمفردهم: البيانات الجيولوجية الموثّقة والموثوقة والمتاحة للجميع.
وفي ظل التوجّه الحالي نحو مرونة الطاقة واستقلالها، فإن مقترح هيئة المسح الجيولوجي الأوروبية يرتبط بسياسة الطاقة بقدر ما يتعلق بالبنية التحتية العلمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- مستقبل الطاقة الحرارية الأرضية في أوروبا يعتمد على البيانات الجيولوجية، من غرين هيدروجين – إنرجي نيوز
- كل شيء مرتبط بالجيولوجيا، من الموقع الرسمي لهيئة المسح الجيولوجي الأوروبية
){kind=link}