أكد العميد الركن حسن جوني، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن العملية الأخيرة التي نفذتها سرايا القدس ضد آليات الاحتلال الإسرائيلي تظهر مستوى عاليا من الجرأة والقدرة على التحكم الميداني لدى المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن ما بث في الفيديو يعكس زخما متجددا في هذا النوع من العمليات النوعية والخاصة.
وأوضح جوني في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "عناصر المقاومة أظهروا قدرة وجُرأة فائقة في التسلل والاقتراب من الآليات الإسرائيلية، إلى جانب دقة في تحديد مواقعها وحركة الحماية المحيطة بها، ما يعكس ثغرات أمنية واضحة في إجراءات الحماية الذاتية للقوات الإسرائيلية".
وأضاف: "نجاح المقاومة في زرع عبوات ناسفة وتفجيرها في التوقيت المناسب دليل على مراقبة دقيقة للعدو ومعرفة مسبقة بحركة قواته.
وحول طبيعة العبوة المستخدمة، أشار العميد جوني إلى أن العبوة كانت من نوع "ثاقب"، وهي تختلف عن العبوات البرميلية التقليدية من حيث الفاعلية، إذ تعتمد على تقنية تحويل بطانة معدنية داخلها إلى مقذوف فائق السرعة (يتراوح بين 2000 و3000 متر في الثانية)، بما يمكنها من اختراق الآليات الثقيلة والمدرعة، وهو ما يبرر تسميتها بـ "الثاقبة".
وتطرق جوني عند بـكيفية إعداد حقل الألغام في وضح النهار، داخل منطقة عمليات تخضع للرقابة الجوية الإسرائيلية، معتبرا أن هذا يشير إلى "حرية عمل كبيرة للمقاومين" يقابلها تراجع في يقظة الجنود الإسرائيليين وتعب نفسي وإهمال لأبسط قواعد الحماية الذاتية.
وعن تركيز عمليات المقاومة على استهداف فرق الهندسة القتالية الإسرائيلية قال جوني: "تركيز المقاومة على استهداف فرق الهندسة القتالية الإسرائيلية هو خيار ذكي ومؤلم للعدو، نظرا للدور الحيوي الذي تؤديه هذه الفرق في دعم وحدات المشاة والمدرعات من خلال فتح الطرقات، وكشف الألغام، وتحصين المواقع".
وذكر: "فرق الهندسة لا تتحرك منفردة، بل تكون دائما مرافقة لقوات قتالية، واستهدافها يضعف بشكل مباشر حرية حركة بقية القوات".