الاربعاء 25 يونية 2025 | 05:38 صباحاً

صدام محتمل بين ترامب والمخابرات الأمريكية
أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، الكونغرس الأمريكي أن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على إيران، فجر الأحد، استهدفت منشآت تُستخدم في ما وصفه بـ"برنامج لتطوير الأسلحة النووية"، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والاستخباراتية، خاصة في ظل تأكيدات سابقة من وكالات المخابرات الأمريكية بعدم وجود برنامج نووي نشط لدى طهران.
وأكد ترامب في رسالة رسمية مؤرخة بتاريخ 23 يونيو، وموجهة إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون – أحد أبرز حلفائه الجمهوريين – أن "القوات الأمريكية نفذت ضربة دقيقة ضد ثلاث منشآت نووية في إيران، تُستخدم من قِبل الحكومة الإيرانية في إطار برنامجها لتطوير الأسلحة النووية"، بحسب نص الرسالة التي نشرها البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني.
لكن هذا التصريح أثار تساؤلات جدية بشأن ما إذا كانت أجهزة المخابرات الأمريكية قد أيدت هذا القرار العسكري، خاصة أن التقييم الاستخباراتي الأحدث، الذي قدّمته مديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد في مارس الماضي إلى الكونغرس، أكد أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لم يصدر أي أوامر لاستئناف برنامج الأسلحة النووية منذ وقفه عام 2003.
وفي سابقة لافتة، رفض ترامب ذلك التقييم بشكل علني، وأعرب عن تشكيكه فيه، قائلاً في حديث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من قمة مجموعة السبع في كندا، إنه يعتقد أن إيران كانت "قريبة جدًا" من امتلاك سلاح نووي، متناقضًا بذلك مع أجهزة استخباراته في واحدة من أكثر لحظات التصعيد إثارةً للجدل خلال ولايته الثانية.
في المقابل، أكدت الولايات المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي أن الضربات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية "حققت الهدف المطلوب"، والمتمثل في "تقليص قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي"، بحسب ما ورد في البيان الرسمي الذي قدمته واشنطن.
لكن حين سُئل ترامب عن تعارض تصريحاته مع شهادة جابارد أمام الكونغرس، أجاب بنبرة حاسمة: "لا يهمني ما قالته.. أنا أعتقد أنهم كانوا قريبين جدًا".
وفي ما بدا أنه تعديل أو توضيح لموقفها السابق، خرجت تولسي جابارد لتدافع عن نفسها ضد ما وصفته بـ"تشويه إعلامي متعمد"، مؤكدة في منشور على منصة "إكس" أن معلومات المخابرات الأمريكية تُظهر قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي "في غضون أسابيع إلى أشهر"، إذا قررت المضي قدمًا في استكمال مراحل التجميع، مشيرة إلى أنها تتفق مع الرئيس ترامب بشأن خطورة هذا السيناريو وضرورة منعه.
وأوضحت جابارد أن بعض وسائل الإعلام "اقتطعت تصريحاتها من سياقها"، ووصفت ما حدث بأنه "محاولة لبث الانقسام عبر أخبار زائفة"، مضيفة: "الولايات المتحدة تمتلك معلومات استخباراتية تؤكد أن إيران بلغت مرحلة متقدمة، وإذا أرادت المضي في التجميع، فبإمكانها إنتاج سلاح نووي خلال فترة زمنية قصيرة".
ومع ذلك، أفاد مصدر مطلع على تقارير الاستخبارات الأمريكية لوكالة "رويترز"، أن التقييم الذي أُعد في مارس الماضي لا يزال ساريًا ولم يطرأ عليه أي تغيير جوهري، في إشارة إلى استمرار الاعتقاد بأن إيران لم تستأنف بعد برنامجها النووي العسكري.
من جهتها، تُصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص بالكامل للأغراض السلمية، وتصف الاتهامات الغربية بأنها "ملفقة" وتهدف إلى تبرير إجراءات عدائية بحقها.
وفي تطور آخر، ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الثلاثاء، أن تقييمًا أوليًا أعدته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، بالتعاون مع القيادة المركزية "سنتكوم"، أفاد بأن الضربات التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية لم تؤدِّ إلى تدمير كامل للمكونات الحيوية في البرنامج النووي، بل تسببت فقط في تأخير محتمل لمدة تتراوح بين بضعة أسابيع إلى عدة أشهر.
ونقلت الشبكة عن ثلاثة مصادر مطلعة على التقرير قولهم إن الضربات الجوية أغلقت بعض المداخل وألحقت أضرارًا جزئية بالمنشآت، لكنها لم تُسفر عن تدمير شامل للبنية التحتية الواقعة تحت الأرض، وهو ما يعيد الجدل إلى المربع الأول بشأن مدى فاعلية العملية العسكرية، ودقة التقديرات السياسية والاستخباراتية المصاحبة لها.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.