مع بداية فصل الصيف يعود مشكل غياب المراحيض العمومية بمضايق تودغى بإقليم تنغير إلى الواجهة، إذ يعاني زوار هذه المنطقة السياحية الجميلة من نقص في المرافق الأساسية، فيما ترتفع المطالب بضرورة توفير المراحيض العمومية والمرافق الأخرى لتحسين تجربة السياحة في هذا الموقع الطبيعي والإيكولوجي.
وتعتبر مضايق تودغى واحدة من أجمل المناطق السياحية في المغرب، إذ تجذب آلاف السياح سنويا، خاصة في فصل الصيف، لكن غياب المراحيض العمومية والمرافق الأساسية الأخرى يؤثر على تجربة السياح ويشكل عائقا أمام تنمية السياحة في المنطقة.
ودعا سكان المنطقة والزوار أيضا الجهات المختصة، من الجماعة الترابية والمجلس الإقليمي ومجلس الجهة ووزارة السياحة والثقافة، إلى ضرورة تنظيم أنشطة فنية وثقافية بمضايق تودغى، لتشجيع السياحة والمساهمة في الإشعاع والتعريف بالمنطقة، مؤكدين أن تنظيم هذه الأنشطة يعد فرصة لتعزيز السياحة وتعريف الزوار بالتراث الثقافي والفني المتنوع للمغرب.
حميد الهموشي، فاعل جمعوي ومهتم بالبيئة في المنطقة ذاتها، أكد أن غياب المراحيض العمومية بمضايق تودغى يعد مشكلة بيئية حقيقية، إذ يؤدي إلى تلوث البيئة وتدهور جمال الطبيعة في المنطقة، مردفا: “نحن بحاجة إلى حلول فورية لتوفير المرافق الأساسية وتحسين تجربة السياحة في المنطقة”.
وأضاف الهموشي في تصريح لهسبريس: “ندعو السلطات المحلية وجميع المتدخلين إلى اتخاذ إجراءات فورية لتوفير المراحيض العمومية والمرافق الأخرى، وحماية البيئة من التلوث”، دعيا إلى ضرورة تعزيز الوعي البيئي لدى الزوار والساكنة المحلية، لضمان الحفاظ على جمال الطبيعة في المنطقة.
أمنية بوعلام، نشاطة إعلامية قادمة من مدينة الدار البيضاء، قالت في تصريح لهسبريس إن “مطلب تنظيم أنشطة فنية وثقافية بمضايق تودغى يعتبر ضروريا لتشجيع الزوار على الزيارة والإشعاع والتعريف بالموقع السياحي الطبيعي والإيكولوجي”، مضيفة أن “هذه الأنشطة من شأنها أن تعزز التجربة السياحية وتجعلها أكثر متعة وثراء”.
وزادت بوعلام: “المنطقة في حاجة إلى مزيد من الابتكار والإبداع في تنظيم الأنشطة السياحية، لتعزيز جاذبيتها وتشجيع الزوار على العودة مرة أخرى”، مؤكدة أنه “يجب أن تستفيد المنطقة من الموقع الفريد للمضايق لتنظيم أنشطة فنية وثقافية تعكس التراث المحلي وتعزز الوعي بالبيئة والطبيعة”.
منير مصمودي، مرشد سياحي كان برفقة سياح من ألمانيا، قال إن “السياح يسمعون عن مضايق تودغى ويتحمسون لزيارة المنطقة، لكنهم يصدمون عندما يصلون إلى المضايق ولا يجدون المرافق الأساسية، من مراحيض عمومية ومرافق ترفيهية”، مضيفا أن “غالبية السياح يقضون فقط أقل من 45 دقيقة في المكان ويغادرون نحو ورزازات أو مرزوكة”.
وتابع مصمودي في تصريح خاص لهسبريس: “كم من سائح عبر عن ندمه على زيارة المنطقة، وكم من سائح كتب على مواقع التواصل الاجتماعي ناصحا أصدقاءه بعدم زيارة مضايق تودغى”، مشيرا إلى أن “استمرار الوضع الحالي للمضايق سيجعل الموقع الإيكولوجي ينسى مستقبلا في الخريطة السياحية الدولية”، وملتمسا من الجهات المسؤولة “ضرورة تهيئة المضايق وبناء المراحيض العمومية والمرافق الترفيهية ومواقف السيارات”.
وعبر مواطنون صادفتهم هسبريس بمضايق تودغى عن عدم رضاهم عن الوضع الحالي، مناشدين الملك محمدا السادس زيارة إقليم تنغير لإخراجه من عنق الزجاجة وتحريك ملفات تنموية، ومؤكدين أن زيارة الملك ستكون فرصة لفتح آفاق جديدة للتنمية والاستثمار في المنطقة، وتحسين مستوى عيش السكان.
مصدر رسمي قال تعليقا على الموضوع إن الشركة المغربية للهندسة السياحية أعلنت قبل أسابيع عن إطلاق عرض تأهيل مضايق تودغى، وسيتم فتح الأظرف قريبا لبدء الأشغال.
وأشار المصدر عينه إلى أن الجهات المسؤولة خصصت منذ أكثر من 4 سنوات ميزانية مهمة لتأهيل هذه المنطقة السياحية الطبيعية الفريدة، لافتا إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز البنية التحتية السياحية وتحسين الخدمات المقدمة للزوار، ما سيسهم في تنشيط السياحة في المنطقة وزيادة جاذبيتها.
وكشف المسؤول ذاته أن هذا المشروع يتماشى مع توجهات الحكومة لتعزيز القطاع السياحي وتطوير البنية التحتية، فيما يتم الاعتماد على رقمنة مساطر وإجراءات إبرام الصفقات العمومية لضمان الشفافية والكفاءة في تنفيذ المشاريع، بحسبه.