ليو الرابع عشر , بعث البابا لاوون برقية تعزية حملت مشاعر الحزن والتضامن، إثر الهجوم المؤلم الذي استهدف المصلين في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس بالعاصمة السورية دمشق مساء الأحد الماضي. وقد حملت البرقية توقيع الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، الذي عبّر عن بالغ الأسى الذي ألمّ بالبابا بعد اطلاعه على خبر هذا الاعتداء الذي أودى بحياة عدد من الأبرياء وأصاب آخرين بجروح.

وقد أعرب البابا من خلال هذه البرقية عن تضامنه القلبي مع أسر الضحايا ومع جميع المتأثرين بهذه المأساة، مشيرًا إلى أنه يشعر بقربه الروحي من العائلات التي فقدت أحبّاءها في هذا الحادث الأليم. وأكد أن هذه الفاجعة تركت أثرًا عميقًا في قلبه، داعيًا إلى عدم الاستسلام لليأس، بل إلى التمسك بالرجاء والصلاة.

البابا ليو الرابع عشر يدعو الرحمة للضحايا والشفاء للجرحى
وأعرب البابا عن رغبته العميقة في أن تُوكَل أرواح الضحايا إلى رحمة الآب السماوي، طالبًا لهم الراحة الأبدية والسكينة في حضرة الله. كما رفع صلواته من أجل العائلات الثكلى التي تعاني من ألم الفقد، سائلاً الله أن يواسي قلوبهم ويمدّهم بالقوة في مواجهة هذا المصاب الجلل.
ولم يغفل البابا عن الجرحى والمصابين، بل شملهم في صلاته متمنيًا لهم الشفاء العاجل، مؤكدًا أن قلوب المسيحيين في العالم تقف إلى جانبهم في هذه المحنة. كما دعا الله أن يسكب بلسم العزاء في النفوس الجريحة، وأن يمنح الطمأنينة لكل من أصابه الذعر أو الحزن من هذا العمل العنيف.

نداء البابا ليو الرابع عشر من أجل السلام في سوريا
البرقية البابوية لم تكن فقط رسالة تعزية، بل حملت كذلك دعوة أمل للسلام في سوريا، البلد الذي لا يزال يعاني من آثار سنوات طويلة من الحرب والمعاناة. وقد جاء في ختام البرقية دعاء خاص من البابا بأن يفيض الله على سوريا نعمة الشفاء والسلام، وأن يعيد إلى هذا البلد العزيز استقراره وأمانه.
تؤكد هذه الرسالة البابوية أن الفاتيكان يولي اهتمامًا بالغًا بالأوضاع الإنسانية في سوريا، ويقف بجانب شعبها في لحظات الحزن والألم، داعيًا إلى التكاتف والتضامن بين أبناء الإنسانية جمعاء في مواجهة العنف ونشر ثقافة المحبة والسلام.
إن هذه البرقية تعكس دور الكنيسة في مواساة الشعوب المنكوبة، وتُبرز مكانة سوريا في قلب البابا، كما تُعدّ تذكيرًا بأنّ الصلاة والدعاء قد يكونان عزاءً روحيًا في لحظات الانكسار.