غادة عبدالعال , آثارت تصريحات الفنان مراد مكرم الأخيرة بشأن المرأة جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر تدوينة عبّر فيها عن رأيه في مسألة مناداة النساء بأسمائهن في الأماكن العامة، وهو ما اعتبره “عيبًا اجتماعيًا” تعلّمه في صغره. وفي المقابل، لم تترك الكاتبة الأمر يمرّ مرور الكرام، حيث أعادت نشر التدوينة عبر حسابها الشخصي على فيسبوك، ووجهت انتقادًا ساخرًا وصريحًا لمكرم قائلة: “مش لأنه عورة.. أمال لإنه إيه؟!”.
ويأتي هذا النقاش في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالِبة بإعادة النظر في الكثير من المعتقدات الاجتماعية المتعلقة بالمرأة، ودورها في المجتمع، وحدود الخطاب المقبول حولها.

تدوينة مثيرة للجدل من مراد مكرم
في منشور عبر حسابه على فيسبوك، قال الفنان مراد مكرم:
“بوست النهاردة مش هيعجب جماعة البنت زى الولد، مهيش كمالة عدد.”
ثم أضاف موضحًا فكرته:
“اتعلمت وأنا صغير إنه عيب تنده على ست أو بنت في الشارع باسمها. مش لأنه اسمها عورة ولا الحكايات اللي بنسمعها دلوقتي، لكن علشان ما ينفعش كل اللي حواليك يعرفوا اسم البنت أو الست اللي معاك.”
هذا التصريح جاء ليلقي الضوء على معتقدات اجتماعية تربى عليها كثيرون، ولكنه في الوقت نفسه أعاد فتح نقاش قديم حول مفاهيم “العيب” و”الخصوصية”، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمرأة وحقوقها الأساسية، حتى في أبسط الأمور مثل ذكر اسمها.

غادة عبدالعال ترد بحدة: “منطق مرفوض
لم تتأخر الكاتبة الساخرة ، صاحبة كتاب “عايزة أتجوز” وأحد أبرز الأصوات النسوية في المجال الإعلامي، في الرد على هذا الطرح. فقد نشرت صورة من تدوينة مكرم، وعلقت عليها بعبارة لاذعة:
“مش لأنه عورة.. أمال لإيه؟!”، في إشارة إلى سخريتها من المبررات غير المنطقية التي ساقها مكرم لتبرير الامتناع عن مناداة النساء بأسمائهن في الأماكن العامة.
ويعكس هذا الرد غضبًا واضحًا من محاولات “تجميل” الممارسات الاجتماعية التمييزية عبر تقديمها كمجرد “عادات”، دون الاعتراف بجذورها الذكورية. كما أعاد الموقف إشعال نقاشات أوسع بين المتابعين حول الحدود المقبولة للخصوصية، وما إذا كانت هذه العادات تمثل نوعًا من القمع المغلف بالموروث.

غادة عبدالعال بين الكتابة والمواقف الجريئة
معروف عن الكاتبة مواقفها الصريحة بشأن قضايا المرأة في المجتمع العربي، وغالبًا ما تستخدم منصاتها للتعبير عن آرائها بلا مواربة. إلى جانب ذلك، تواصل نجاحها في المجال الدرامي، حيث كان مسلسل “80 باكو” من أحدث أعمالها، من إخراج كوثر يونس، وبطولة هدى المفتي، رحمة أحمد فرج، انتصار، وآخرين. وقد حظي المسلسل بتقدير نقدي وجماهيري، ما يعكس قدرة عبدالعال على المزج بين الكوميديا والنقد الاجتماعي الجريء.
وفي ضوء ما حدث، يتجدد الجدل حول ضرورة إعادة تقييم الخطاب العام تجاه المرأة، وتفكيك الأعراف التي تكرّس دونيتها باسم العادات أو التقاليد، وهو ما تؤكد عليه عبدالعال دائمًا في كتاباتها ومواقفها.