البيت الأبيض , كشف مسؤول رفيع عن توصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن تل أبيب وافقت على الهدنة بشرط التزام إيران بعدم تنفيذ أي هجمات جديدة. وأوضح المسؤول أن هذا الاتفاق جاء نتيجة مبادرة دبلوماسية تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين.
وتولى مهمة الوساطة عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم نائب الرئيس جي. دي. فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، حيث أجروا محادثات مكثفة تمهيدًا للوصول إلى هذه الخطوة التهدئية. وبحسب المصدر، فإن الاتفاق يهدف إلى خلق مناخ جديد من الاستقرار في المنطقة، مع ضمانات أمريكية ومتابعة تنفيذية على الأرض.

البيت الأبيض يكشف عن شروط إسرائيلية مشددة ومراقبة دولية
أكد المسؤول الأمريكي في البيت الأبيض أن إسرائيل وافقت على الهدنة بناءً على شروط صارمة، أبرزها أن تمتنع طهران تمامًا عن أي تصعيد جديد. كما اشترطت تل أبيب أن يتم تنفيذ الاتفاق تحت إشراف آليات تنفيذية أو مراقبة دولية، لضمان التزام الطرف الإيراني وتفادي أي خرق مفاجئ يمكن أن يعيد الوضع إلى التوتر.
وبحسب الترتيب الزمني المتفق عليه، فإن وقف إطلاق النار يبدأ بخطوة إيرانية أولى بوقف العمليات، يليها بعد 12 ساعة توقف إسرائيلي كامل، على أن يُعلن رسميًا انتهاء الصراع بعد مرور 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

البيت الأبيض يعلن عن وساطة قطرية وضغوط خليجية ساهمت في إنجاح الاتفاق
جاء الاتفاق بعد موجة تصعيد عسكري شملت قصفًا مكثفًا لمواقع إيرانية، وردودًا صاروخية استهدفت مواقع أمريكية وإسرائيلية. وأشارت تقارير إلى أن وساطة قطرية فاعلة، وضغوطًا دبلوماسية خليجية، لعبت دورًا كبيرًا في التمهيد لهذا الاتفاق، حيث ساهمت في تقريب وجهات النظر وتهدئة الأجواء المتوترة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء القطري كان له دور محوري في الحصول على موافقة إيران على التهدئة، ضمن مبادرة أمريكية أوسع تهدف لتجنب انزلاق المنطقة نحو مواجهة مفتوحة. كما نوّه الرئيس ترامب إلى أن الطريق نحو السلام بين إيران وإسرائيل يجب أن يُستكمل، مؤكدًا أن هذا الاتفاق يمثل خطوة أولى يجب البناء عليها.

التهدئة مشروطة.. والخرق يعيد التصعيد
يبقى مستقبل هذا الاتفاق مرهونًا بمدى التزام إيران بعدم تنفيذ أي هجمات جديدة. وأكد المسؤول الأمريكي أن أي خرق لهذا الالتزام سيقوّض الاتفاق بالكامل ويعيد المنطقة إلى حالة التصعيد، وربما يدفع نحو مواجهة عسكرية مفتوحة لا تحمد عقباها.
في المقابل، إذا نجحت آليات المراقبة والتطبيق، فإن هذا الاتفاق قد يشكل نقطة تحول مهمة نحو تهدئة إقليمية أكثر شمولًا. وفي ظل الضمانة الأمريكية والمتابعة المباشرة، يبقى الأمل قائمًا في الخروج من دوامة العنف نحو مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والأمني في الشرق الأوسط.