في السنوات الأخيرة، أصبح الصيام المتقطع من أكثر الحميات الغذائية شيوعًا، خاصة بعد تبنيه من قبل عدد من المشاهير مثل جينيفر أنيستون ومارك والبيرغ.
ويُروَّج له باعتباره وسيلة فعالة لفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة، ويشبهه البعض بصيام رمضان من حيث الامتناع عن الطعام لفترات محددة.
غير أن دراسة دولية حديثة نُشرت في مجلة BMJ المرموقة، قد تُعيد النظر في هذه الصورة الوردية.
تحليل شامل لـ 99 تجربة سريرية
وحلّل الباحثون بيانات مأخوذة من 99 تجربة سريرية عشوائية شملت أكثر من 6,500 شخص بالغ من مختلف أنحاء العالم.
وتركزت الدراسة على مقارنة فعالية الصيام المتقطع في خفض الوزن وتحسين المؤشرات الحيوية مثل الكوليسترول وسكر الدم، مع الحميات التقليدية المعتمدة على تقليل السعرات.
النتائج كانت مفاجئة للبعض: الصيام المتقطع لم يُظهر تفوقًا ملحوظًا على الحميات العادية، بل كانت فوائده في خفض الوزن "طفيفة"، حيث بلغ متوسط الفقدان نحو 1.29 كيلوغرام فقط — أي أقل من الحد الأدنى المطلوب طبيًا (2 كيلوغرام) لاعتبار فقدان الوزن ذا أهمية إكلينيكية.
أنماط الصيام المختلفة
تعددت أنماط الصيام المتقطع المدروسة، أبرزها:
صيام 16 ساعة يوميًا (نظام 16:8)
صيام يوم بعد يوم (alternate-day fasting)
صيام 5 أيام في الأسبوع
رغم تباين الأشكال، إلا أن أيًّا من هذه الأنظمة لم يظهر تأثيرًا جوهريًا على:
مستويات سكر الدم
الكوليسترول الجيد (HDL)
ولعل اللافت أن بعض الأنماط رفعت مستويات الكوليسترول الضار، كما في حالة الصيام اليومي (نظام 16:8)، في حين لوحظ تحسن طفيف فقط في الكوليسترول مع نظام صيام يوم بعد يوم.
الصيام المتقطع… لا "سحر غذائي" في نهاية المطاف
علّق خبراء مستقلون على الدراسة قائلين إن النتائج "ليست مفاجئة"، ولفتوا إلى أن فعالية الصيام المتقطع تكمن أساسًا في كونه وسيلة لتقليل السعرات الحرارية، لا أكثر. وبالتالي، فهو لا يحمل خصائص غذائية سحرية، كما يُروّج له في وسائل الإعلام أو من قبل بعض المشاهير.
توصيات للمرحلة القادمة.. التركيز على الأنظمة المستدامة
مع وصول معدلات السمنة في بريطانيا إلى مستويات مقلقة — حيث يعاني ثلثا البالغين من زيادة الوزن أو السمنة — شدد الخبراء على ضرورة الابتعاد عن الأنظمة الرائجة والتركيز بدلاً من ذلك على:
أنظمة غذائية متوازنة
تغيير نمط الحياة
نظام غذائي يمكن الالتزام به على المدى الطويل
كما نبهوا إلى أن الأنظمة التي تحقق فقدان وزن معتدل ولكن مستمر، مصحوبة بنشاط بدني منتظم، تظل الخيار الأكثر أمانًا وفعالية مقارنة بالحميات المؤقتة والمقيدة زمنيًا مثل الصيام المتقطع.