أصبح الغاز المسال العماني لاعبًا مهمًا في السوق العالمية بعد عقدين ونصف العقد من الإمدادات الموثوقة، وبشكل خاص إلى دول آسيا، التي تعد الوجهة الأساسية له.
وقفزت صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال خلال العام الماضي إلى مستوى قياسي عند 12.06 مليون طن في عام 2024، مقابل 11.53 مليون طن خلال 2023، لتكون ثامن أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وفي مقابل ذلك، سجّلت خلال الربع الأول من العام الجاري تراجعًا طفيفًا إلى 3.12 مليون طن، مقارنة بـ3.14 مليون طن في الربع نفسه من عام 2024.
وترصد وحدة أبحاث الطاقة، تسلسل تاريخ صناعة الغاز المسال العماني التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وفيما يلي أبرز محطاتها:
- 1994: تأسيس الشركة العمانية للغاز المسال.
- 1995: اختيار مدينة قلهات في ولاية صور مقرًا لمصنع الشركة.
- 1996 - 1998: توقيع أولى اتفاقيات تصدير الغاز العماني مع كوريا واليابان.
- 2000: افتتاح مصنع العمانية للغاز المسال في قلهات وبدء التصدير.
- 2006: تأسيس شركة قلهات للغاز المسال.
- 2013: اندماج العمانية للغاز مع قلهات للغاز.
- 2021: عمان تنتج وتسلم أول شحنة غاز مسال محايدة الكربون في الشرق الأوسط.
تاريخ صناعة الغاز المسال العماني
في عام 1994، صدر مرسوم سلطاني بتأسيس الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، بهدف ممارسة نشاط تجاري في عمليات إسالة وبيع الغاز الطبيعي ومشتقاته من مكثفات الغاز.
وفي العام التالي، وقع الاختيار على مدينة قلهات بولاية صور الواقعة على الساحل الشرقي لسلطنة عمان، لإقامة مصنع الغاز المسال على مساحة تصل إلى 1.4 كيلومترًا مربعًا ويبعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرق العاصمة مسقط.
في حين شهد عام 1996 توقيع السلطنة أول اتفاقية طويلة الأمد لبيع وشراء الغاز المسال العماني وكانت مع شركة كوريا للغاز، وفي 1998 وقعت الاتفاقية الثانية مع شركة أوساكا غاز اليابانية.
وبعد نحو 6 سنوات تقريبًا من التأسيس، افتتحت عمان مصنع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في قلهات خلال 2000، وهو العام الذي شهد تصدير أول شحنة للغاز العماني إلى السوق العالمية، وبدعم من تحقيق البلاد اكتشافات عديدة للغاز.
يُذكر أن سلطنة عمان اكتشفت الغاز الطبيعي في باطن أراضيها عام 1962، بعد حفر بئر (جبال)، في حين افتتحت أول محطة لمعالجة الغاز بهذه البئر عام 1978.
وفي أواخر ثمانينيات القرن الماضي وتحديدًا في عام 1989 عثرت سلطنة عمان على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في حقل "سيح"، وتواصلت الاكتشافات فيما بعد.
وفي عام 2006، تأسست شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال، ولكن بعد مرور نحو 8 سنوات قررت سلطنة عمان دمج عمليات قلهات مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.
ومع التوجه نحو تقليل انبعاثات عمليات شركات النفط والغاز، نجحت سلطنة عمان في إنتاج وشحن أول شحنة غاز طبيعي مسال محايدة الكربون في الشرق الأوسط عام 2021.
مصنع قلهات ومشروع للتوسعة
يتكون مصنع قلهات من 3 وحدات لإنتاج الغاز المسال العماني بطاقة إنتاجية تبلغ 11.4 مليون طن، مع تخطيط السلطنة إنشاء وحدة رابعة ولكن يتوقف التنفيذ على توفير التمويل من القطاع الخاص.
وفي عامي 2022 و2023، نجحت سلطنة عمان في تجاوز الطاقة الإنتاجية المعززة لمصنع قلهات وتحقق إنتاج بلغ 11.5 مليون طن من الغاز المسال العماني -بحسب آخر البيانات الرسمية المتاحة- وفقًا للأرقام التالية:
- 2019: 10.7 مليون طن.
- 2020: 10.2 مليون طن.
- 2021: 10.6 مليون طن.
- 2022 -2023: 11.5 مليون طن.
وبلغ عدد الشحنات المصدرة للأسواق العالمية من الغاز المسال العماني نحو 172 شحنة في عام 2023 بالإضافة إلى 31 شحنة من مشتقات الغاز، وذلك مقابل 176 شحنة في عام 2022 و163 شحنة في 2021.
ويذكر أن غالبية شحنات الغاز المسال العماني مبيعة من خلال عقود، بالإضافة إلى كمية أخرى عبارة عن شحنات فورية.
وفي مقابل ذلك، تخطط سلطة عمان لإنشاء وحدة جديدة لإسالة الغاز بطاقة إنتاجية 3.8 مليون طن سنويًا بالمجمع الصناعي في قلهات، وهو ما يزيد قدرة إنتاج الغاز المسال العماني إلى 15.2 مليون طن سنويًا.
وتشير بيانات رسمية صادرة منتصف العام الماضي إلى أنه من المخطط اكتمال المشروع ودخوله مرحلة التشغيل في عام 2029، ومع ذلك يتوقف إنشاء المحطة الجديدة على توفير تمويل عبر استثمارات خاصة.
وتعتزم سلطنة عمان بدء محادثات مع الشركات المنتجة للغاز في عُمان، ومن بينها "بي بي" و"شل" و"توتال إنرجي" حول المشروع.
ويرصد الرسم البياني التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- وجهة صادرات الغاز المسال العماني خلال الربع الأول من العام الجاري:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- الخلفية التاريخية وعدد الشحنات من الشركة العمانية للغاز المسال
- صادرات الغاز المسال العماني من بيانات وحدة أبحاث الطاقة
