وجّه نيافة المطران دميانوس رئيس أساقفة سيناء وفاران وجبل الطور، ورئيس دير سانت كاترين بجبل سيناء، رسالة شكر وتقدير إلى المشاركين في المبادرة الدولية الهادفة لحماية الوضع القائم لدير القديسة كاترينا المُدرج في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
وأعرب نيافه المطران دميانوس رئيس أساقفة سيناء في رسالته عن خالص امتنانه وتقديره لهذه المبادرة التي تسعى للحفاظ على الإرث الرهباني والنسكي الممتد لأكثر من 1800 عام عند سفح جبل حوريب. واعتبر هذه الخطوة بمثابة نعمة مقدسة ودعوة صادقة للمشاركة في ما وصفه بالنضال الشريف والعادل للدفاع عن الإيمان والحقيقة.

رسالة المطران دميانوس رئيس أساقفة سيناء
وجاء في نص الرسالة: إلى كافة المشاركين في المبادرة الدولية لحماية الوضع القائم لدير سانت كاترين بجبل سيناء والمُدرج ضمن قائمة اليونسكو، بصفتي رئيسًا لهذا الدير المقدس، ونيابة عن جميع الآباء الرهبان، أتوجّه إليكم بخالص الشكر والتقدير لجهودكم النبيلة في جمع التوقيعات التي تهدف إلى حماية تقليدنا الرهباني الذي استمر دون انقطاع لما يقرب من 1800 عام في هذا المكان المقدس. هنا، عند سفح جبل حوريب، عاش الرهبان حياة طاهرة مكرّسة للصلاة والنسك والخدمة، في المنطقة التي تحيط بالعليقة المقدسة وبئر النبي موسى.

المطران دميانوس رئيس أساقفة سيناء المبادرة عطية خاصة من الروح القدس
إننا نعتبر هذه المبادرة عطية خاصة من الروح القدس، وقد لمسنا هذه النعمة بوضوح عندما وصلتنا أنباء هذه الخطوة يوم عيد العنصرة، العيد الذي أضاء فيه الروح القدس قلوب التلاميذ وانطلقت من خلاله رسالة الكنيسة إلى العالم. فهذه الأرض تزدان بتاريخها الروحي العريق، إذ قضى النبي موسى فيها أربعين عامًا، وتجلى الله له عند العليقة المقدسة، ومن قمة الجبل تسلّم الشريعة الإلهية. كما لجأ إليها القديس بولس بعد تحوله إلى المسيحية، حيث أمضى ثلاث سنوات قبل أن يعود إلى أورشليم للقاء الرسل.

حماية المسيحيين ورهبان المكان
كما تشير الوثائق التاريخية المتعددة إلى زيارة النبي محمد لهذه المنطقة المباركة عام 623م، حيث سلّم لآبائنا السيناويين عهدًا يحمل وصايا تحضّ على حماية المسيحيين ورهبان المكان. وقد جرى تأكيد هذا العهد عبر الأجيال، بدءًا من الخليفة عمر بن الخطاب عام 737م وصولًا إلى الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني عام 1904.
نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الله يبارك كل جهد مخلص يُعنى بحماية وتنفيذ إرادته في حفظ هذه الأرض المقدسة. ولذلك نهيب بكم الاستمرار في دعمكم ومساندتكم لهذا النضال العادل والنبيل دفاعًا عن القيم الروحية والإيمان بالحقيقة.