تعدّ الأمونيا الوسيلة الأكثر فاعلية لتصدير الهيدروجين الأخضر المنتج في أفريقيا -خاصة من دول شمال القارة- إلى الدول الأوروبية، حسب ترجيح دراسة حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ورصدت الدراسة سيناريوهات نقل الإمدادات من مواقع الإنتاج في القارة السمراء إلى المواني الساحلية، وشحنها إلى ميناء روتردام الهولندي.
ويمكن تعريف الأمونيا بأنها أحد مشتقات الهيدروجين، وتنتج من خلال دمج الهيدروجين مع النيتروجين في عملية تشتهر باسم "هاربر-بوش" بعد فصل الأول عن الماء.
ويمكن تصنيفها باللون الأخضر إذا اعتمد إنتاجها على الهيدروجين المُنتَج من مصادر طاقة متجددة، والأزرق في حالة استعمال الوقود المُنتَج من الغاز الطبيعي.
ناقل آمن للهيدروجين
لسنوات طويلة، حظي نقل الهيدروجين بالاهتمام الأكبر بين المحللين والمنتجين ومطوري الصناعة، وانطلقت الدراسات والأبحاث لرصد ميزات كل وسيلة نقل وعيوبها.
وحتى وقت قريب، كان يروّج المعنيّون لإمكان تصدير الهيدروجين عبر خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، وحدّدوا نِسب المزج الممكنة، لكن خرجت دراسات أخرى تحذّر من نقل الوقود بهذه الطريقة.

وترجع هذه التحذيرات إلى إمكان تعرُّض خطوط الأنابيب للانفجار، أو تسرب الهيدروجين منها، بالإضافة إلى أنها لا تلائم البلدان التي لا تسمح تضاريسها بمدّ هذه الخطوط.
وهنا جاءت أفضلية استعمال الأمونيا ناقلًا "آمنًا" للهيدروجين ووسيلة تخزين لمسافات وأوقات طويلة، خاصة تلك التي تشحن بحريًا في أغلب الأحيان، فتتجنّب مخاطر الحرائق والتسرب.
وتكمن الفكرة في نقلها للوقود النظيف خلال عمليات التصدير بكفاءة أعلى من شحنه في صورته النقية، وإعادة تحويل الإمدادات إلى صورتها الأولية "هيدروجين" بعد وصولها إلى وجهتها.
تخزين الهيدروجين وشحنه بحريًا
استندت الدراسة -المُعَدّة من قبل باحثين في عدد من الجامعات الأوروبية، من بينها جامعة ميونخ الألمانية- إلى نظام جيو إتش تو (GeoH2) لحساب التكلفة المستوية أو الموحّد لإنتاج الهيدروجين من مشروعات أفريقية.
ويعتمد هذا النظام على تقدير تكلفة: (الإنتاج، والنقل، والتخزين) للهيدروجين والأمونيا الخضراء.
واختبرت الدراسة حالة محطة إنتاج بقدرة 300 ميغاواط (ما يعادل حجم متوسط للمشروعات الأفريقية المرتقبة بحلول 2030)، لقياس: تدفُّق الكهرباء المتجددة من الرياح أو الطاقة الشمسية والتخزين في البطاريات، والتحليل الكهربائي، وتخزين الهيدروجين.
وركّزت الدراسة على تتبُّع تصدير شحنة هيدروجين أخضر منتج في أفريقيا إلى أوروبا، بدءًا من إنتاج الوقود النظيف في موقع محلي ونقله إلى أقرب ميناء (سواء عبر خط أنابيب أو شاحنة)، ثم تصديره بحريًا -في صورة أمونيا- إلى ميناء روتردام الهولندي.
وأقرَّ الباحثون بأن إنتاج الهيدروجين في مواقع أفريقية وتحويله لأمونيا أو وقود مضغوط، وتخزينه، له فوائد عدّة، من بينها:
- التغلب على "تقطُّع" موارد الطاقة المتجددة.
- يعزز تنافسية الطلب.
- تكلفة تحويل الهيدروجين لأمونيا أقل من تكلفة تخزين الكهرباء في البطاريات.

تكلفة الشحن والمنافسة الأفريقية
تؤثّر تكلفة شحن الهيدروجين بشكل طفيف ومحدود على حساب التكلفة الموحدة والمستوية من المواقع الأفريقية.
ولاحظ باحثو الدراسة الأوروبيون أن هذا ينطبق على الشحن البحري بكميات كبيرة للأمونيا (تحقيق وفورات في الحجم)، أو ضخ الهيدروجين في خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الموجودة حاليًا من شمال أفريقيا إلى جنوب أوروبا.
وقالوا، إنه رغم أفضلية الشحن البحري للأمونيا من حيث الأمان والسلامة، فإن طريقتَي تصدير الهيدروجين لا تضمنان قدرة الإنتاج الأفريقي على المنافسة أوروبيًا بالنسبة للتكلفة.
وأكد الباحثون أن حالة عدم اليقين الحالية بشأن تكلفة تصدير الأمونيا لا يتعين أن تعوق مواصلة تخطيط وتطوير مشروعات الهيدروجين الأفريقية.
ويرجع ذلك إلى أن التكلفة الإجمالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في القارة السمراء ما تزال الأفضل بالنسبة لأوروبا، رغم التحديات، خاصة فيما يتعلق بتكلفة الكهرباء المتجددة وتكلفة رأس المال وغيرها من العوامل.
ورغم تكلفة شحن الأمونيا المرتفعة، فإنها ما تزال أفضل خيارات النقل والتخزين اللازمَين لعملية التصدير.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..