تشهد القاهرة تصاعدًا في التحديات المناخية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض جودة الهواء، وتغيرات غير متوقعة في أنماط الطقس. وفقًا لموقع " بي إن إي إنتيلي نيوز" الألماني.
ويتوقع الخبراء أن يكون الطقس في صيف 2025 شديد الحرارة، مما يزيد الضغط على البنية التحتية في منطقة القاهرة الكبرى التي يقطنها أكثر من ثلاثة وعشرين مليون نسمة. وتشير رويترز إلى أن موجات الحر تزيد استهلاك الكهرباء، مما يفاقم أزمة الطاقة. كما يوضح البنك الدولي، عبر موقعه على شبكة الويب، أن انخفاض تدفق نهر النيل بسبب التغيرات المناخية يهدد الأمن المائي، ويؤثر على الزراعة، وهي ركيزة اقتصادية أساسية.
تكيف السكان مع الظروف المناخية
يبدي سكان القاهرة مرونة في التعامل مع حرارة الطقس. وفقًا للموقع الألماني الإخباري، ويلجأ السكان إلى تعديل توقيتات أنشطتهم الخارجية لتجنب ذروة الحر، ويستخدمون خزانات مياه على الأسطح لتأمين احتياجاتهم، وفي الأحياء التاريخية مثل الحسين، تزدحم المقاهي بالزبائن الباحثين عن المشروبات الباردة كعصير القصب عصير البطيخ وعصائر الفاكهة الصيفية، كما أن مراكز التسوق في ضواحي مثل مدينتي، وسيتي ستارز، تتحول إلى ملاذات للتنزه والاستمتاع بتكييف الهواء المركزي خلال الصيف. كما تظهر منشورات على منصة إكس أن بعض السكان في المناطق الفقيرة يسبحون في الترع الزراعية للتخفيف من الحر، رغم المخاطر الصحية.
تأثيرات مناخية على القطاعات الاقتصادية
تؤثر التغيرات المناخية على الزراعة والسياحة، وهما قطاعان حيويان. وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، يهدد ارتفاع مستوى البحر دلتا النيل، التي تستضيف أكثر من خمسة وتسعين بالمئة من سكان مصر، مما يعرض الأمن الغذائي للخطر.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن ارتفاع حرارة البحر الأحمر يضر الشعاب المرجانية، كما أشار البنك الدولي إلى أن التصحر يتسبب في خسارة حوالي هكتار ونصف من الأراضي الزراعية كل ساعة، مما يزيد التحديات الاقتصادية.
جهود مصر لمواجهة التغيرات المناخية
وتسعى مصر لمواجهة التغيرات المناخية عبر استراتيجيات وطنية. وفقًا لبي إن إي إنتيلي نيوز، أطلقت مصر استراتيجية وطنية لتغير المناخ تهدف إلى النمو المستدام وتعزيز التكيف.
وأفادت رويترز أن مصر حصلت على تمويل من صندوق المناخ الأخضر لدعم مشاريع زراعية وبنية تحتية مائية. وتشير هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، إلى أن مصر تطور أنظمة إنذار مبكر بالتعاون مع منظمات دولية للحد من تأثيرات موجات الحر والفيضانات. كما يؤكد البنك العالمي أن مصر تهدف إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى اثنين وأربعين بالمئة بحلول ألفين وثلاثين.
التحديات الصحية والبيئية
تزيد التغيرات المناخية من المخاطر الصحية، خاصة في صعيد مصر حيث تتجاوز الحرارة خمسة وأربعين درجة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتسهم الأحوال الجوية القاسية في انتشار أمراض مثل الملاريا، مع تأثير كبير على الأطفال دون سن الخامسة. وتشير الجارديان إلى أن زيادة استخدام المكيفات تضغط على شبكة الكهرباء، مما يتطلب التحول إلى طاقة نظيفة. كما أفادت رويترز أن الفيضانات المفاجئة تتسبب في تدهور البنية التحتية الحضرية.
