قال اللواء هشام الحلبي الخبير العسكري إن صور الأقمار الصناعية التي أظهرت شاحنات يعتقد أنها تنقل يورانيوم مخصب من المنشأت النووية الإيرانية إلى مناطق اخرى إيران تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما سمحت لإيران بنقل كميات اليورانيوم المخصب.
وقال الحلبي في مقابلة مع برنامج "على مسؤوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد": "من التقط هذه الصور يملك القدرة على تتبع مسار تلك الشحنات، ما يثير تساؤلات حول سبب عدم استهدافها".
وأضاف قائلا: "من نشر صور الشاحنات بالتأكيد يمتلك القدرة على تتبعها ومعرفه مسارها، أعمال المخابرات ضد إيران قائمة منذ فترة، والاختراق كبير جدًا".
وتابع: "المعلومات الاستخباراتية شملت أسماء العلماء النوويين، وأماكن إقامتهم، بل وحتى إحداثيات مواقع صواريخ أرض-أرض ومنظومات الدفاع الجوي، في إشارة إلى حجم التغلغل الأمني داخل إيران".
وحول عدم استهداف الشحنات، قال: "أنا في اعتقادي أن أمريكا تركت إيران تنقل اليورانيوم للمكان الذي تريده"، مرجحا أن واشنطن لا ترغب في استهداف اليورانيوم نفسه، مهما كانت نسبة تخصيبه، حتى لا ينتج عن ذلك إشعاعات نووية تحدث كارثة بيئية داخل إيران، مما قد يؤدي إلى ضغوط دولية على الولايات المتحدة، ويشوه صورتها عالميًا، فضلًا عن تأثير ذلك على الشعب الإيراني.
واعتبر أن الحديث عن أن الشحنات نقلت إلى موقع "سري" ليس دقيقًا، موضحًا: "المكان سرى علينا فقط ولكنه ليس سري على الأمريكيين، يعرفون والتقطوا صورا بالأقمار الصناعية".
أبدى الحلبي استغرابه من المواقف الأوروبية بعد الضربة، حيث قال: "بعد 3 أو 4 أيام من الضربة، الأوروبيين قالوا إن إسرائيل لها حق الرد! بدلا من أن يقولوا إن إيران لها حق الرد" معتبرا أن ذلك يعكس اختلالا في الخطاب الأخلاقي والدبلوماسي في الغرب.
وفي تقييمه للضربة العسكرية الأمريكية الأخيرة، أشار إلى أن ما تم تدميره هو "منشآت خرسانية فقط"، مؤكدا أن الضربة لم تحقق "نجاحا مذهلًا" كما روج لها وزير الدفاع الأمريكي، وأن عدد الصواريخ المستخدمة 12 صاروخ توماهوك وأربع قنابل من نوع GBU-57لا يكفي لتدمير المنشآت النووية بالكامل، بل فقط لتخريب البنية التحتية الخرسانية.
